لماذا يرتدون إلى النصرانية؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من آداب المجالس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أعظم فتنة: الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فضل معاوية والرد على الروافض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريق لا يشقى سالكه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مكانة العلم وفضله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          العليم جلا وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فضل العلم ومنزلة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2024, 04:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,225
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا يرتدون إلى النصرانية؟

لماذا يرتدون إلى النصرانية؟ (1)

مركز جنات للدراسات


المرءُ يَتصوَّر الإنسانَ يُلبَّس عليه في قضية أو جُزئية، فيتوهَّم فسادَ الأصل، فيرفضه كليَّةً؛ لكنَّه لا يتصوَّر أن يقبل غيرَه من الأصول الفاسدة رأسًا على عقبٍ لمجرَّد فسادِ الأوَّل.

هكذا يُساق كثيرٌ من المرتدِّين إلى النصرانية.

نراهم لا يَهتدون بحُكم الجهل تارةً، وبحُكم التلبيس عليهم تارةً أخرى، وبحُكم الطبيعة النفسيَّة المضطربة تارات، نراهم لا يهتدون لكلِّ تلك الموانِع لفَهْم الشُّبهة أو لحلِّها، فيفرُّون مِن الإسلام، ويلوذون بالنصرانية، لا لأنَّ النصرانية أجابتْ عن شُبههم، أو وضعتْ لها الحلولَ المناسِبة، بل لأنَّ الإسلامَ - كما يتصوَّرون - عَجَز عن إقناعِهم!

إذًا الرِّدَّة إلى النصرانية ليستْ لذات النصرانيَّة، وإنَّما هربًا مِن الإسلام، هربًا مِن الإسلام لخصْمٍ قائم بقوَّة في غالبية المجتمعات المسلِمة يَنصِبُ شِباكَه لضعيفي العِلم والإيمان والعقل والنفس، مُتوهِّمًا تحقيقَ مكاسب بضمِّ تلك النماذج المريضة.

محيط شبهات المنصِّرين: والمتابِع للشُّبهات التي يَطْرَحها المنصِّرون حولَ الإسلام يَجِدها لا تخرج عن قضايا جزئية لا تستقلُّ ولا تقترب مِن أصلٍ من الأصول التي بُني عليها الإسلام، بل تحوم حولَ أحكام شرعيَّة فرعيَّة.

وذلك أنَّ تناول الشرع للقضايا الأصوليَّة تناولٌ مِن قبيل المُحْكَم، الذي لا يتطرَّق إليه أيُّ الْتباس بين المسلمين جميعًا - عامِّهم وخاصِّهم - وأمَّا تناوله للمسائلِ الفرعية، فإنَّه تناولٌ قد يكون فيه خفاءٌ على العوام والدهماء، في حين يَهتدي إليه أهلُ العلم والإيمان.

ثم إنَّ العقل يَقْضي بردِّ المتشابه إلى المُحْكَم، وبردِّ الفرْع إلى الأصل، لا العكس، كما يفعل الذين في قلوبِهم وعقولهم ونفوسهم أمراضٌ، مِن المنصِّرين والمتنصِّرين سواء.

يقول ربُّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الألْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7].

فالآيات المُحْكَمات هي البيِّنات الواضِحات، التي لا تحمل غيرَ وجهٍ واحد لا لَبْس فيه أو خَفاء، والآيات المتشابهات التي تحمل أوجهًا مختلِفة، فأهلُ العلم والإيمان يَردُّونها بإيمانهم إلى المُحْكَمة أولاً، ثم يَهتدون بعِلمهم إلى حقيقتِها وحِكمتها الشرعيَّة.

وأمَّا أهل الزَّيْغ فيتخبَّطون في فَهْم المتشابهات خبْطَ عشواء، ثم يردُّونها إلى أهوائِهم بعيدًا عن المنهجِ العِلمي الصحيح.

وهذا عينُ ما يفعله المنصِّرون، ويقتنع به المتنصِّرون.

فنحن لا نكاد نَقِفُ ألبتَّةَ على شُبهات جديَّة حولَ عقيدة الأُلوهيَّة في الإسلام، وأنَّ الله - تعالى - واحد لا شريكَ له في العبادة، أو أنَّ القرآن ليس مِن عندَ الله تعالى، وهكذا سائرُ القضايا والأصول الأمّ في الإسلام، لا يخوض فيها مُشكِّكًا في صحتها غيرُ مكابرٍ قد بلَغ به العنادُ والجحود مَبلغَه.

في حين نجد المنصِّرين والمشكِّكين يَصبُّون كلَّ جهودهم في طرْح الشبهات حولَ مسائلَ فرعيَّة لا يُحسِن فَهْمَها، ويقف على الحِكمة من تشريعها كلُّ أحد.

فيتناولون على سبيلِ المثال مسائلَ وأحكامًا متفرِّقة خاصَّة بالمرأة، ويعمدون إلى:
1- لَيِّ مدلولاتها.

2- جمْع الآراء الشاذَّة حولها.

3- الافتراء في توجيهها.

فيَزعمون أنَّ الإسلام يُحقِّر مِن شأنِ المرأة؛ لأنَّه يَحْتفي بالذَّكَر منذ ولادته أكثرَ مِن الأنثى، فيعقُّ عنه بشاتين، وعن الأُنثى بشاة واحدة، ويَفرِض عليها وصايةً حتى في القَبول لشريكها، ولا يُورِّثها كما يُورِّث الذَّكَر، وهكذا، يجمعون عدَّةَ مسائل في بابٍ واحد، ويتناولونه بلا طرْح مُنصِف، أو فَهْم صحيح، أو جمْع كامِل.

وبهذا يَخرُجون بنتيجةٍ واحِدة، وهي أنَّ الإسلامَ ظَلَم المرأة، فيُصادف هذا فتاة جاهِلة تتطلَّع لمزيدٍ مِن الانفلات الأخلاقي والأدبي، أو امرأة أوْرَثها ظلمُ أهلها لها أو زوجها نفسيَّةً ضعيفة، أو أغراضًا وأهواء كامِنة، يصادف هذا أو ذاك، وتكون المحصِّلة في النهاية واحِدة، وهي تنصيرُ هؤلاء الأشخاص الذين اختلفَتْ أمراضهم، واجتمعتِ النتيجة الواحدة في حقِّهم.

فهل يعني - تنزلاً - اشتباهُ الفرْع (كنظرةِ الإسلام للمرأة) هل يعني ذلك فسادَ الأصل (أصول العقيدة والشريعة في الإسلام)؟

بمعنى: كيف يُجيب المتنصِّرون عمَّا يعتقدون في الإسلام ككلٍّ في دواخلهم؟

ولننظر كيف يَعْبَث المنصِّرون بعقول أتباعهم:
إنَّ الإسلام جاء بما لا يُخالف العقلَ أو الفِطر، فهو عندما يسنُّ للمسلِم أن يعقَّ عن الغلام بشاتين وعنِ الأنثى بشاة واحدة، فلأنَّ فرَح الناس عادةً بالذَّكَر أعظمُ مِن الأنثى، هذا شيءٌ مجبولون عليه، لا يُنكِره حتى المنصِّرون أنفسُهم، وهو مع ذلك لا يظلم المرأةَ في شيء، كما كانتْ تفعل اليهود، إذ لم يكونوا يعقُّون عن الأنثى، فجاء الإسلامُ بما لا يُخالِف فِطْرةَ الناس عادةً، كما لا تُظلم في نظامِه المرأة.

على أنَّ جماعةً مِن أهل العلم لا يَرَوْن التفريقَ بين الذَّكَر والأنثى في العدد، وعلى أنَّ العلماء جميعًا يُصحِّحون عقيقةَ مَن عقَّ عن الغلام بشاةٍ واحدة، وعلى أنَّ المسلم كذلك غيرُ مُلْزَم بشاة واحدة للأنثى، بل له أن يَزيد شاةً أخرى أو أكثر، ولا يُكْرَه، بل ربما استُحِبَّ.

وهكذا يتلاعَب المنصِّرون بالعقول في سائرِ ما يَعرِضون من شُبهات، فيُقدِّمون نتائجَ مبناها على سوءِ الفَهْم والقَصْد، في مسائلَ قد تشتبه على جُهَّال الناس مِن كلِّ الطبقات، بما فيها مَن تدَّعي الثقافة والمعرِفة.

والسؤال الآن: وماذا عن النصرانيَّة التي ينقلِب إليها المرتدُّون؟
هل قامتْ على أصولٍ تضمن للمرتدِّ قناعتَه العقليَّة والقلبيَّة؟ وهل وجد المرتدُّ إجاباتٍ شافيةً عن محلِّ شُبَهِه القديمة في الإسلام؟

يعني: هل اطمأنَّتْ نفسُ المرتدِّ للدِّيانة النصرانية بحيث يَقْبَلها على بيِّنة ونور تامَّيْنِ؟ وهل خَلَت عنِ الشبهات التي وجدَها قديمًا في الإسلام، والتي بسببها - كما يزعم - انقلَب إلى النصرانية؟

سؤالان، نكشف عنهما في تتمَّة المقال - إنْ شاء الله تعالى.

والحمد لله ربِّ العالمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 03-11-2024 الساعة 03:16 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2024, 05:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,225
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا يرتدون إلى النصرانية؟

لماذا يرتدون إلى النصرانية؟ (2)

مركز جنات للدراسات

تتمَّةً لمَا سبَق في المقال الأول نقول:
إذا فرضْنا أنَّ الإسلام عجَز عن إجاباتِ بعض المتشكِّكين من أهله فارتدُّوا، فهل النصرانية أقنعتْهم جملةً بالنصرانيَّة أصولاً للعقائدِ والتشريعات، وتفصيلاً بما اشتبه عليهم في الإسلام؟

وحتى نُجيبَ إجابةً موضوعيَّة مطابِقة للحقيقة عن هَذين السؤالين؛ نُعرِّج سريعًا على ما سَبَق وأنْ مثَّلْنا له في الحديث عن الإسلام، وبعض شُبهات المنصِّرين حولَ نَظْرة الإسلام للمرأة، لكن مِن منظور آخَر، منظور النصرانيَّة ذاتها.

الخلل في الأصول النصرانية:
لا يمكن أبدًا أن يَتصوَّر العاقل شخصًا صحيحَ العقل والقَصْد يَدري شيئًا عن أصولِ النصرانيَّة المتمثِّلة في عقيدتِها غير الواضِحة، والمناقِضة للعقل والمنطق الصحيحينِ، ثم ينقلب إليها عن قصْد صحيحٍ، وطواعية أكيدة.

قدْ سبَق وأشَرْنا إلى رُكْنَين في الإسلام، وهما: رُكن توحيد الألوهيَّة، وركْن الإيمان بالقرآن، وهنا ننظُر حقيقةَ هذين الركنين في النصرانيَّة.

الألوهية في النصرانيَّة تعني أنَّ الله ثالثُ ثلاثة، فهو واحد وهو ثلاثة! وتلك النظرية غير خاضِعة عندَ القساوسة للعقل، فهم يرَوْن التثليثَ سرًّا إلهيًّا يجب الإيمان به فحسبُ، فهو فوق العقل البشري!

كما أنَّ عقيدةَ "التثليث" القائم عليها دِينُ النَّصارى لم تكن موجودةً في كتاب سماوي قبلَ اختراع "بولس" - واضِع النصرانية المحرَّفة - لها، فليس في العهْد القديم (التوراة) ما يُصرِّح أو يُلمِّح فقط بعقيدة "التثليث"، بل وليس في العهدِ الجديد (الإنجيل) ذِكرٌ لفكرة "التثليث"! اللهمَّ إلا في آيةٍ واحدة اختَلف رجالُ الكَنيسة في إثباتِها ونفيِها، فمِنهم مَن يثبتها، ومنهم مَن يقول: هي مِن زيادة بعض شُرَّاح الأناجيل!

فكيف يقوم أصلُ الدِّيانة والعقيدة على آيةٍ واحِدة مختَلَف في ثُبوتها؟!

إنَّ العقَلَ والشَّرْع ليؤكِّدانِ أنَّ القضايا الأمَّ في كلِّ عقيدة كثيرةُ الذِّكْر والتَّكْرار، كما أنَّ الاستدلالَ عليها بالعقل وبالواقِع كثير، وهنا لا نَقِف على نصوصٍ من الإنجيل نفسِه تدعم فِكرةَ التثليث، كما لا نَجِد بُرهانًا من العقل يؤيِّد الفِكرة، وكذلك لم يعهدِ الناس في واقعهم الحيِّ فِكرة تُماثِل فِكرة "التثليث" في النصرانيَّة.

تَجدُر الإشارةُ كذلك إلى أنَّ فكرة التثليث فكرةٌ وثنيَّة الأصل، بحيث وُجِدتْ في أساطير الأوَّلين.

وأمَّا الإنجيل كدُستور للعقيدة والشريعة في النَّصرانية، فهو أيضًا موضعُ تُهمة وشكٍّ كبيرينِ، بحيث إنَّ ثبوتَه لا يَرْتقي مِن جهة التوثيق إلى شيءٍ يعتمد كمصدر لدِراسة جادَّة، فضلاً عن دِيانة قائمة ضخْمَة.

وكذلك مِن جِهة المحتوى، يَعْتريه تناقضٌ رهيب، ويحمل متضادات شتَّى، جَعَلت قساوسةً ومتخصِّصين في دراسته يجزمون بوقوعِ التحريف فيه، أو ما يُسمُّونه "زيادة بعض كُتَّابه"، أو "تغيير بعض مُترجِميه"!

هذه إذًا مقارنة سريعة بيْن أصلين مِن أصول الإسلام "الألوهية" و"القرآن"، ومثلهما في النصرانيَّة "التثليث" و"الإنجيل".

فهل خَفِي كلُّ هذا الفساد في أصولِ النصرانيَّة على المتحوِّل إليها؟ ولم يتَّضحْ له غيرُ بعض الاشتباه في بعضِ فروع الإسلام؟

نظرة أخرى لفروع الديانة النصرانية:
عندما يتحوَّل المسلِمُ إلى النصرانية لشُبهة في قضيةٍ فرعيَّة، فإنه مِن المفترض أن يكون قد طالَع ما يَروي غليلَه في المِلَّة الجديدة، طالع ما تطمئنُّ إليه نفسه، وإلا فهو متخبِّط لا يُقدِّر عقلَه، ولا يعبأ بدِينه.

فهلْ طالع المتنصِّر مواطنَ الاشتباه في النصرانية قبل أن يَرتدَّ؟

والدِّيانة التي عُبِث بأصولها، لا يتصوَّر أن تُحفَظ فروعُها عن التحريف وإدْخال الأهواء، لكنَّ جَهْلَ كثير من الناس غرَّ المنصِّرين، فراحوا يَكيلون التُّهمَ للإسلام، ويُكثرون الافتراءَ عليه، بلا اعتبارٍ للعقل ومنهجه، متناسِين في هذا كلِّه ما تعجُّ به النصرانيَّة من مخالفاتٍ لا تُحْصَى.

فالمُنصِّرون والمتنصِّرون يتبجَّحون بأنَّ الإسلامَ ظلَم المرأة، ويعملون جهودَهم في سبيلِ بثِّ تلك الأكذوبة، فيُوجِّهون الأحكامَ الثابتة حسبَ أهوائهم، ويحشدون أقوالاً شاذَّةً وفاسِدة، في حين أنَّ النصرانية المحرَّفة قد بلغَتِ الغاية في الحطِّ مِن المرأة، حتى شَكَّكت الكنيسةُ في إنسانيتِها!

تُوصَف المرأة في الإنجيل بأنَّها "شرٌّ"، وأنَّها إنما خُلِقت "من أجل الرَّجل"، وأنها تُباعُ كما تُباع الأَمَة، وأنها هي التي "أُغويت" من الشيطان لا آدَم - عليه السلام - ولهذا فهي أصلُ كلِّ خطيئة.

فهل وقفتِ المتنصِّرة المتبجِّحة بأنَّ الإسلام ظلَمها على تلك النصوصِ في كتابها الجديد؟

لم يَفهمِ المتنصِّر الإسلامَ أصولاً وفروعًا، نعم، لم يَعِ المتنصِّر حقيقةَ النصرانية الزائفة أصولاً وفروعًا، نعمْ، فلماذا إذًا يتنصَّر المتنصِّرُ؟

يتنصر المتنصِّرُ لأغراضٍ أخرى، قد تكون نفسيَّة، وقد تكون حِسيَّة، لكنَّها في كلِّ الأحوال ليستْ ميلاً للنصرانية وحبًّا لها، وليستْ اقتناعًا مبنيًّا على معرفةٍ كاملة بجوانبها، هذا ما يُجزَم به بلا أدْنَى تردُّد أو شكّ.

ولهذا نحن لا نَقِف أبدًا على عقلاءِ أو علماء مشهود لهم بالمعرِفة والتجرُّد تنصَّروا! بل يَتنصَّر بعضُ المجاهيل الغوغاء على حينِ فترةٍ، الواحد فالواحد.

ويَمكرون ويمكر الله:
وثَمَّ معركةٌ أخرى لا تَقْبل دعاوَى المنصِّرين وأكاذيبَهم، إنها معركةُ الأحرار، الذين أقامَهم الله شهودًا على كلِّ مُشكِّكٍ مكابِر، كذَّاب ماكر، إنَّها شهادةُ الألوف من النَّصارى الذين يُسلِمون لله طوعًا كلَّ يوم بلا مُقابِلٍ ينتظرونه من غيرِ الله - تعالى - وحْده، إنَّها شهادةُ المثقَّفين وأساتذة الجامعات، قبل أن تكون شهادةَ العامَّة، إنَّها شهادةُ النِّساء قبلَ أن تكونَ شهادةَ الرِّجال.

ففي خِضَمِّ الصِّراع وحمأةِ المعرَكة، تعْلو أصواتٌ صادقة مِن صفِّ العدوِّ: حيَّ على الفلاح، حيَّ على الإسلام!

وصدَق الله القائل في مُحْكَم تنزيله: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
والحمد لله ربِّ العالمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.16 كيلو بايت... تم توفير 2.20 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]