نظرات .. في الأدب الذي نريد .

[ღ زهرة الشفاء ღ]

السلام عليكم أيها الرائعون ..

***********

الأدب أيها الأحبة ـ بعمومه الشعري والنثري ـ من أحب الكلام إلى نفوس الناس ، وأقربه إلى قلوبهم ..

يدخل إلى النفس بكل سهولة ، وتتلقاه بكل أنس ..

هذا إن صح ّ أن نسميه أدبا ً ..

وبعض الناس يتمنى أن يرزقه الله هذه الموهبة ، وأن يصبح من أصحاب الأقلام المتميزة ..

لهـؤلاء أقول :

أولا ً :

لا شك أن البيان نعمة من الله ، يؤتيها من يشاء ، ويمنعها عمن يشاء ، شأنها شأن سائر النعم ..

ثانيا :

كل إنسان منا يحمل في نفسه مشاعر َ.. وأيا ً كان حجم هذه المشاعر ، فلابد أن تظهرها الأيام ، فبعض الناس يريد أن يظهر هذه المشاعر عن طريق الكتابة .. وتكون هي المتنفس الوحيد لديه ..

فأغلب الناس يسير على هذا المنوال ، فأقول : أنه لابد ــ والوضع كذلك ــ أن يتوفر أمران :

الفكرة ،،، والرغبة في الكتابة ..

فإن فـُقد أحد هذين الأمرين ، فستصبح الكتابة ( مسخاً أدبيا ً ) ، يعني أنها ستفقد عنصرا ً مهما ً من العناصر التي تجعل الناس يطربون لكتاباتنا ، ونطرب لها نحن قبلهم ، أو أن نرضى عنها على الأقل ..

ففكرة الموضوع هي : مالذي تريد أن تتكلم عنه ؟

وما هو غرضك وهدفك منه ؟

وأما الرغبة في الكتابة فهي الأهم .. فإن كانت الفكرة موجودة .. فهذا لا يبرر أن يبدأ الإنسان في الكتابة ..

فالرغبة إن كانت في منأى عن الإنسان ، فإنه سيكلف نفسه وقلمه ما لا يطيق ، وستظهر لنا فكرته ــ وإن كانت رائعة ــ مشوهة ً بعض الشيء ..

ثالثا ً :

غرضنا في الكتابة بدأ يتوجه شيئا ً فشيئا ً إلى الحزن وملاحم البكاء ، وإن كنت ُ أراه أمرا ً طبيعيا ً ،

فلحظات الفرح ــ غالبا ً ــ ما يستطيع الإنسان التعبير عنها .. بعكس لحظات الحزن ، فإن الإنسان قد لا يستطيع أن يعبر لأحد عنها إلا لورقته الوفية ..

لكن الأدب الآن بدأ يفقد كثيرا من أغراضه على حساب الدموع والبكاء والحزن ..

فليحاول الإنسان أن يكتب عن غيرها ..

(( كلامي في النقاط الماضية لا ينطبق كله على الأدباء المتمرسين ، أنا أتكلم عن الهواة فقط ))

رابعا ً :

الغموض ، أو ما يسميها البعض بالرمزية ، فن ّ بدأ في أواسط التسعينيات الميلادية ،

وقد بدأ الآن في الإنتشار بشكل ٍ ممجوج ، لا تتذوقه النفس ، ولا يُحييّه الناس ..

وأنا ــ بالنسبة ِ لي ــ أطرب ُ لكثير من الأدباء الذين تبنوا هذا الأمر في ( بعض ) كتاباتهم وإن لم يعلنوا عنه ، كبدر شاكر السياب ، ونازك الملائكة ، ونزار وغيرهم ــ بغض النظر عن توجهاتهم ــ

لكني في الآونة الأخيرة أصبحت ُ أقرأ لأناس ٍ لا يفهمون من الرمزية إلا اسمها ، ويحاولون أن يركبوا جملا ً لا يفهمها حتى هم أنفسهم ..وأصبح شعرهم ونثرهم ــ على حد ّ سواء ــ أقرب إلى طلامس السحرة والمشعوذين منه إلى ألأدب ..

وهؤلاء إن كانوا هم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم لا ينتمون للأدب بأدنى صلة ، فلابد لنا نحن أن ننزه أفهامنا ونريح عقولنا من القراءة لهم ..والإبحار في البحث عن قواقعهم المدفونة في بحار الغموض ..

خامسا ً :

كتابتك ، تعبر عنك ، وعن عقلك ، فاحرص على عرضها بأجمل حلة وأفضل لباس ..لأن من لايعرفك سيحكم عليك من خلال ما تكتب ..

وقد قال العملاق الشيخ الطنطاوي ــ عليه رحمة الله ــ ( ( هل سمعتم من قبل .. أن ذكرى قد تتضح وتظهر حتى تطمس المرئيات .. وتغطي الحقائق من حولك ؟؟ هذه هي ذكرياتي ) )

فلو تصفحت كتب الأديب الكبير رحمه الله ، لغرقت فيها ، وعشت معه حياته بعد مماته ..

وكان رحمه الله سهل العبارة ، يقرأ له العامي ، والأديب العملاق ، وكلهم يجد من المتعة كما يجد صاحبه ..

ولم يمنعه ذلك ــ أي الشيخ ــ أن يكون هو الاسم الأول على قائمة الأدباء ، إن ذكر أحدهم الأدباء المعاصرين ..

وقد يظن البعض أنه كلما كتب كتابة غامضة فإن ذلك يوصله إلى مرتبة الكتاب المرموقين ، والاستعلاء على طبقة أدباء الخواطر ..

وهذا عين الخطأ ..

*************

كتبت كلاما ً مبعثرا ً ، أردت منه إفادة نفسي أولا ً ، ثم إفادتكم ..

آمل أن أكون قد وفقت ..وبما أني كتبت ما يمليه علي الفؤاد فهذا يعني أني نسيت كثيرا ً من النقاط التي أردت أن أتحدث عنها ..

لذا ، سأعود إن تذكرت ُ شيئا ً منها ..

محبتكم

زينب