|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#13
|
||||
|
||||
![]() الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية … بدائع الوقف في رعاية العلماء
الأوقاف في الحضارة الإسلامية كان لها دور كبير في حفظ العلم ورعاية العلماء؛ حيث خُصصت أموال لتمويل المدارس والكتاتيب والمكتبات ودور العلم؛ مما ساهم في ازدهار الحركة العلمية وتخريج العلماء، كما وفرت الأوقاف الدعم المادي للعلماء من خلال الرواتب والإعانات، مما مكنهم من التفرغ للعلم والبحث. وقف بغلة شيخ الأزهر كان هناك وقف خاص لمركب شيخ الأزهر عرف بمسمى: «وقف بغلة شيخ الأزهر؛ ليوفر الدابة التي يركبها شيخ الأزهر ونفقاتها وعلفها ورعايتها. مراكب العلماء خُصّصت مخصصات إضافية تُزاد على الرواتب للشيوخ في الأزهر، من أجل أن تنفق على الخيول والبغال التي تنقلهم، وقد بلغ ما يأخذه شيخ الأزهر من نفقات لبغلته مائة جنيه شهريا في السنوات المتأخرة. كفالة العلماء وكفايتهم المؤرخ الجغرافي ياقوت الحموى بقي مدة ثلاث سنوات يعيش على أموال الوقف المرصدة على المكتبات في مدينتي (مرو وخوارزم) لوحدهما منقباً وباحثاً لإكمال معجمه المعنون: (معجم البلدان)، ولم يترك هذه المكتبات إلا عندما اضطر للهروب من جحافل جنكيز خان الذي أشعل النار في هذه المكتبات. كثرة المدارس والغلات واندهش ابن جُبير (الرحالة الأندلسي) مما رأى في المشرق من كثرة المدارس والغلات الوافرة التي تغل أوقافها، فدعا المغاربة أن يرحلوا للمشرق لتلقي العلم، ومما قاله في هذا: «وتكثر الأوقاف على طلاب العلم في البلاد المشرقية كلها، وبخاصة دمشق، فمن شاء الفَلاَح من أبناء مغربنا فليرحل إلى هذه البلاد، فيجد الأمور المعينة على طلب العلم كثيرة، وأولها فراغ البال من أمر المعيشة». ألواح وأقلام العلم كانت العناية بالمدرسين فائقة، وكان الاهتمام بالدارسين، فإلى جانب ما ذُكر آنفاً هناك أوقاف خُصّصت لشراء ألواح للطلبة من صبية مكة والمدينة، وأن ابن رُزيك قد أوقف عليهم الأموال لتجهيزهم بالأقلام، وما شابه من ورق ومحابر. أهل البيوتات وذوو الأقدار قد تصيب بعض علية القوم مصائب وكوارث، وتأبى عليهم نفوسهم وأقدارهم أن يسألوا الناس؛ فراعى بعض أصحاب الأموال هذا الجانب، وأوقفوا الأوقاف في هذا المصرف؛ ليقيلوا بها ذوي الأقدار عثراتهم، ومن الأمثلة على هذه الوقوف: أوقف حميد بن عبدالحميد الطوسي ضياعاً على أهل البيوتات وذوي الأقدار غلتها مائة ألف دينار أيام المأمون. أتباع المذاهب يلاحظ كثرة الوقوف على أتباع المذاهب الأربعة أو بعضها، إما ممن ينتسب إلى مذهب على مذهبه أو من عالم أو غني يقف على مذهبين أو على المذاهب الأربعة، بل تجد بعض علماء الشافعية يقف على أتباع مذهب الإمام أحمد مما يدل على عدم التعصب لمذهبه، وسأذكر نماذج من ذلك:
![]() المسارعة في أعمال البرِّ والخيرات إن المسارعة في أعمال البرِّ والخيرات سمة أصيلة، وركيزة من ركائز المجتمع المسلم، ذلك المجتمع المتوادُّ المتحابُّ، المترابط المتضامن والمتكافل في الخير، الذي يكفل لكل قادر عملاً ورزقًا، ولكل عاجز ضمانة للعيش الكريم، ولكل راغب في العفة والحصانة زوجةً صالحة، ويعد أهل كل حيٍّ مسؤولين مسؤولية جنائية لو مات فيهم جائع، حتى ليرى بعض فقهاء الإسلام تغريمَهم بالدية، والأصل في المجتمع المسلم أن يكون على هذه الصورة الوضيئة؛ فالإسلام ليس دين مظاهر وطقوس، وعبادات وشعائر جوفاء، ليس لها أثر في القلوب، أو في واقع الحياة، ولكنه دينٌ، ما أن تستقر حقيقتُه في القلوب، حتى تدفع إلى العمل الصالح، وتتمثل في سلوكٍ، تصلح به الحياة وترقى. التعاون والتكافل وإن التعاون والتكافل في الخير والصلاح والنماء لَيعودُ بالنفع والبركات على العباد والبلاد، من طهارة في القلوب، وتزكية للنفوس، ومنفعة وعون للآخرين، وشعور بالحب والإخاء، وإزالة للفوارق الشعورية؛ بحيث لا يحس أحد إلا أنه عضو في ذلك الجسد، لا يحتجز عنه شيئًا، فتترابط فيه العُرى، وتتوثق فيه الصلات، وتتمثل فيه رحمة الله السابغة بالعباد، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (المعارج). مجالُه واسع جدًّا والإنفاق في سبيل الله، وفعل الخير بجميع أنواعه مجالُه واسع جدًّا، ولا يقتصر على جزئيات محددة، والجهات التي تُعنى بالأعمال الخيرية لا بد لها من خطة منهجية مدروسة، أهدافها بعيدة المدى، أبعد من توفير الحاجات الآنية؛ بحيث تُعِين الفقراء القادرين على العمل والتكسب، حتى يستغنوا عن أخذ الصدقات؛ بل ربما يأتي يوم فيصبح بعضهم من ذوي الأموال، فيعطي مِن زكاة ماله بعد أن كان يأخذ، فالعطاء أكرم وأعز للنفس من الأخذ، وهذا يحتاج إلى تخطيط وتنظيم، كما يحتاج إلى تنسيق فيما بين المراكز والمؤسسات والجمعيات الخيرية؛ حتى تتكامل أدوارها، وتتنوع أنشطتها، لا أن تتكرر. اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |