|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
أهمية مراقبة الله في حياة الشباب عدنان بن سلمان الدريويش إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ- أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنْعَةُ مِنَ الرَّزَايَا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، في زمن كثرت فيه وسائل المكر والخديعة، وتعددت وسائل الغش والتزوير، وقلَّ فيه الخوف من الله العلي القدير، وكثر فيه تعلق أولادنا بالأجهزة والتطبيقات الإلكترونية، حتى صارت المعاصي تعرض بأشكال وألوان مختلفة، وصارت الأجهزة بسلبياتها في يد كل شخص منا وفي غرفته. كان لا بد لنا من وقفة مع أنفسنا ومع أولادنا في بناء خلق عظيم؛ وهو مراقبة الله سبحانه؛ لأن مراقبة الله سبب في إقبال النفوس على الطاعات والقربات، وسبب في حماية ووقاية أولادنا من الفواحش والمنكرات. أيها المسلمون، إن مراقبة الله هي دوام علم العبد وتيقُّنه باطلاع الحق سبحانه على ظاهره وباطنه، فالله سبحانه ناظر إليه، سامع لقوله، عالم بسِرِّه وعلانيَّتِه، قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾ [سبأ: 2]. وللمراقبة- يا عباد الله - منافع وفوائد على أولادنا، ومنها أنها: أولًا: طريق إلى إتقان العمل؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»؛ صحيح الجامع. ثانيًا: تدعو العبد إلى أن يجتهد في عمله، ولا يغش الناس، ولا يُقصِّر في عمله. ثالثًا: تُحرِّك الإنسان إلى فعل الخيرات. رابعًا: تُعين على فعل الواجبات والتلذُّذ بطاعة الله؛ كبِرِّ الوالدين، وصلة الرحم، والمحافظة على الصلوات، وصيام النوافل. خامسًا: تجعل الإنسان لا يتجرَّأ على محارم الله، ولا يسرف في معصيته؛ بل يعود ويتوب إذا أسرف على نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ»؛ صحيح الترغيب. سادسًا: تجعل الإنسان لا يحتاج إلى مراقبة أحد من الناس؛ لأن الله تعالى أعظم في قلبه من كل أحد، وذلك طلبًا لمرضاته وخوفًا من عقابه. أيها المسلمون، جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل سيكرم أناسًا يداومون على مراقبة الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ»؛ رواه البخاري. يا عباد الله، وحتى نعلم أولادنا مراقبة الله في السر والعلن علينا بعد توفيق الله: • المحافظة على الواجبات والأعمال الصالحة؛ كالصلاة والصيام والحج والصدقة، ومصاحبة الأخيار والصالحين الذي يُذكِّرونهم إذا نسوا. • وعلينا المداومة على قراءة القرآن وعلى الأذكار، وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الكرام والسلف الصالح. • وعلينا التحلي بالأخلاق الحسنة؛ كالتواضع والحلم والصبر والتعاون والكرم، والحرص على الأعمال التطوعية، ومساعدة المحتاجين، وجبر خواطر الناس، فإنها ترقق القلوب، والدعاء الصالح لهم بأن يكونوا عبادًا صالحين. نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- أقول قُولِي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله، علينا كآباء ومُربِّين أن نكون لأولادنا قدوة صالحة في تعظيم الله في أعمالنا وتعاملنا مع الناس، يقول الله سبحانه وتعالى حاكيًا عن لقمان الذي أرشد ولده إلى هذه المراقبة: ﴿ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16]. وعلينا، الابتعاد عن المُحرَّمات وأماكنها، والبعد عن الناس الذين يقترفونها؛ لأنها تُورِث خزيًا وعارًا وندامةً وخسرانًا، وتجعل الشخص يعتادها. أيها المسلمون، إذا احتاج أولادنا إلى شيء أو أصابتهم مصيبة، فعلينا أن نعلمهم كيف يتعلقون بالله عز وجل، ويقطعون جميع العلائق دون الله، فلا يرجون إلا الله، ولا يخافون إلا الله، ولا يسألون إلا الله، فيكونون دائمي المراقبة لله في الرخاء والشدة. هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ [البقرة: 201]، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ. عِبَادَ اللَّهِ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |