|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحب الأعمال في أحب الأيام الشيخ عبدالله محمد الطوالة الحمد لله، الحمد لله مُصرِّف الأحوال، مُقدِّر الآجال، ذو العزةِ والعظمةِ والجلال، ومن له الغنى كله، وله مُطلقُ الكمال.. تسبحُ له السماواتُ السبعُ والأرض، والشمسُ والقمرُ، والنجومُ والشجرُ والجبال، ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ [الرعد:13].. وأشهد إن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [الرعد:15].. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، المنعوت بأعظم الأخلاق وأشرف الخِصال، اللهم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه خيرُ صحبٍ وخيرُ آلٍ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.. أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70].. واعلموا أنكم لا زلتم في أَعْظَمُ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فتَزَوَّدُوا فِيهَا مِنَ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30]، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32].. معاشر المؤمنين الكرام: كُلُّ من يُحِبُّ اللَّهَ تَعَالَى بصدق، فَإِنَّهُ سيتحرى مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْأَقْوَالِ الحسنة ليرددها، وَمَا يُحِبُّهُ تعالى مِنَ الْأَعْمَالِ الصالحة ليعملها ويداوم عليها، وَمَا يُحِبُّهُ تعالى مِنَ الصِّفَاتِ والأخلاق الحميدة لِيَتحلى بِهَا ويطبقها؛ وهذا في الأيام العادية فكيف بالأيام الفاضلة، والمواسم المباركة كأيامنا هذه.. وَلئن كان الله تَعَالَى يُحِبُّ الأعَمَال الصَالِحة كلها؛ فإنّ هناك أَعْمَالًا صالحةً تميزت بأنها هيَ الأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، ولذا فإنَّ من التوفيق العظيمِ للعبد في مثل هذا الموسم المبارك، أن يحرصَ على ما يحبهُ الله من الأعمال الصالحة، فيكثرَ منها، لتكون له نورًا على نور.. وأول ذلك التوبةُ الصادقة، فالتوبة من أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين﴾ [البقرة:222].. والله يفرح بتوبة عبدهِ فرحًا لا تطيقُ العبارات وصفه.. وحيث أن الإخلاص هو أساس الأعمال، فلا بدّ من الاجتهاد في تحقيقه وتجريده لله رب العالمين، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء﴾ [البينة:5].. فإذا جئنا إلى الفرائض فالصلاةُ هي الأحبُّ إلى الله، ففي الحديث المتفق عليه، أن ابن مسعود رضي الله عنه: سَأَلْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا".. وفي الحديث القدسي الصحيح، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحبَّ إلى مما افترضته عليه".. وَلَمَّا كَانَتِ الصَّلَاةُ أَحَبَّ الأعمال إِلَى اللَّهِ تَعَالَى كَانَتْ بِقَاعُهَا أَحَبَّ الْبِقَاعِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ؛ كما جاء في صحيح مسلم، وجاء في حديث متفق عليه: "مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ".. ومن حُسن التوفيقِ لمن يبقى في المسجد أن ينوى الاعتكاف، فقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حد الاعتكاف وأقل زمنٍ له، فقال: ليس له حدٌ معين، ولو ساعةً أو ساعتين، وفي الحديث الصحيح: "مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ".. وفي صحيح مسلم: "أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ".. وفي صحيح مسلم أيضًا: "عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً".. و"إنَّ اللهَ وِترٌ يُحبُّ الوِترَ فأوتروا يا أهلَ القرآنِ".. وحين سئل صلى الله عليه وسلم عن أي العمل أفضل قال: (عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه)، وقال الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه، "تَقرَّبْ إلى اللهِ بما استَطَعْتَ؛ فإنَّكَ لن تَتقَرَّبَ إليه بشَيءٍ أحبَّ إليه من كَلامِه".. وفي الحديث الحسن: "إنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ الناسِ، وإنَّ أهْلَ القرآنِ، أهْلُ اللهِ وخاصَّتُه".. وذكر الله جلّ وعلا من أعظم ما يُعملُ في هذه الأيام، ففي الحديث الصحيح: "ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ".. و"أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ".. وكَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ.. ولا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة.. ومن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرةً صلى الله عليه بها عشرا.. قال ابن عطاء السكندري رحمه الله: لو عمل العبد من الطاعات ما عمل ثم صلى الله عليه صلاةً واحدةً لرجحت صلاة الله على كل ما عمله، لأنه يعمل العمل على قدره وسعته وطاقته، والله تعالى يُصلى على عبده على قدر ربوبيته وكماله جل وعلا، وهذا لو كانت صلاةً واحدةً فكيف إذا صلى الله عليه بها عشرًا.. وفي الحديث الحسن: "أَوْلَى الناسِ بي يومَ القيامةِ أكثرُهم عليَّ صلاةً".. وفي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا".. وبالعموم فـ"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).. فتعوذوا يا عباد الله من العجز والكسل، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من العجز والكسل، وكان يسأل الله العون على العبادة وصالح العمل.. فليس للعمر ثمرةٌ أعظمَ من العمل الصالح.. ولذا فما أكبر حسرةَ أهلِ العجزِ والكسل يوم القيامة، كما حكى الله عنهم: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر:23].. وما أسعد العاملين بالطاعات، المكثرين من القربات والصالحات، خصوصًا في الأوقات الفاضلة، والمواسم المباركة.. يناديهم المنادي يوم القيامة: ﴿أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾ [الأعراف:43].. ويقال لهم: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَة﴾ [الحاقة:24].. ويقال لهم أيضًا: ﴿إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا﴾ [الإنسان:22].. ولسان حالهم ومقالهم: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء﴾ [الزمر:74].. ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور﴾ [فاطر:43].. إنها الطاعات التي سارعوا إليها، إنها القربات التي اجتهدوا فيها، والخيرات التي أكثروا منها، أثقلت موازينهم، وبيضت وجوههم، فكانوا من المفلحين الفائزين.. فلم التقاعسُ والتكاسل، وقد أكرمنا الله ورحمنا فجعل لنا مواسم يتضاعف فيها الثواب والجزاء أضعافًا كثيرة، ويستدرك العبد فيها ما فاته من الخير ورفعة الدرجات، وما من أيامٍ العملُ الصالح فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيام.. "ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى. قيل: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ.. ولذا كان السلف رحمهم الله يجتهدون في هذه العشر اجتهادا عظيما لا مزيد عليه.. فاتقوا الله عباد الله وكونوا سباقين إلى الخيرات، أئمة في فعل الطاعات والقربات، وأخلِصوا أعمالكم للحي القيوم، وسددوا وقاربوا، والقصد القصد تبلغوا، ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة:45].. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة:105].. أقول ما تسمعون.. الخطبة الثانية الحمد وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده اللذين اصطفى.. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَاب﴾ [الزمر:18].. معاشر المؤمنين الكرام: من فضلِ الله تعالى وعظيمِ رحمته بعبادِه أن جعلَ دُعاءَهُ عِبادةً من أفضلِ وأجلِّ العبادات، في الحديث الصحيح: «الدعاء هو العبادة».. ويومِ عرفة هو أعظمُ الأيامِ بركة، وخير يومٍ طلعت فيه الشمس.. يَوْمٌ عزيزٌ كريم، يُبَاهِي اللَّه بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ، وفي صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»، وهذا الفضل بإذن الله فضلٌ عَامٌّ لَأهل عرفاتٍ وَلِغَيْرِهِمْ، فكرم اللهِ أعظمُ وعطاؤه أوسع.. ويوم عرفة يا عباد الله: هو اليوم الذي أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة.. صيامهُ يكفرُ ذنوبَ سنتين، ودعاؤه خيرُ الدعاء.. ففي صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ".. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خَيرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَومِ عَرَفَةَ".. فحريٌّ بالمسلم أن يتفرغَ له من كلِّ مشاغله، وأن يُظْهِرَ لله فَقْرَه ومسكنته.. وأن ينطرحَ بين يدي ربه.. وأن يتعرضَ لمغفرة اللهِ وعِتقِه ورحمته.. وأن يُقَدِّمُ بَيْنَ يدي مناجاتِه، تَوْبةً صادقة، وصدقة طيبة، وإخلاصًا لله وإخباتًا.. وثناءًا جميلًا على ربه.. ويَتَحَبَّبَ إلى مولاهُ بخالصِ الدعاءِ، وصادقِ الرجاء.. يرفعُ إلى ربه الكريم حوائجه، ويبثهُ شكواه، ويُنزِلُ به مطالِبه، فما للعبد عن ربه غنى، وما له من دونه من وال.. وربنا جل وعلا عظيمٌ كريمٌ جوادٌ مُتفضِّل، خزائنهُ ملئا، ويدهُ بالخير سحَّا، ولا يتعاظمهُ ما أعطى، سبحانهُ وتعالى ينفقُ كيف يشاء.. ويغفرُ الذنوبَ وإن بلغت عنانَ السماء، فأحسنوا فيه الظنّ والرجاء، فهو عند ظنِّ عبدهِ به، فليظن به ما شاء.. وفي الحديث الحسن، قال صلى الله عليه وسلم: "ليس شيءٌ أكرمُ على الله من الدعاء".. وأكدَ عليه الصلاة والسلام أنَّ ثمرةَ الدعاءِ مضمونةٌ بإذن الله، ففي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ".. وينبغي للداعي أن يكون في حال أكمل، فيكونَ على طهارةٍ، مستقبل القبلةَ، وأن يرفعَ يديهِ حالَ الدعاء.. وأن يبدأَ دُعائهُ بالثناء على الله بما هو أهله.. وأن يدعو بجوامع الدعاء.. وأن يتوسل إلى الله جلَّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا قال جلَّ وعلا: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾.. وأن يلح في الدعاءِ ويكرره رغبةً ورهبةً.. وأن يكون دعاءه بحُضور قلبِ، وحسن ظنٍ مع الخشوع والانكسار.. وأن يختمَ دعائهُ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال أمير المؤمنين عمرُ بنَ الخطابِ رضي الله عنه: "الدُّعَاءُ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَصْعَدُ مِنْهُ شَىْءٌ حَتَّى تُصلى عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم ".. فإذا اجتهد المسلم والتزم بهذه الآداب فإن دعاءهُ لا يكادُ يُردُّ بإذن الله.. فَاغْتَنِمُوا يا عباد الله مَوَاسِمَ الخَيْرَات، وَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الدعاء والمناجاة، وَسَارِعُوا إلى المَغْفِرَةٍ والرحمة والجنات.. وأَحْسِنُوا في عَمَلِكُمْ؛ لِتَنَالُوا رِضا رَبِّكُمْ.. ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف:56].. يا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفرقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |