|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية طلب العلم في حياة الشباب عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فأوصيكم- أيها المؤمنون- ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمنعة من الرزايا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، أصبحت الثقافات الإلكترونية من متابعة للمشاهير والأسواق والكماليات والرياضة ومواقع الدردشة هي السائدة في ثقافة الشباب والفتيات؛ مما كان لها الأثر السلبي في طلب العلم عندهم؛ لذا كان علينا أن نعلمهم محبة طلب العلم والشغف به والتأسي بالصحابة الكرام في طلبهم للعلم، فقد كان شباب الصحابة رضي الله عنهم يدركون أهمية العلم وفضله وفضل العلماء. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم فنسمع منه الحديث، فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرًا، ثم شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرًا، حتى قدمت عليه الشام فإذا عبدالله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال: ابنُ عبدالله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني، واعتنقته، فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص، فخشيت أن تموت، أو أموت قبل أن أسمعه"؛ رواه أحمد. أيها المسلمون، يقول أحد الآباء: جلست ذات يوم مع أولادي أتحدَّث عن بعض أحكام الطهارة والصلاة، فوجدتهم يجهلون أحكامًا هي من أبسط الأمور في ديننا، مع أنهم درسوها في مدارسهم، استغربت كثيرًا من جهلهم بالعلم الشرعي الذي كان واضحًا عليهم، ماذا أفعل كي أرفع عنهم هذا الجهل؟ يا عباد الله، علينا كآباء وأمهات ومُربِّين أن نُعلِّم شبابنا وفتياتنا: أولًا: أن طلب العلم يوصل إلى معرفة الله وتوحيده وتنزيهه عن النقص؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19]. ثانيًا: أن من طلب العلم سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحَفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"؛ رواه مسلم. ثالثًا: أن طالب العلم أجره باقٍ حتى بعد الممات، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"؛ رواه مسلم. رابعًا: أن طالب العلم يرفع الله منزلته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]. خامسًا: أن طلب العلم دليل على أن صاحبه من أهل الخير، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهْه في الدين"؛ رواه البخاري. نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله، إن طلب العلم فريضة على كل مسلم، سواء في العلوم الواجب معرفتها؛ مثل: الصلاة والزكاة والحج والطهارة والصيام، أو العلوم التي تكون فرض كفاية على المسلم والتي يحتاج إليها المجتمع والوطن؛ مثل: الطب والصيدلة والتجارة والإدارة وغيرها. أيها المسلمون، عَلِّموا أولادكم أن طلب العلم في البداية يكون بحفظ كتاب الله ثم بالمختصرات من كل فن؛ مثل: الأربعين النووية، وزاد المستقنع، وتفسير ابن كثير، وسيرة ابن هشام، وغيرها من العلوم. وعلموهم أن يتحلوا بأخلاق العلماء من إخلاص النية والتواضع وعلو الهمة والصبر واحترام المعلم والأدب في السؤال والاهتمام بالكتب، وأن طلب العلم يكون من العلماء والمشايخ المعروفين والمشهور لهم بالعلم والصلاح. يا عباد الله، علينا أن نعلم أولادنا كيف يستفيدون من التقنية الحديثة في طلب العلم وزيادة المعرفة، مع تحذيرهم من العلوم الهدَّامة للأفكار والأخلاق والدين والمجتمع والوطن، وتذكروا أن أولادنا يحتاجون إلى أن نكون لهم قدوةً صالحةً في طلب العلم، وأن نوفر ما يحتاجون إليه من أدوات وكتب. وأخيرًا لا ننسى إشراكهم في حلقات التحفيظ وحلقات طلب العلم؛ فهي المعين بعد الله في تلقي العلوم الشرعية. هذا وصلوا وسلموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |