الحجاج في القرآن .. إبراهيم عليه السلام أنموذجا ً - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من كفارات الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ثبوت صوم النبي أيام التسع من ذي لحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن أفضل في عشر ذي الحجة أم التكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترك الإنجاب لئلا يولد طفل فاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حديث في فضائل العشر لا أصل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم الإجهاض بغير علم الزوج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          خمس عشرة وصية في استثمار عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الخوف من الانتكاسة والزيغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ما هو أفضل مرهم لعلاج البواسير الخارجية؟ وهل الجراجة أفضل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القلق و الخوف من عدم النوم سبب لي الاكتئاب، ما العلاج برأيكم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2025, 11:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,400
الدولة : Egypt
افتراضي الحجاج في القرآن .. إبراهيم عليه السلام أنموذجا ً

الحجاج في القرآن .. إبراهيم عليه السلام أنموذجا ً( 1 ) .


د.إيهاب برهم



سلط القرآن الحكيم الضوء على مشاهد حية من محاورات ومناظرات تمت بين الأنبياء- عليهم السلام – وأقوامهم ، مبرزا أهمية هذه المهارة العقلية في تثبيت الحق والدعوة إليه ، ودحض الباطل والرد على شبهه . وليستطيعوا نشر رسالة الله في الآفاق وليحسنوا التعاطي مع مختلف طوائف المنازعين ومستويات المفكرين .

وقد تميز أنبياء الله – عليهم السلام – جميعا بالذكاء الفطري والقوة في المنطق ، ليحسنوا سرد الحجج في تسلسل أنيق مقنع لكل مشاغب مجادل ، وخصيم مناظر ، وهذا من لوازم النبوة .

ومن بين من بلغ شأواعظيما في ذلك نبي الله إبراهيم – عليه السلام – الذي تربع على عرش المحاجة والجدال بالحسنى ، لذا وجدنا القرآن عرض له الكثير من المشاهد الممتعة لكل منطيق وفصيح .

و سأعرض لبعض هذه المشاهد مبسطا ومبرزا طرق استدلالاته وكيف سردها في خصامه مع الآخر ، ومتبصرا مواصفات من تصدر لهذا النوع من الدعوة إلى الله .

إبراهيم عليه السلام و محاجة قومه كما ورد في سورة الأنعام


– افتتحت القصة بمقطع محاورة إبراهيم لأبيه آزر ، مبينا فيه مدى حرصه على والده وإخلاصه في حبه له ، فهو لا يريد له الشرك الذي هو سخف وحمق (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) 74 . فالأقربون أولى الناس بالدعوة ورسالة الخير .

والسؤال المطروح : كيف لإبراهيم أن يصف أباه بمثل هذا الوصف ( ضلال مبين ) ؟! وهل في ذلك غلظة تنافي الأدب ؟!.

والإجابة : قطعا لا !!. فهو إنما قصد وصف الواقع الذي هم فيه بعيدا عن المجاملات التي تزيف الحق أحيانا وتظهره بغير صورته التي هو عليها .!!.

فأحيانا من المصلحة والحرص على القريب – وكذا البعيد – أن تشخّص له الحالة كما هي حتى يستشعر الخطر الداهم والمرض القائم ، فينتبه ويتبين العلاج كما يفعل الطبيب الحكيم !!.

هذا هام لكل لبيب عاقل ومجادل مقارع ، يفتتح مناظرته ملخصا موقفه من الآخر !!.

– فصلت القصة بآية جاءت لتوصل رسالة غاية في الأهمية ،حيث جاء قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) 75 . مبينا ركيزة أساسية لمن تصدر الجدال أو المحاجة في دين الله ، وهي أن يكون ذا قدم راسخة في الإيمان واليقين ، وليس عنده أدنى شبهة أو شك فيما يدعو إليه ويؤمن به .

فالحق سبحانه هو الذي رعى إبراهيم بالوحي . وأراه دلائل قدرته في الآفاق ، ليثبت قلبه وفكره ، ويطمئن فؤاده للرسالة السماوية الحقة ، فيدعو على بصيرة ونور ورسوخ ، فلا يتزلزل في مواقف المناظرة ، ولا يشك عند مقارعة حجة بحجة .

وهذه حال الداعية أو العالم الذي تصدر لهذا الشأن ، فيكون عنده من العلم القطعي واليقين الجازم ما يؤهله لمنازلة أرباب الحجج وفحول الكلام .

– إن العجيب في نظم القرآن أنه عبر في القصة – وهي من الماضي البعيد – بفعل مضارع في قوله ( نري )،ولم يذكر الفعل الماضي الذي هو أولى – من حيث الظاهر – ،فالأصل أن يكون الكلام : ( وكذلك أرى الله أو أرينا إبراهيم ) متحدثا عن الماضي الغابر الذي ينسجم مع واقع القصة ، لا المضارع الذي يفيد حدثا يقع الآن ؟!!.

فما الحكمة ؟!

إن الحكمة من استعمال المضارع هنا : الإشارة إلى التجدد في فعل ( الإراءة ) ، فمن معاني المضارع الدلالة على تكرر الفعل وتجدده ، كما في الكثير من الآي الحكيم منه مثلا ( يطوف عليهم ولدان مخلدون) الإنسان : 19 .

فالمراد هنا : تجدد الطواف وتكرره . هذا ما يفيده المضارع عادة .

وهذا ذو دلالة كبيرة : فقد تكرر النظر من إبراهيم عليه السلام في ملكوت السماوات والأرض ، وتكررت الهداية من رب العزة له ، حتى بلغ الغاية القصوى في الإيمان

واليقين التي تؤهله لأمر الدعوة ، ومقارعة الباطل وأهله ، بل ومنازعة أمة بحالها لها ملك وسلطة ونفوذ وزعامة ( النمرود كما سيأتي ) .

على المناظر الحصيف والمجادل الفحل اليوم : تكرار النظر في اعتقاده وتفحصه ، وإدامة التفكر في دلائله واستنباطاته ، ليظل على يقين وثبات وذكر منها واستحضار .

وليراجع دلائل الربوبية وأماراتها ، وآيات الألوهية وعلاماتها ، ليسكن فهمه ويستريح قلبه لما يدعو ويحاجج.

وليقرأ دوما في كتاب الله المسطور وكتابه المفطور، ليستزيد علما إلى علم ، وهدى على هدى ..







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.72 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]