لحظات من رحمة المرض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         7 تريكات عشان تاكل صحي في العيد من غير حرمان.. المحشي في الفرن والكبة مشوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل الكفتة المشوية فى عيد الأضحى.. طعمها لايقاوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          بعد أكل الفتة واللحمة.. 8 أخطاء نرتكبها عند غسل الأطباق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة والتخلص من علامات الإرهاق فى العيد.. خطواتها سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          استبدلى الحلويات بتورتة الشاورما والفتة بخطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وقفات مع عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 120 )           »          لن ينال الله لحومها ولا دماؤها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ماذا بعد الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أعياد بلا عتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضائل من قال ١٠٠ مرة: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له...) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-05-2025, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,493
الدولة : Egypt
افتراضي لحظات من رحمة المرض

لحظات من رحمة المرض


الأستاذة : سميرة بيطام


نوبات المرض مفاجئة..ليست بالخادعة لكنها مباغتة..تأتينا على غير موعد منتظر على الإطلاق،هي حانية لكنها مؤلمة..هي مضعفة..لكنها معلمة، تعطي دروس التوبة ..لم نكن نفهمها إلا و نحن مرضى.

فوق كل هذا و فوق كل اعتبار و كل ظن ، لا ينبغي أن ينظر للمرض على أنه سلاح فتاك للصحة بالعكس ،له جانبه الايجابي جدا في أننا و نحن مرضى تتوقف بنا رحلة الحياة لنرتاح،لأن الرحلة في حد ذاتها تتعب و لديها كل الحق في أن تتعب..هذه الرحلة هي جسد الإنسان و روحه و معنوياته و تفاعله مع المحيط ،و تجاوبه مع الخير و الشر.إذن حينما تتوقف الرحلة هي إشارة حمراء أن الكل تعب في تعاطيه و انسجامه مع نواميس الحياة، الجسم منهك و الروح ملت و القلب يبلى كما يبلى الإيمان ،فلا بد من تجديد في ظلام المرض لكنه فيما بعد يحمل بشائر الخير ، و أولاها استعادة الصحة و العافية أحسن من ذي قبل. فهل فعلا فهمنا معادلة المرض ؟.

في قطار الحياة مرارة عيش نستسيغها بنوع من التحدي و المقاومة ،لكن صداها أصبح لا يصل إلى العقول و القلوب فينال منا التعب و الملل و اليأس..لكنه ليس يأسا من الله بقدر ما هو يأس سببه قسوة الأحباب،لم يشفقوا على ضعفنا الذي آل بنا إلى لزوم الفراش..آهاتنا بلغت عنان السماء من الألم و الحسرة و الندم..لكن لم ينفع ندم بعد سقوط الأقنعة..فأي ندم نصارع وجوده بداخلنا ؟..هو ندم أننا أحببنا بصدق ليس إلا..هو ندم أننا كنا ساذجين في تعاطينا مع حقيقة الحياة..لكني اعتقد أن هذا الندم مؤقت حتى انه ليس حقيقي..جاء في لحظة يأس..لأن المؤمن ليس له ما يندم عليه ما دام يدير طاحونة الخير بيديه الكريمتين لأنه شيء معتاد في مسيرته التي أرادها من الخير و للخير تنتمي..و باعتقادي أن رحمة المرض فوق كل اعتبار.

لذا كانت هذه اللحظات رحيمة بنا و لو أنها متعبة للقوى.. كشفت كل مستور..و كشفت كل ما في بئر مشاعر الحقد و الغيرة..لحظات المرض كانت كناقوس الخطر تدق في كل أنحاء الكيان الآدمي أنك يا بن آدم في خطر..انك مهدد ربما للزوال..ربما لعاهة..ربما و ربما ..هي في الغيبيات و ليست في علمنا.

حتى و إن حبانا الله بقوة، يجب أن لا ننسى أن لهذه القوة ضعف ينال من جوهر لمعانها،فنركن للراحة رغما عن إرادتنا لأن إرادة الله فوق إرادتنا...صحيح واجباتنا كثيرة ومسؤولياتنا أكبر خاصة مع الله و أي تأخير منا في تلبية الواجب الرباني يصبح تأخرا غير محمود..هذا فقهنا كبشر مؤمنين بأحقية رسالة الله في الأرض ،لكن الله أراده رحمة و راحة لأنه لا يكلف النفس إلا وسعها..ثم الله أدرى لما سنؤول إليه من مفاجآت في هذه الدنيا التي نكافح و نكابد على أن لا نموت إلا موتة هنية آو نعيش عيشة كريمة كرامة ساداتنا الأنبياء عليهم السلام .لأن في الأمثل و الأمثل امتداد لمسيرة الابتلاء في موروث القرآن الكريم.

لنحمد الله أن جعل من أقلامنا متنفسا لما في صدورنا و تعبيرا لضعف ليس بالقاضي علينا،بل هو مصقل لمعدن الربانية فينا..لا نزكي أنفسنا و لكن نزكي رحمة الله فينا.

إذن تختلف الرؤى و تتنوع الآراء بشأن المرض، هناك من يراه نقمة لأنه افسد نواعم العيش الرغيد بكماليات الدنيا الزائلة و المنتهية بانتهاء الصلاحية الدنيوية ، و هناك من يرى انه مانع في جمع الذهب و الفضة ،حتى أصبح التنجيم شغل الأطباء لاستعادة العافية بعيدا عن حكمة التطبيب بطب أصيل هو البديل لطب مفبرك..و هناك من يراه معطلا للتمتع بنشوة كرسي السلطة بتخمة بطون سلاطين الإنس و الجان حتى ظن الملوك أن في مزامير داوود وصفة شفاء خارقة لخلطات السحر الساحرة..أو في اختيار كرسي سليمان ما تخبئه كنوز تحت عظمة السلطة و بتسخير الجن في غدو الريح ورواحها.

هي آراء تافهة و ليست بالقيمة و لا بالنافعة..لكن عند الأتقياء هي لحظات مدفوعة الأجر في ثوب المغفرة و الغفران..هي لحظات ركون للاستغفار و التسبيح، ففي الحياة محطات استغفار عظيمة عظم التوحيد و التسبيح بالواحد الأحد.

و لكي يطول عمر العطاء ،يجب على هذا الجسد أن يتغذى بمناعة المقاومة بتقوى الله، فأمراض العصر فتاكة بل قاتلة و فيروساتها محطمة للعقيدة و لأوثق عرى الإيمان..في هذه اللحظة يتبادر إلى ذهني الله عز وجل، متى نتفكر بعمق في الله عز وجل؟ أليس و نحن مرضى..متى نلجأ إليه؟ أليس في لحظات الضعف؟ أليس الله بكاف عبده؟ أليس الله برحيم بمريضه؟

ألم نخالف قاعدة اعرف ربك؟ بمعنى أن نعرف الله في كل الأوقات و في كل الظروف ..في الفرح و في القرح..في الألم و في الرخاء..في السعادة و في الحزن.لكن هوى النفس يزين أعمالنا، ستقولون أن هوى النفس موجود بل ملازم للنفس الأمارة بالسوء و لكن الله خلق كل شيء بميزان الاعتدال و في المرض يقظة من غفلة النسيان شئنا أم أبينا، فتن الدنيا أمواج عاتية تقذف بنا في كل مكان و السند الذي يعيننا على الصمود غير موجود..أنا لا أعني سند الله لأنه سند قائم بوجود الربوبية ،بل أعني سند الإخوان و الأهل..؟لأنهم يغيبون عنا حينما نفقد توازن العطاء بالمرض..هي موجودة في سنة الأولين مع سيدنا أيوب عليه السلام حينما تفرق عنه الأهل ما عدا الزوجة الكريمة كرم الأتقياء.لا لشيء سوى أن الإيمان ليس مستقرا في قلوب الورع..بل أضحى قولا دون عمل..وعدا دون التزام..

مؤسف جدا أن اكتب في الورع و نحن أهل لا اله إلا الله ..محمد رسول الله..و الله عيب أن اكتب فيما المفروض أن لا أكتب فيه لأنه مناقض لما تكنه صدورنا من ولاء لأفضل الخلق محمد صلى الله عليه و سلم..ثم من يقرأ أسطري هم إخواني و أخواتي..هم من إسلامي و قرآني و عروبتي فلما التناقض و لما أضطر لكتابة ما فيه مفارقات فرضتها عولمة الأخلاق.

لكني أكتب لكل مريض في هذه اللحظة و هو يقرأ عن لحظات المرض ،أدعو كل مريض ليسبح بآهاته الله الأحد ..فلا ييأس و لا يقنط من روح الله حتى و إن يئس من روح البشر..شتان بين ذاك و ذاك،إذن:

ارفع عينيك للسماء و ترجى خالقك
ففي الترجي رحمة و سكينـــــة
لا تطلب رحمة من بشر الغــــــرر
حتى لا يلدغك بسم الخـــــــــــور
اترك معانقة الأرجاء فيمـــــــــــن
ليس فيهم رحمات و عـــــــــــــبر
تذكر أنك اليوم مريــــــــــــــــض
لكنك في الغد ممرض من مارضك







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.61 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]