نطهر صيامنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة التطوع (فضائلها وأحكامها) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          احترام وتقدير النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          "يا غزة المجد .. عذرا" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          المسلمون بالهند يخشون المجاهرة بإسلامهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مراتب الجهاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          حديث: أبغضَ الكلامِ إلى اللَّهِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 63 )           »          إنَّ اللَّه جمِيلٌ يُحِبُّ الجمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »          الانتكاسة: أسبابها وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2024, 11:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,846
الدولة : Egypt
افتراضي نطهر صيامنا

نطهر صيامنا (1)



كتبه/ جمال فتح الله عبد الهادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن الصيام لم يشرع لتُحْرَم من الأكل والشراب ساعات النهار، ولكن المقصود أن نكسر شهوات النفس، ونمسك عنان اللسان عن تتبع العورات، والخوض بالباطل، ونحفظ الجوارح عن ارتكاب ما حرَّم الله؛ قال -تعالى-: (‌لَنْ ‌يَنَالَ ‌اللَّهَ ‌لُحُومُهَا ‌وَلَا ‌دِمَاؤُهَا ‌وَلَكِنْ ‌يَنَالُهُ ‌التَّقْوَى ‌مِنْكُمْ) (الحج: 37).
والصيام الشرعي: عبارة عن الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر الصادق إلي غروب الشمس بنيَّة التَّعَبُّد لله -تعالى-. وقيل: إمساك مخصوص من شخص مخصوص عن شيء مخصوص في زمن مخصوص؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌كُتِبَ ‌عَلَيْكُمُ ‌الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183).
ومعنى الآية: أي: تتقون الله بالكف عن الحرام وفعل الطاعة بصومكم.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان" (تفسير ابن كثير).
وقال القرطبي -رحمه الله-: "قيل: لتتقوا المعاصي" (تفسير القرطبي).
وفي الآية قول آخر ذكره الطبري -رحمه الله- في تفسيره بقوله: "وأما تأويل قوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام، وشرب الشراب، وجماع النساء فيه"، فالآية يراد منها هذا وهذا.
وإن أهون الصيام ترك الطعام والشراب؛ أما صيام الجوارح والذي يغفل عنه كثير من الناس، فتراه في رمضان يصوم عن الحلال، ولكنه لا يتورَّع عن أكل الربا أو أخذ الرشوة، وغير ذلك من ألوان الحرام.
وتراه كذلك يترك زوجته الحلال في نهار رمضان ولا يتورَّع أن يجلس أمام التلفاز، وينظر إلى النساء العاريات؛ لذا كان الكلام عن صيام الجوارح من الأهمية بمكان؛ قال جابر -رضي الله عنه- كما في "مصنف ابن أبي شيبة": "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواء".
وقال زين العابدين -رحمه الله-: "حق الصوم: أن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك، ليسترك من النار"، وهكذا جاء في الحديث: (‌الصَّوْمُ ‌جُنَّةٌ ‌مِنَ ‌النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله- كما في "بستان الواعظين": "ما من جارحة في بدن الإنسان إلا ويلزمها الصوم في رمضان وغير رمضان؛ فصوم اللسان: ترك الكلام إلا في ذكر الله -تعالى-، وصوم السمع: ترك الإصغاء إلى الباطل، وإلى ما لا يحل سماعه، وصيام العينين: ترك النظر والغض عن محارم الله".
وإذا نظرت إلى كلام ابن الجوزي؛ علمت أن لكل جارحة عليها صيام، وصيامها أن تكفَّ عن العصيان، فاللسان يصوم عن الغيبة والنميمة، والكذب والبهتان، والفم يصوم عن الحرام وشرب الدخان، والأذن تصوم عن سماع ما يغضب الرحمن، والعين تصوم عن النظر إلى النسوان، واليد تصوم عن أخذ الرشوة والسرقة والبطش والطغيان، والبطن تصوم عن أكل الحرام، والقلب يصوم عن الكراهية والبغضاء، والشحناء، والحسد والخصام، والكبر والعجب بالنفس.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ ‌مِنْ ‌صِيَامِهِ ‌إِلَّا ‌الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، وفي رواية: (‌رُبَّ ‌قائِمٍ ‌حَظُّهُ ‌مِنْ ‌قِيامِهِ ‌السَّهَرُ، وَرُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيامِهِ الجُوعُ والعَطَشُ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
وهذا لأنه صام عن الطعام والشراب وهو أهون الصيام، لكن لم تصم جوارحه عن الحرام، فتراه لا يمنعه صومه من إطلاق اللسان، والوقوع في الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، ويطلق للأعين والآذان الحبل والعنان، لتقع في الذنوب والعصيان، وصدق بعض الحكماء حيث قال: "كم من صائم مفطر، وكم من مفطر صائم".
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-03-2024, 10:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,846
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نطهر صيامنا

نطهر صيامنا (2)



كتبه/ جمال فتح الله عبد الهادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد كان السلف الصالح أكثر الناس تطبيقًا لصيام الجوارح، وأكثرهم حرصًا عليه، فقد أخرج ابن أبي شيبة عن طليق بن قيس قال: قال أبو ذر -رضي الله عنه-: "إذا صمت فَتَحَفَّظ ما استطعت، وكان طليق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلا للصلاة"، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد، قالوا: "نُطَهِّر صيامَنا".
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا كَانَ يَوْمُ ‌صَوْمِ ‌أَحَدِكُمْ ‌فَلَا ‌يَرْفُثْ ‌وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) (متفق عليه).
ولا يفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذكر، وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم؛ ذلك الصوم الذي يبعد العبد عن الأمراض القلبية: كالحقد والغل، والحسد والبغي، ويجنبه ارتكاب المعاصي، وقول الزور والكذب، والرياء والنفاق، والنميمة والغيبة، ويحصن بالتالي من سمعه ونظره ولسانه.
وفي هذا الزمن الذي يشهد ثورة معلوماتية متسارعة، أكدوا أهمية صوم الجوارح ودوره في نبذ الإشاعة وتزوير الحقائق، واغتيال الشخصية، والتنمر وخطاب الكراهية والتجريح، والتلميح المؤذي، والتعرض لأعراض الناس وإفشاء أسرارهم، ونشر خصوصياتهم، وسرقة المعلومات وتبادلها لغايات سيئة؛ خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر التطبيقات الذكية.
فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ ‌حَقَّ ‌الحَيَاءِ). قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: (لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ ‌حَقَّ ‌الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ ‌حَقَّ ‌الحَيَاءِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
وقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث طرفًا من الجوارح التي يؤمر المسلم بصيانتها، فدخل في الرأس وما وعى، ما جمعه من الحواس الظاهرة من السمع والبصر واللسان حتى لا يستعملها إلا فيما يحل، ودخل في البطن وما حوى حفظ القلب عن الإصرار على المحرمات من الشرك والحقد والحسد، ونحو ذلك، وقد جمع الله ذلك كله في قوله: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا) (الإسراء:36).
كما دخل في حفظ البطن حفظه من دخول الحرام فيه أكلًا أو شربًا، وحفظ الفرج، وقد مدح الله المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) (المؤمنون: 5).
فقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) (متفق عليه).
فالعبد إذا صام ثلاثين يومًا وصامت جوارحه عن كل المعاصي، وصام قلبه عما سوى الله -عز وجل-، خرج من شهر الصيام إنسانًا آخر بكل ما لهذه الكلمة من معنى؛ بقيم وأخلاق فاضلة، حتى يقول كل من خالطه من الناس بعد الصيام: والله ما كان فلان هكذا، ما لهذا الحلم الذي يتمتع به؟ ما لهذه الرحمة؟ ما لهذا اللطف الذي هو فيه؟!
هذا هو الصيام، مدرسة خلقية.
فلماذا كان الصوم سببًا لصوم الجوارح واستقامتها؟
لأن الصوم عبادة تزكو النفوس بها، وتتسامى الأرواح بسببها من حضيض البهيمية، ومَن سمت روحه وطهرت نفسه لم تأنس بمعصية الله، فالصائم يعلم أنه ترك ما أحل الله -تعالى- تقربًا إليه؛ فكيف يترك ما أحل الله ويقع فيما حرمه عليه؟!
وبالجملة: فإن المرء مأمور حيال أعضائه بأمرين، ومكلف فيها بتكليفين: كفها عما حرم الله، وذاك تصويمها، وطاعته بها.
أسأل الله أن يحفظ جوارحنا، ويسلمنا من كل سوء، ويعصمنا من الزيغ والزلل.
والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.30 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]