وصايا نبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل قوارب البطاطس بالبيض والبسطرمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العلم التقني الحديث سلاح ذو حدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مذبحة الفاشر: حين امتزج دم السودان بالأطماع الإقليمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيفية صلاة المغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ما أحسن الذين يملكون أنفسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مما يجعل بيوتنا أكثر جمالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سهامٌ مسمومة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          موقف العامي وطالب العلم من المذاهب الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإنصاف الأدبي : من أجمل ما كتب العلامة الخضر حسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من هو الإمام البخاري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2024, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,299
الدولة : Egypt
افتراضي وصايا نبوية

خُطْبَةُ وَصَايَا نَبَوِيَّة [1]

الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْقُدُّوسِ السَّلَاَمِ، جَزِيلِ الْعَطَايَا وَالْإِنْعَامِ، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمَةِ الْإِسْلَامَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ؛ القائلُ: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾ [المائدة: 16]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَطَّقَ بِالْحِكْمَةِ وَخَيْرِ الْكَلَاَمِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، الْبَرَرَةِ الْكِرَامِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا.


أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -مَعَاشِرَ المُؤمنينَ-، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

نَقِفُ الْيَوْمَ - عِبَادُ اللهِ- مَعَ حَديثٍ عَظِيمٍ، مِنْ وَصَايَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِي خَيْرٌ كُلَّهَا، حَثَّتْ عَلَى بِنَاءِ الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ، لِيَكْوُنَ مُجْتَمَعَ التَّكَاتُفِ وَالرَّحْمَةِ وَالْعَطَاءِ؛ فَقَدْ رَوَى الْإمَامُ أَحَمْدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَاِبْنُ مَاجِهَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، -ثَلَاثًا- فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُّوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ».


هَذِهِ الْوَصَايَا مِنْ أوَائِلِ أَقْوَالِهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ؛ وَمِنْ جَوَامِعِ الكَلِمِ الَّتِي فِيهَا قِوَامُ صَلَاَحِ الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ.


إفشاءُ السَّلَامِ وَإشَاعَتُهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، مِنْ أسْبَابِ حُلُولِ الْبَرَكَةِ: ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [النور: 61].


السَّلَامُ عَلَيْكُمْ رِسَالَةُ مَحَبَّةٍ، وَعُنْوَانُ مَوَدَّةٍ، مَضْمُونُهَا اِلْأَمَانُ عَلَى الْأَنْفُسِ وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَمْوَالِ، فَيُشِيعُ السَّلَامُ فِي الْمُجْتَمَعِ، وَتَصْفُو الْقَلُوبُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُم عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُم؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُم». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


إفشاءُ السِّلَامِ مِنْ أعْظَمِ خِصَالِ الإسْلَامِ؛ فَالنبيُ صلى الله عليه وسلم سَألَهُ رَجلٌ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». مُتَفَقٌ عَليهِ.


السَّلَامُ صِفَّةٌ يَفضُلُ بِهَا الْمُسْلِمُ عَلَى مِنْ سِوَاهُ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86].


وَهُوَ أَعْظُمُ الْحُقوقِ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وَالْمُبَادَرَةُ بِالسَّلَام؛ خَيْرٌ وَفَضْلٌ يُزِيلُ أسْبَابَ الْوَحْشَةِ وَيدرَءُ خِصَالَ الْكِبَر وَيُغْلِقُ مَدَاخِلَ الشَّيْطَانِ: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ: فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ». مُتَفَقٌ عَليهِ.


وَفِي السَّلَامِ مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَأُجُورٌ عَظِيمَةٌ؛ وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ- رَضِّيَّ الله عَنْهُمَا- يَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ وَيَقُولُ: " إِنَّمَا نغدُو مِنْ أَجَلِ السَّلَّامَ، فَنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِينَاهُ" رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ.


وَمِنْ الإحْسَانِ بِالْقَوْلِ إِلَى الْإحْسَانِ بِالْفِعْلِ (وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ)؛ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ يَشْمَلُ الصَّدَقَةَ وَالْهَدِيَّةَ وَالضِّيَافَةَ اِبْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، وَيَشْمَلُ سَائِرَ الْمَخْلُوقَاتِ؛ قالَوا يَا رَسُولَ اللهِ «إِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرَاً؟ َقَالَ: "فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ». مُتَفَقٌ عَليهِ. وَلَا يَسْتَقِلُّ الْمَرْءُ فِي الْإِطْعَامِ أَيَّ مِقْدَارٍ، وَلَوْ كَانَ شِقَّ تَمْرَةٍ.


وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَالْأَرْحَامُ هُمْ كُلُّ مَنْ تَرْبُطُكَ بِهُمْ رَحِمٌ مِنْ جِهَةِ الْأَبِ أَوِ الْأُمِّ، وَحُقْهُمْ فِي الْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ مُقَدَّمٌ عَلَى غَيْرِهِمْ: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ [البقرة: 215].


وَالسَّخَاءُ عَلَى الْأَرْحَامِ ثَوَابُه مُضَاعَفٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَدْقَةَ عَلَى الْمُسَكَيْنِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اِثْنَتَانِ؛ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ». رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.


صِلَةُ الرَّحِمِ بِالزِّيَارَةِ وَالْقَوْلِ الطَّيِّبِ، وَتَوْقِيرِ كَبِيرِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وَالصَّفْحِ عَنْ عَثْرَاتِهِمْ.


وَصِلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسِ نِيَامٌ؛ اللَّيْلُ وَقْتٌ شَرِيفٌ، تخلُو فِيهِ النَّفْسُ مِنْ شَوَاغِلِ الْحَيَاةِ، تُنَاجِي خَالِقَهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا، تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ‌كُلَّ ‌لَيْلَةٍ ‌إِلَى ‌السَّمَاءِ ‌الدُّنْيَا ‌حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


هَذِهِ وَتِلْكَ -عِبَادَ اللهِ- مِنْ أَبْوَابِ الْفَوْزِ بِالْجِنَّانِ: «تَدَخَّلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ»، فَمِنْ آمِنَ وَصَبَرَ وَصَابَرَ وَأَمْضَى حَيَاتُهُ فِي طَرِيقِ السّلَّامِ وَالْإحْسَانِ؛ فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30].


الَّلهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانَا ذَاكِرَاً.
أقوُلُ قَوْلِي هَذَا، وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم وَلسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوهُ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرَحِيمُ.

الخُطبةُ الثَّانية

الحَمْدُ للَّهِ وَكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبَادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فَاتقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التقوَى، وَاِقْتَدَوْا بِخَيْرِ الْوَرَى، نَبِيِّ اللهِ وَصَحَابَتِهِ الْكِرَامِ، فِي التَّحَلِّي بِالْأَخْلَاَقِ الْفَاضِلَةِ وَالْخِلَاَلِ الْحَمِيدَةِ.


الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ والمُسلِمينَ، وَاجْعلْ هَذَا البلدَ آمنًا مُطمَئنًّا وسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ.
الَّلهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الحَرَمينِ الشَرِيفَينِ، وَولِيَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

[1] للشيخ محمد السبر https://t.me/alsaberm





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]