|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
|
||||
|
||||
![]() الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية – الكراسي العلميّة في المساجد والمدارس
نظراً لكون المساجد هي دور العلم الأساسيّة في الإسلام، والذي ينقطع للتّدريس ستتضرّر دنياه ومعيشته ولا بد بما ينعكس سلباً على قدراته العلميّة وجودة أدائه، فلم يكن المدرّسون في المساجد، فضلاً عن المدارس الوقفيّة مهملين من أوقافٍ تضمن لهم جِراياتٍ توفّر لهم حياةً كريمة. الكراسي العلمية الوقفية في المغرب في مجال التعليم العالي ازدهرت الكراسي العلمية في المغرب بمال الوقف، فقد كانت الكراسي العلمية ظاهرة تربوية تعليمية، تميزت بها الجوامع والمدارس في المغرب، وكان التنافس قويا بين العلماء في التفرد بكرسي علمي أو بمجموعة من الكراسي ولاسيما الكراسي الخاصة بالتعليم العالي، التي كان يحفرها الطلبة والعلماء والمختصون، ولا يتم ذلك للعالم إلا إذا كان مرجعاً وحجة في مادته.وقد اشتهرت كراسي عديدة بأسماء أصحابها، ومن أبرز العلماء الذين كانت لهم كراسي علمية مشهورة: الونشريشى أبو الربيع سليمان الفارس (ت705هـ)، والفقيه محمد بن أحمد العارمي السليماني (ت 771هـ)، وعبدالعزيز الورياغلي (ت880هـ)، وانو الغازي المراكشي أبو محمد (ت919هـ) والخطيب أبو محمد عبدالله بن على بن أحمد العاصي (ت 908هـ). وممن كانت لهم كراسي علمية عديدة لسعة معارفهم الفقيه أبو العباس أحمد بن على المنجور (ت995هـ) كانت له كراسي التفسير والسيرة، وكانت أجور هؤلاء العلماء وغيرهم ممن اعتلوا الكراسي العلمية تؤدى من مال الوقف. المجالس العلمية وكانت هناك ظاهرة علمية أخرى في الجوامع والمدارس انتعشت ونمت بفضل مال الوقف، وهي ظاهرة المجالس العلمية؛ حيث كان العالم يلقي دروسه وهو جالس على الأرض بدلاً من الكرسي، والظاهرتان معًا -أي الكراسي والمجالس العلمية- ما زالتا قائمتين في المساجد في عصرنا الحاضر.ولم تكن لتزدهر الكراسي العلمية بمعزل عن المدارس، التي كانت تبنى من مال الوقف ويرفق معها مرافق أساسية من سكن الطلبة وأساتذتهم، وتخصص منح للطلبة المنتسبين للمدرسة وهي كالأحياء الجامعية بكل متطلباتها. نماء مال الوقف وكان لنماء مال الوقف دور في الإنفاق على تلك المدارس ومرافقها، وكانت أجور المدرسين مناسبة لمعيشتهم حتى لا يبحثوا عن عمل آخر ليكملوا حاجاتهم المعيشية، فقد كفتهم أحوال الوقف عن التفكير في أمر تدبير المعيشة لهم ولأسرهم.الحفاظ على المدارس في المغرب وفي المغرب بلغ حرصهم في المحافظة على المدارس، أنهم كانوا ينقشون الموقوفات على رخام كان يبنى في جدرانها حفاظاً على استمرار إنفاقه عليها، وكانت المدارس في المغرب تستقبل الطلبة بعد حفظهم للقرآن الكريم في الكتاتيب دون أن يشترط تحديد السن، وهذا ما جعل إقبال الطلبة عليها من البوادي والحواضر؛ فقد رعت الأموال الوقفية عملية التعليم وأسهمت في إصلاحها واستمرارها من مرحلة الطفولة حتى المراحل الدراسية العليا المتخصصة، وإن أغلب فقهاء المسلمين وعلماء دينهم ترعرعوا ونشأوا على ما وضعته أموال الوقف تحت تصرّفهم.الإنفاق على الطلبة المهاجرين وتحدث ابن خلدون في مقدمته عن الفتيان الذين ولدوا وترعرعوا في القرى والأرياف البعيدة عن المدن والعمران، ولكن لم تتوافر لهم الفرصة للتعليم والارتقاء في مجتمعاتهم المتواضعة؛ فكان لزامًا عليهم الهجرة والسفر من أجل الحصول على تعليم يحقق لهم طموحهم العلمي والفني، يقول ابن خلدون: «إن ما ساعد مثل هؤلاء الشباب هو ترف ما أُغدق على معاهد التعليم والتدريب في المدن من موقوفات، جعلت الهجرة إلى مراكز الحضارة من أجل طلب العلم أمراً مشروعاً»، ثم يعطي أمثلة على ذلك في بغداد وقرطبة والكوفة والبصرة والقيروان، كل ذلك بما وفرته الأموال الموقوفة.وممن كانت لهم كراسي علمية عديدة لسعة معارفهم الفقيه أبو العباس أحمد بن على المنجور (ت995هـ) كانت له كراسي التفسير والسيرة، وكانت أجور هؤلاء العلماء وغيرهم ممن اعتلوا الكراسي العلمية تؤدى من مال الوقف. اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |