|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بئس مَطِيَّةُ الرجل: زعموا نورة سليمان عبدالله عن أبي قلابة عبدالله بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس مَطِيَّةُ الرجل: زعموا))؛ [رواه أبو داود]. في الحديث: الحث على التحري من صحة الأخبار، والنهي عن الإخبار بغير تثبُّت، فالتثبت من الأخبار مهمة رئيسة لكل مسلم فيما يسمعه وينقُله، فلا ينقل إلا ما علِم صحته وعدم إفساده. فما معنى التثبت في الاصطلاح: هو التأني وعدم التسرع في كل الأحوال التي يقع للإنسان فيها نوعُ اشتباه، حتى يتضح له الأمر، ويتبين الرشد والصواب والحقيقة، وإفراغ الجهد لمعرفة حقيقة الحال المراد، وقيل: التثبت: تفريغ الوُسع والجهد لمعرفة حقيقة الحال المراد. وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس مطية الرجل: زعموا))؛ أي: ذم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((بئس)) مَن كان صاحب مقالة: زعموا، في مقالته، دون إسناد كلامه لأحد أو التثبت من صحة هذا الكلام، فشبَّه ذلك "بالمطية" التي يركبها الرجل؛ ليصل إلى مكان ما، وهنا يقولها ليصل إلى معنًى معين، فينتج عن عدم التثبت هذا مفاسدُ كثيرة؛ من إشاعة، وتخبُّط في المجتمع، وغير ذلك. قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [الإسراء: 36]، وقال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع))؛ [رواه مسلم]. فالواجب التثبُّت وألَّا يقول إلا عن بصيرة؛ حتى لا يقع في الكذب، أو في الغِيبة والنميمة، أو في غير ذلك مما حرَّمه الله، الواجب التثبت في الكلام حتى لا ينطق إلا عن بصيرة؛ وتقدَّم قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت))؛ فلا يستعجل المسلم بنشر أي خبر، حتى ولو كان صحيحًا، حتى يتأكد أن في نشره خيرًا ومصلحة، وأنه لا يوجد فيه مفسدة تزيد على مصلحته، وإذا التبس عليه الأمر، فلا ينشره، ويتوقف، فالسلامة لا يعدلها شيء؛ لأن الأخبار التي لا حقيقة لها، ويتناقلها الناس؛ وهي ما يسمى بالشائعات، ينبغي الحذر من تصديقها وإن كثُر ناقلوها، فالكثرة لا تعني الصحة، فهنيئًا لمن كان بعيدًا عن القيل والقال، ومن سيئات نقل الأخبار من دون تمحيص وتدقيق أن تؤدي إلى نتائج سيئة، فهي تُلحق الأذى بالمسلمين، وتُشيع الأخبار والبيانات والمعلومات المضلِّلة بين الناس، وعلى العكس من ذلك، فالتحقق من صحة الأخبار يجعل المجتمع الإسلامي في أمان واطمئنان، وفي بُعد عن الندم والتحسر. ويمكن أن نلخص فوائد التثبت في بعض النقاط: 1- أن التثبت علامة من علامات الإيمان. 2- السلامة من الأخطاء، والوقاية من الاندفاع والتهور. 3- التثبت داعٍ إلى الثقة بالمؤمنين، ويُنبئ عن حسن الظن بهم. 4- وقاية للنفس من الندم والحسرة، إذا أقدمتَ على الأمور دون تثبت. 5- تطهير المجتمع المسلم من المنافقين، وكشف مكايدهم، والحذر منها. 6- يعلِّم المسلمين أن يضبطوا ألسنتهم، فلا تمتد إلى الناس بأي سوء. 7- وقاية الأُسر من التشتت والضياع، الذي قد تُحدثه الشائعات والأكاذيب. 8- يبعث الطمأنينة في نفوس الناس، فيأمنون على أنفسهم وأموالهم، ويجنِّبهم وقوع الظلم عليهم. وفقنا الله لاتباع دينه، والسير على نهج رسوله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |