المزاح بين المحمود والمذموم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4891 - عددالزوار : 1906429 )           »          7 تريكات عشان تاكل صحي في العيد من غير حرمان.. المحشي في الفرن والكبة مشوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 230 )           »          طريقة عمل الكفتة المشوية فى عيد الأضحى.. طعمها لايقاوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 159 )           »          بعد أكل الفتة واللحمة.. 8 أخطاء نرتكبها عند غسل الأطباق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 171 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة والتخلص من علامات الإرهاق فى العيد.. خطواتها سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 148 )           »          استبدلى الحلويات بتورتة الشاورما والفتة بخطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 126 )           »          وقفات مع عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 206 )           »          لن ينال الله لحومها ولا دماؤها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 111 )           »          ماذا بعد الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          أعياد بلا عتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2025, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,493
الدولة : Egypt
افتراضي المزاح بين المحمود والمذموم

المزاح بين محمود ومذموم

أحمد بن علوان السهيمي

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، تقدَّست أسماؤه، وتعالت صفاتُه سبحانه، ما من شيء إلا يُسبِّح بحمده، والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله، وعلى صحبه الأخيار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾[الأحزاب: 70].

يا عباد الله، اعلموا أن لكل شيء قدرًا، فإن نقص شان، وإن كثر قبح، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم خير دليل على سلوك الطريق القويم، وإن المزاح كذلك: وهو الملاطفة والمؤانسة والمداعبة، والهدف منه إدخال السرور على النفوس، وزيادة الألفة والمحبة؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه، ويمازحهم بقدر الحاجة، ولا يقول إلا حقًّا؛ أي: عدلًا وصدقًا.

المزاح مثل الملح في الطعام، فإنْ فُقِد فالنفوس تأباه، وإن زاد في الطعام فالنفوس تعافُهُ كذلك؛ ولهذا ينبغي للإنسان أن يكون فيه وسطًا؛ فلا يُقبِل عليه بالكلية، ولا يعرض عنه بالكلية، وألا يقول في مزاحه إلا حقًّا، وأن يجتنب فيه الإساءة للآخرين والاستهزاء بهم، والواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح، وترك التعبُّس، وألَّا يمازح إلا من جنسه؛ أي: مقاربًا له في المكانة والمنزلة.

والمزاح على ضربين:
مزاح محمود: فهو الذي لا يشوبه ما كره الله عز وجل، ولا يكون بأثم ولا قطيعة رحم.

ومزاح مذموم: فهو الذي يثير العداوة، ويذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويجرئ الدنيء عليه، ويحقد الشريف به.

قال النووي رحمه الله: "قال العلماء: المزاح المنهي عنه، هو الذي فيه إفراط، ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى، والفكر في مهمات الدين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، أما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".


فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا -أي يمازحنا- حتى يقول لأخ لي صغير: ((يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير)).

وفيه بيان لتواضع النبي صلى الله عليه وسلم وكمال خلقه، وملاطفته للصغار، ومؤانسته لهم، وإدخاله السرور على قلوبهم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رجلًا استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم- أي طلب منه أن يعطيه ناقةً تحمله ويركبها- فقال صلى الله عليه وسلم: ((إني حاملك على ولد ناقة))، فَهِمَ الرجل أنه سيعطيه ولدَ ناقةٍ صغيرًا لا يُركَب، فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وهل تلد الإبل إلا النوق))، فولد الناقة يطلق على الصغير والكبير.


أيها المسلمون، إن المزاح إذا كان فيه إثم فهو يسوِّد الوجه، ويُدْمي القلب، ويُورِث البغضاء، ويُحيي الضغينة، وإذا كان من غير معصية يسلي الهم، ويوقع الخلة، ويحيي النفوس، ويذهب الحشمة، فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما ينسب بفعله إلى الحلاوة، ولا ينوي به أذى أحد، ولا سرور أحد بمساءة أحد.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((من كثر ضحكه قلَّت هيبته، ومن مزح استخفَّ به، ومن أكثر من شيء عرف به)).

كما يكره المزاح بحضرة العوامِّ وفي مجامع الناس، كما يكره تركه عند حضور الأصحاب.

قال أحدهم لابنه واسمه كدام:
إني نحلتك يا كدام نصيحتي
فاسمع مقال أب عليك شفيق
أما المزاحة والمراء فدعهما
خلقان لا أرضاهما لصديق
إني بلوتهما فلم أحمدهما
لمجاور جارًا ولا لرفيق
والجهل يُزْرِي بالفتى في قومه
وعروقه في الناس أي عروق[1]

والواجب على العاقل: أن يجتنب أشياء ثلاثةً- فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يبس العوسج-:
أحدها: الاستغراق في الضحك.

وثانيها: كثرة التمني.

وثالثها: سوء التثبت.

وقد قيل لابن المبارك:ما خير ما أعطي الرجل؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدب حسن، قيل فإن لم يكن؟ قال: أخ صالح يستشيره، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، قيل فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، المبعوث رحمةً للعالمين، وبعد:
أيها المسلون، إن من السفه وكثرة المزاح أن يقول المرء كلمةً ليُضْحِك بها القوم، تهوي به في النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((‌إن ‌العبد ‌ليتكلَّم بالكلمة، ما يتبين فيها، يَزِلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق))؛ رواه البخاري[2].

وقال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66].

﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ ﴾ عما قالوه من الطعن في المسلمين وفي دينهم تقول طائفة منهم في غزوة تبوك: "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء- يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه- أرغب بطونًا وأكذب ألسنًا وأجبن عند اللقاء"، ونحو ذلك.

ولما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بكلامهم جاءوا يعتذرون إليه ويقولون: ﴿ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ؛ أي: نتكلَّم بكلام لا قصد لنا به، ولا قصدنا الطعن والعيب.

قال الله تعالى- مبينًا عدم عذرهم وكذبهم في ذلك- ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، فإن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين؛ لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله، وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك منافٍ لهذا الأصل، ومناقض له أشد المناقضة.

وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرةً خصوصًا السريرة التي يمكر فيها بدينه ويستهزئ به وبآياته ورسوله، فإن الله تعالى يظهرها، ويفضح صاحبها، ويعاقبه أشدَّ العقوبة.

وأن من استهزأ بشيء من كتاب الله أو سُنَّة رسوله الثابتة عنه أو سخر بذلك أو تنقَّصه أو استهزأ بالرسول أو تنقَّصه فإنه كافر بالله العظيم[3].
الدعاء.

[1] «روضة العقلاء ونزهة الفضلاء» (ص79).

[2] «صحيح البخاري»، (8/ 101، ط السلطانية).

[3] «تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن» (ص342).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]