اكتشف أبناءك كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5064 - عددالزوار : 2265205 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4647 - عددالزوار : 1542460 )           »          من كفارات الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ثبوت صوم النبي أيام التسع من ذي لحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قراءة القرآن أفضل في عشر ذي الحجة أم التكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترك الإنجاب لئلا يولد طفل فاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حديث في فضائل العشر لا أصل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حكم الإجهاض بغير علم الزوج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خمس عشرة وصية في استثمار عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الخوف من الانتكاسة والزيغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-09-2025, 04:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,400
الدولة : Egypt
افتراضي اكتشف أبناءك كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم

اكتشف أبناءك

كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم

د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلَق كلَّ شيء، فقدَّره تقديرًا، ودبَّر عباده على ما تقتضيه حكمته، وكان بهم لطيفًا خبيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وكان على كل شيء قديرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة وبشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

أيها المؤمنون، دعونا نقرِّب من أبنائنا وبناتنا لنبثَّ لهم معاني الحب والحنان، دعونا نقترب منهم ليشعروا بدفء الأبوة والأمومة، دعونا نقترب منهم لنبتعد عن كلِّ أصوات التوبيخ والملامة، دعونا نقترب منهم لنبتعد عن كلِّ تحطيمٍ ونسفٍ للشخصية وكأنهم مسلوبو الصلاح والخير، دعونا نقترب منهم لنبتعد عن النظر إليهم وكأنهم وحوشٌ وشياطين لا خير فيهم، دعونا نقترب منهم ليشعروا أنهم شيءٌ عظيم ومكانتهم عالية وقدرهم كبير، دعونا نقترب من أولادنا ليشعروا بالأمان والسكينة وراحة البال والاطمئنان، دعونا نقترب منهم لنتعرف على أفضل ما حباهم الله تعالى من قدرات وإمكانات ومواهبَ، دعونا نقترب من أبنائنا وبناتنا لنعزِّز فيهم أجملَ ما فيهم من أخلاق وسلوكيات وقِيَمٍ، دعونا نقترب من فلذات أكبادنا لنتعرف على رغائبهم واحتياجاتهم وطموحاتهم وآمالهم، دعونا نقترب من أولادنا لنهمِس في آذانهم بكل ما يُشعرهم بأنَّ لهم خصوصيةً في قلوبنا، دعونا نقترب من قلوبهم لنوصِل لهم معاني الثقة بالنفس والفخر والاعتزاز، دعونا نقترب من أولادنا وبناتنا ليشعروا أن ملاذهم وسندَهم بعد الله في أي ضائقة تواجههم هو الأب الوفي والأم الرحيمة، دعونا نقترب منهم لنُساعدهم على الابتعاد عن كل صعاب، دعونا نقترب من أولادنا وبناتنا لنكون سدًّا منيعًا لهم عن كل ما يسوء حالَهم وأخلاقهم من أصحاب سوء، دعونا نقترب من أبنائنا وبناتنا لنهيِّئ لهم بيئةً صالحةً نقيةً، دعونا نقترب منهم لنبني في مُخيلاتهم مستقبلًا واعدًا يرونه أمامهم، دعونا نقترب منهم لنَغرِسَ في قلوبهم الهمةَ العالية والمسابقة إلى الخيرات والتنافس إلى الصدارة في كلِّ سباقٍ يُمكن أن يشاركوا فيه، ويتناسب مع أمزجتهم وإمكاناتهم، دعونا نقترب منهم أيها المؤمنون؛ لأن القرب منهم نحتسبه نجاةً لهم ووقايةً من الهلاك وسيئ الأخلاق، دعونا نقترب منهم؛ لأن القرب منهم في الصِّغَر خصوصًا هو تسليطُ الأضواء عليهم، واستثمار زهرة حياتهم، ففي زهرة الحياة يمكن أن تتقوَّى ذاكرتهم بالحفظ والفهم والإدراك والتعلم والتعليم، واكتساب المهارات العقلية والحرفية، حتى بناء السلوكيات في التعامل مع الأقرباء وكافة طوائف المجتمع، دعونا نقترب منهم لننقل إليهم تجاربَ حياتنا ومواقفها وتحدياتها وصعابها، وكيف تجاوزناها، دعوهم يستمعون منَّا عن أحوال الناس وأصنافهم ومعادنهم.

دعونا أيها المؤمنون نقترب منهم لتُعزَّز في قلوبهم مخافةُ الله ومراقبته ومحبته، دعونا نقترب منهم لنعلمهم كيف يَعدُّون العدة، ويتجهزون ويتحصنون لخوض معارك النفس مع الأهواء والشبهات، وحبائل الشيطان ووساوسه، دعونا نقترب منهم أيها الفضلاء لنبث في شخصياتهم تحمُّل المسؤولية الشخصية والمجتمعية، فنكلِّفهم ببعض الأعباء والمهمات والواجبات التي نقوم بها؛ ليعيشوا ويعرفوا قيمة الحياة ومستلزماتها، دعونا أيها الفضلاء نقترب منهم وهم صغار ليكونوا عظماء وهم كبارٌ، دعونا نقترب منهم وهم أيضًا كبار لنكون أسرةً واحدة تجتمع على الضراء والسراء، فيحصل التكاتف والتعاضد والتآلف، وكما نقترب منهم أيها المؤمنون نصحًا وإرشادًا وتوجيهًا، نقترب منهم مداعبةً وممازحةً وملاعبةً ومؤانسة، فكما أن الجد مطلوب، فالترفيه مرغوب، وكيف يمكن أن نحقِّق ما هو مطلوب إلا وجسور ما هو مرغوب تكون موصولة وممتدة، لنقرب أيها المؤمنون من أبنائنا وبناتنا لنعزز في أنفسهم المسؤولية والجدية، والصبر والجلد والمصابرة والتحدي، فالضعيف في خارجه ضعيفٌ في داخله، والممتلئ بالقوة الخارجية ما كان ذلك الامتلاء إلا بقوة داخلية، لنقترب من أبنائنا أيها الأكارم؛ ليتعلموا أن بين كل خلقٍ محمود خلقين ذمومين، فالجود بين البخل والتبذير، والتواضع بين الذُّلِّ والكِبر، والشجاعة بين الجُبن والتهوُّر.

لنقترب أيها الآباء لنتحاور معهم حول الآداب الإسلامية؛ كآداب الكلام والسلام والطعام والضيافة ونحوها، ولنتحاور معهم حول الأعراف والعادات والتقاليد المجتمعية، وما هو متوافقٌ منها مع شريعتنا، وما هو مخالفٌ لها، لنقترب من أبنائنا أيها المؤمنون لنتحاور معهم حول بعض نقاط الضعف التي يعانون منها، كيف يمكن تجاوزها، والتغلب عليها، بل كيف يمكن تحويلها إلى نقاط قوة؟! لنَعقِد مع أبنائنا لقاءات رسمية وجادة، ونعطيها جهدنا ووقتنا فيها لنعمل لهم خططهم الشخصية والمستقبلية، ولماذا لا نجرؤ فنقابلهم بخبراءَ ومتخصصين، فيكتسبون من تجاربهم وماضيهم العريق.

أيها الأب، وأيتها الأم، لو وجدتُم أحدَ أبنائكم مقبلًا على الصلاة أو القرآن، أو صيام النوافل أو قيام الليل، أو المكوث في المساجد والتبكير إلى الصلاة، والحرص على الصف الأول، فلا بد أن تُثني عليه وتمدح صنيعَه، وتشجِّعه على الاستمرار، ولو وجدتَهم حريصين على التفوق والنجاح وحصاد المراكز الأولى، والمنافسة على الأنشطة المتنوعة، فربِّت على كتفَيه، وزِده تشجيعًا وثناءً ومدحًا، ولو وجدتَهم يستثمرون في أوقات فراغهم مواهبَهم الشخصية التي يتميزون فيها من إبداعٍ في الرسمِ أو جمالٍ في الكتابة، أو احترافٍ في التصميم، أو مهارةٍ في نوعٍ من الألعاب الذكائية أو الرياضية، أو حبٍّ للقراءة، أو حفظٍ للشعر، أو حتى محاولةِ تأليفه على أوزان الشعر المتنوعة، فكن له مثمنًا لهذا الإبداع.

أيها المؤمنون، ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم"، [متفق عليه]، فهل تظنون أنه يُمكن أن يتحمل المسؤولية الوالدان وهم بعيدون عن منازلهم، بعيدون عنها واقعًا حقيقيًّا أو واقعًا فرضيًّا، والمطلوب هو القرب التربوي، فما نَحَلَ والدٌ ولدًا أفضلَ من أدب حسنٍ.

عباد الله، استغفروا ربكم وتوبوا إليه، فإن ربكم يغفر الذنب ويقبل التوب، فهو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وليِّ مَن اتقاه، مَن اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمَده سبحانه وأشكُره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومَن دعا بدعوته واهتدى بهداه؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 14، 15].

فالأبناء والبنات والزوجات إن لم تقترب منهم لتشغلهم في معالي الأمور، وفي بناء دنياهم بالقيم والأخلاق وحسن المقاصد، وتعمير آخرتهم بكل ما يرضي الله تعالى من عمل صالحٍ - فسوف يقتربون منك ليشغلوك عن معالي الأمور، الأبناء والبنات نقترب منهم ليس للتقييد وإنما للتأييد، وليس لسلب الشخصية وإنما لتعزيزها، لا نريد أن نحقِّق فيهم ما لم نستطيعه نحن أن نحقِّقه في ماضينا، وإنما نريد أن نساعدهم لتحقيق ما يُمكن أن يحقِّقوه هم بما وهبهم الله إياه من إمكانات وقدرات تَميَّزوا هم بها، فكلُّ إنسانٍ له مما رزَقه الله وحباه به من شخصيةٍ تختلف عن غيرها.

نسأل الله الكريم أن يحقِّق فينا وفي أبنائنا قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21].

لذا أيها المؤمن، يا مَن شغلتك الحياة عن أبنائك وأهل بيتك، آن الأوان أن تنشغل معهم وبهم فيما يرضي الله عنكم، وفيما يقرِّبكم منه جلَّ جلاله.

أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضَمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمهِ
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشَقَّ لهُ منِ اسمهِ ليُجلَّهُ
فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.41 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]