معنى الصبر وحقيقته وفضائله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اللغة العربية أصل اللغات كلها كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          3 ماسكات طبيعية تخلصك من تقصف الشعر.. استعدى لإجازة العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 ألوان ظلال مناسبة للعيون الزرقاء.. لو محتارة ومش عارفة المناسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل عيش بذور الشيا وبذور الكتان.. خبز صحى ومشبع بدون دقيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          اعرفى إزاى تختارى الصابون المناسب لنوع بشرتك.. عشان وشك ينور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أكلات خفيفة ولذيذة لا تزيد وزنك فى الصيف.. مشعبة وترطب الجسم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          6 سلوكيات مهم تعلمها لأطفالك عشان يتعاملوا بأسلوب راقٍ ومهذب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          6 مشروبات صيفية من غير سكر تديك طاقة وانتعاش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          5 نصائح لطلاب الثانوية العامة لامتحانات من غير توتر ولا ضغط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طريقة عمل عيش الجبن القريش.. خبز صحي وغني بالبروتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-06-2024, 07:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,220
الدولة : Egypt
افتراضي معنى الصبر وحقيقته وفضائله

معنى الصبر وحقيقته وفضائله

عبد الله بن صالح القصير
يا أيها الناس، اتقوا الله تُوقَوا، وأطيعوا الرسول تهتدوا، واصبروا تؤجروا وتُنْصروا، وتحفظوا وترزقوا، وتفلحوا في الدنيا والآخرة، وتسعدوا في العاجلة والآجلة؛ فإنه من يتصبَّر يصبِّرْه الله، وإن الصبر ضياء، وإنه ما أُعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبر؛ قال - تعالى -: ﴿ {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} ﴾ [البقرة: 155]، إلى قوله: ﴿ {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ﴾ [البقرة: 157]، وقال - سبحانه -: ﴿ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ﴾ [الزمر: 10].

عباد الله، الصبر حبس النفس على ما ينفعها وعمَّا يضرها عاجلاً وآجلاً، دنيا وآخرة، وحقيقته حبْسُ النفس على طاعة الله بحيث لا تملُّها وتتركها، وعن معصية الله فلا تتشوق إليها وتقتحمها، وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها وتعترض عليها وتقول أو تفعل ما يخالف الشرع عند وقوعها، وعن الأهواء المضلَّة بترك الإصغاء إلى شبهات دعاتها، والحذر من معارضة الشرعِ بالرأي تحقيقًا لمقاصدها، فالصبرُ حبس النفس على مداومة الطاعة، والحيلولة بينها وبين اقتحام المعصية المُهلِكة، وعن الجزع ومخالفة الشرع بالصوت أو الجوارح عند ابتلائها بما تكره، وعن الإصغاء إلى الأهواء المضلة؛ حتى لا تتمرَّدَ على ربها، ويزيَّنَ لها سوءُ عملها.

أيها المسلمون:
الصبر كاسْمِه مُرةٌ مذاقتُه، صعبةٌ معالجته، حلوة ثمراته؛ فعاقبته طيبة، وذكراه جميلة، وثمراته ممتعة مسعدة في الدنيا والآخرة، فعاجلها في العاجلة ممتعٌ، وآجلها في الآجلة مُسعِد، يتنعم به السعداء في الجنة أبدَ الآباد، كما يشقى تاركو الصبر في الدنيا يوم القيامة في النار وبئس المهاد.

فاصبروا - عباد الله - لله ديانةً وعبادة، واصبروا بالله - تعالى - توكلاً واستعانة، واصبروا مع الله طاعة له بموافقة شريعته وتحقيق ما يرضيه، ونأيًا عن معصيته واجتنابِ كل ما يسخطه ويؤذيه؛ فإنكم من خلقه، وتتمتعون بفضله ورزقه، ومردُّكم إليه فمجازون برحمته وفضله، أو عدله وحكمتِه؛ فعاقبة الصبر أو عدمه عائدةٌ إليكم، وعلم الله السابق وقدره متحقِّق فيكم، ولكن الله ابتلاكم بالتكليف به؛ لتقوم حجتُه عليكم، ويتجلى عدلُه أو فضله على مستحقه منكم، فاسألوا الله العافيةَ من البلاء، واصبروا له وبه عند الابتلاء، ولا ترتدُّوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين كفعل أهل الكفر والأهواء.

أيها المسلمون:
لا أحد أصبرُ على أذًى سمعه من الله، فإن مِن خَلقِه مَن يزعم له الشريكَ، وينسب له الصاحبةَ والولد، ومع ذلك فهو يرزقهم ويعافيهم، فحسبكم بوصف "الصبر" الذي أضافه الله إلى نفسه، ولقد ذكر الله - تبارك وتعالى - الصبرَ في كتابه في أكثرَ من ثمانين موضعًا أمرًا به، ونهيًا عن ضده، وثناءً على أهله، وتذكيرًا بحسن عواقبه، وكريم عوائده، وتذكيرًا بمحبة الله - تعالى - للصابرين، وذمًّا لمن جانَبَ الصبر، وتذكيرًا بشؤم ما حصلوه في نهاية الأمر، ولقد أمر الله - تبارك وتعالى - رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يصبِرَ كما صبر أولو العزم من الرسل، فبادر - صلى الله عليه وسلم - إلى امتثال الأمر، وتحقيق الصبر؛ حتى صار أسوةً للصابرين، حيث صبر - صلى الله عليه وسلم - صبرًا أكملَ وأجملَ من صبر أولي العزم من الرسل مجتمعين، ولقد بلغ - صلى الله عليه وسلم - شأن الصبر فحضَّ أمته على الصبر، وبيَّن ما أعطى الله - تعالى - عليه من عظيم الأجر، وفصَّل شأنه بذكر ألوانٍ من ثواب الله - تعالى - عليه في الدنيا، وبعد المردِّ إليه، فأكثر - صلى الله عليه وسلم - من ذكره وبيان شأنه، وحضَّ عليه موضحًا لبرهانه، ولقد تأسى سلفُ هذه الأمة بنبيهم - صلى الله عليه وسلم - في امتثال أمر الله بالصبر، ووثقوا بما وعد اللهُ عليه من جزيل المثوبة وعظيم الأجر، وذكَّروا الأمَّة بما وجدوه في هذا الأمر، فقال قائلهم: الصبرُ من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فلا إيمانَ لمن لا صبر له، وقال آخر: إنما وجدنا أطيبَ عيشِنا بالصبر، وقال ثالث: نعم العدلان، ونعمت العلاوة على الصبر: ﴿ {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ﴾ [البقرة: 157]، وكم لهم - رحمةُ الله عليهم - من الأقوالِ المشهورة، والعبارات المضيئة، في بيان عاقبةِ صبرهم، وحث الأمة على أن تصبرَ وتلتمس حسن العاقبة عليه في كل مهم.

معشر المؤمنين:
الصبر يكون عند الابتداء، وحال الفعل، وبعد الانتهاء، فإن عرَض لك الخيرُ، فبادر إليه وصبِّر نفسك عليه، وإذا انتهيت، فصبِّر نفسَك عما يُبطله ويُذهب أجره، وإن عرض عليك الشرُّ، فاصبر عنه واشتغل بما ينفعك وأباح الله لك إلهاءً لنفسك عنه.

وإن ابتليت بمصيبة بسبب مخالفة منك لله فاصبر على المصيبة، واستغفر من المعيبة، وإن أُصبت بمصيبة محضة لا سبب لك فيها، فسلِّم لله الأمرَ على المصيبة، واصبِرْ له كما شرع، تحمَدِ العاقبةَ، وتَنَل الخلف والمثوبة في الدنيا والآخرة.
---------------------------------------------------------



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.86 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]