|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما أقبح الجحود! دحان القباتلي لا يمتهن الجحود، ويلبس ثوبه، ويتخذه منهجًا؛ إلا من سقطت مروءته، وضاعت شهامته، وأصبح منحطًّا في مسلاخ بشر! امرأة أكل الزمان جمالها، ومحا الدهر أنوثتها، وهي بين خدمة زوجها، وتربية أبنائها، رأيتها يومًا حزينة مقروحة الكبد؛ لما نالها من الجفاء الفاحش، والمعاملة السيِّئة، فلم يعُد يراها زوجها إلا وجهًا ذابلًا، وملامح باهتة لا تبعث في قلبه شيئًا؛ وكأنها صخرة صمَّاء. آه، ما أقبح الجحود! أبعد أن رقَّ عظمها، وانحنى ظهرها، وابيضَّ شعر رأسها، تُعامَل بقسوة، وكأنها لم تكن يومًا تملأ فضاء النفس حسنًا! أيها الجاحد؛ أما كنتَ يومًا تنعم بدفئها، وتشرب من ينبوع حنانها، وتستلذُّ عيناك بجمالها؟ ألم تكن يومًا تُشبِّهها بالوردة، والنرجس، والسوسن، والأقحوان؟! ألم تكن يومًا تُقسم بالله أنها تُشبه نورَ القمر، وغصنَ البان؟! أليست ربَّة الجمال، وذات البهاء والكمال؟! فلماذا تجعلها تذبل؟ وَيْحَك! أتقتلها وقد اشتعل قلبها بالحب والغرام؟! أليس الأَوْلى أن تغدق عليها الحب والعطف والحنان؟! وأن تُصرِّح لها بحبك، قائلًا لها: "يا حبيبة فؤادي، ثقي بمحبتي لكِ وخالص ودادي؟!" فو الله، لو وصفتُ لك الآلام التي تحرق فؤادها، واليأس المستحوِذ عليها؛ لما استلذَذْتَ بطعامٍ ولا شراب، ولكنَّك بصنيعك هذا تدفعها إلى وهدة الشقاء، ومنها إلى وهدة الفناء، وهذا لا يفعله إلا من سقطت مروءته!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |