الأمور المعينة على عبادة الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 407 - عددالزوار : 74248 )           »          حكم الزكاة لمن اشترى أرضاً ولم ينو بيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          صيام الأيام البيض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          هل الاستغراق في النوم ينقض الوضوء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الفرق بين الرياح والريح والسُّنة فيهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2023 )           »          اهتمام الإسلام بالعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 48165 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 52320 )           »          عُزلة الـ «تكست نِك» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم اليوم, 12:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,462
الدولة : Egypt
افتراضي الأمور المعينة على عبادة الله

الأمور المعينة على عبادة الله


  • العبادة التي خلق الله الخلق لأجلها وأوجدهم لتحقيقها هي اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
  • العبادة منها ما يكون بالقلب كالرجاء والخوف والإنابة والتوكل وغير ذلك ومنها ما يكون باللسان كذكر الله جل وعلا وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن الغايةَ من خلق الثقلين معرفةُ الله -تعالى- وعبادته، ودليل المعرفة قول الله -تبارك وتعالى-: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق:١٢)، ودليل العبادة قول الله -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:٥٦)، فالله -تعالى- خلق الثقلين ليعرفوه بآياته وأسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله، وأنه الخالق المدبر والرّب العظيم والموجد لهذه الكائنات والمالك لجميع المخلوقات؛ فيؤمن بذلك كله إقراراً وتوحيدا وإيماناً وإثباتا، وأما التوحيد في العبادة فأن تُخلَص العبادة لله وأن يُفرد وحده -سبحانه- بالطاعة فلا يُعبد إلا الله ولا يُصرف شيء من العبادة لأحدٍ سواه.
العبادة التي خلق الله الخلق لأجلها وأوجدهم لتحقيقها، هي اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، والعبادة منها ما يكون بالقلب كالرجاء والخوف والإنابة والتوكل وغير ذلك، ومنها ما يكون باللسان كذكر الله -جل وعلا- وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل قول سديد يحبه الله، ومنها ما يكون بالجوارح من فعلٍ للطاعات وقيامٍ بالعبادات وتحقيقٍ للقربات التي أمر الله -تبارك وتعالى- عباده بها ودعاهم إلى فعلها.
حقيقة العبادة
كما أن العبادة تتناول فعل المأمور فإنها كذلك تتناول ترك المحظور؛ فتركُ المحرمات ومجانبتها والبعد عنها من العبادة التي أمر الله -تبارك وتعالى- عباده بها ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»، وفي الحديث قال -عليه الصلاة والسلام-: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ».
شروط قبول العبادة
العبادة لا يقبلها الله من العابد إلا إذا أقامها على شرطين عظيمين وأساسين متينين: إخلاص للمعبود، ومتابعة للرسول كما قال الله -تبارك وتعالى-: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف:١١٠)، والله -جل وعلا- لا يقبل العبادة من العامل إذا لم تكن خالصة له، وفي الحديث القدسي يقول الله -جل وعلا-: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»، وهو -جل وعلا- لا يقبل العبادة إن لم تكن موافقة هدي النبي الكريم ونهج الرسول العظيم -صلوات الله وسلامه عليه-، والعبادة التي لا تكون موافقةً هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- مردودة على صاحبها غير مقبولةٍ منه، وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، والله -تعالى- يقول: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (هود:٧)، قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في معنى هذه الآية: «أخلصه وأصوبه»، قيل يا أبا علي و ما أخلصه وأصوبه؟ قال: «إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يُقبل ، والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة» .
أنواع العبادة
والعبادة أنواع كثيرة وصنوف عديدة جاء بيانها في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعظم العبادة شأنا وأرفعها مكانة مباني الإسلام الخمسة المبيَّنة في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ».
أركان قلبية ثلاثة
إن كل عبادة يتقرب بها العامل إلى الله من صلاة وصيام وحج وغير ذلك يجب أن تُقام على أركان قلبيةٍ ثلاثةٍ عظيمة وهي: حبُّ الله، ورجاءُ ثوابه، وخوفُ عقابه، فكل عبادة نأتي بها وكل طاعة نتقرب إلى الله بها لا بد أن تكون قائمة على هذه الأركان الثلاثة: الحب والرجاء والخوف، فنحن نعبد الله حباً لله ورجاءً لثوابه وخوفاً من عقابه، نصلي حباً لله ورجاءً لثوابه وخوفاً من عقابه، نصوم حباً لله ورجاءً لثوابه وخوفاً من عقابه، وهكذا في كل الطاعات وجميع العبادات، وهذا ما ذكره الله -تعالى- في قوله سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} (الإسراء:٥٧).
مضمار سباق وميدان منافسة
العُبّاد وعُمّال الآخرة والسائرون في رضا الله -تبارك وتعالى- هم في حقيقة الأمر في مضمار سباق وفي ميدان منافسة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ»؛ فالعاملون للآخرة والقائمون بعبادة الله هم في حقيقة الأمر أنهم يعيشون هذه الحياة الدنيا في ميدان سباق وفي ميدان مسارعة، قال الله -جل وعلا-: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:٩٠) وقال -جل وعلا-: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (المؤمنون:٦١)، والآيات في هذا المعنى كثيرةٌ عديدة.
جزاء من يجتهد في طاعة الله
من يعمل للآخرة مجتهداً في عبادة الله ساعياً في التقرب إلى الله بما يحبه الله ويرضاه من صالح الأعمال وسديد الأقوال، فإنه يفوز بالأرباح العظيمة والمكاسب الكبيرة والنتائج المثمرة العظيمة في الدنيا والآخرة، وهذا من مِنّة الله -جل وعلا- على عباده المؤمنين وحزبه الصادقين وأوليائه المقربين، وثمار العبادة والقيام بالطّاعة كثيرة عديدة يطول عدّها ويحتاج الأمر إلى وقت كثير لسردها والله -تعالى- يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل:٩٧).
مقامات عباد الله
من مقامات عباد الله العظيمة في تقربهم إلى الله ومحافظتهم على طاعة الله عنايتهم الفائقة ورعايتهم الكبيرة لمنازل السائرين ومقامات العابدين، ولهذا فإن العابد لله -جل وعلا- يحتاج إلى أمور عظيمة تعينه على القيام بالعبادة وتيسر له المحافظة على الطاعة؛ ومن ذلك الصبر بأنواعه الثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله.
التوكل على الله
إن مما يحتاج إليه العابد -حاجةً عظيمة بل حاجة مُلحّة- التوكل على الله والاستعانة بالله والاعتماد على الله في طلب مصالحه الدينية والدنيوية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ - رضي الله عنه -: «يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
وإذا كانت العبادة ثقيلة على العبد فإن أعظم ما يسهلها ويليّنها على قلبه ذكر الله -تبارك وتعالى-، وفي الترمذي عن عبدالله بن بُسْر - رضي الله عنه - «أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»، والحديث دليل على أن من فوائد الذِّكر العظيمة وآثاره العميمة أنه يسهِّل الطاعة ويعين على القيام بالعبادة ويذلِّلها للعبد تذليلاً بإذن الله -جل وعلا-.
شكر الله على نعمه
من مقامات العابدين العظيمة: شكر الله على نعمه وحمده على عطاياه ومننه، وأعظم مِنن الله علينا - عباد الله- توفيقه لنا في الدّخول في هذا الدين وأن كنا من أهل الصلاة والصيام؛ فهذه نعمة عظيمة ومنّة جسيمة، والمؤمن شاكرٌ لنعمة الله حامدٌ لله -جل وعلا- على نعمه وعطاياه والشكر مُؤذن بالمزيد، والله -جل وعلا- يقول: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (إبراهيم:٧).



اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.53 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]