نصيحتي إلى كل مسحور باختصار

[ابوالوليد المسلم]

نصيحتي إلى كل مسحور باختصار

سلطان بن سراي الشمري

اعلم- شفاك الله وعافاك- أن عقيدة أهل السنة والجماعة أن السحر حق، وأن السحرة لا ينفعون ولا يضرُّون إلا بإذن الله- جل وعلا- قال تعالى عن السحرة: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102]، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد سُحِر، وأن الله عالجه وشفاه من ذلك بالرُّقية الشرعية.

ولا مانع من أن تبحث عن راقٍ جيد يقرأ عليك ويرشدك على ضوء الكتاب والسنة، وخاصة أن بعض الحالات تحتاج إلى متابعة وجلسات مع الرُّقية الشرعية، والذي أنصحك به عمل الآتي حتى تصل إلى شيخ راقٍ يساعدك على العلاج بعد توفيق الله:
1- التوكُّل على الله وإحسان الظن به، وأن الله وحده لا شريك له هو القادر على شفائك من مصابك، فاحتسب الأجر على الله وافعل الأسباب المشروعة، ولا تستبطئ الشفاء وإن طال البلاء، وذلك بحكمة الله وتقديره، فلا يتسلَّل إلى قلبك الحزن واليأس، وتذكَّر وتأمَّل قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]، ولن يغلب عسرٌ يسرين.. فكلما زادت الشدة اقترب الفرج بإذن الله، والصبر مِفتاح الفرج.

2- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة- إن كنت ممن تجب عليهم الجماعة-، مع أذكار عقب الصلاة، واحرص على الصلوات النافلة؛ من سنن رواتب، وركعتي الضحى وخاصة قيام الليل مع الوِتر.

3- الحرص على أن تكون على طهارة باستمرار، كن متوضِّئًا حتى في غير أوقات الصلاة، وعند الغسل عليك بالاغتسال بالماء المقروء عليه مع السِّدْر، والمداومة على شرب الماء المقروء عليه ويُفضل ماء زمزم، ودهن ما تيسر من الجسم بزيت الزيتون المقروء عليه قبل النوم.

4- تحصين نفسك بأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ، ودخول المنزل والخلاء والخروج منهما، وغير ذلك من الأذكار والأدعية الواردة في الكتاب والسُّنَّة.

وأكثر من ذكر (تاج الذكر) وهو "لا إلهَ إلَّا اللَّه وحده لا شريك له، لَهُ الملك، وله الحمد، وَهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ" 100 مرة.

5- رقية نفسك بقراءة آية الكرسي مرة واحدة، والفاتحة ٧ مرات، والمعوِّذتين والإخلاص ٣ مرات، صباحًا ومساءً.

- وعندما تحس بالألم تجده في جسدك، ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله، ٣ مرات.

وقل ٧ مرات: أعوذ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر.

وجاهد نفسك على قراءة سورة البقرة في كل يوم أو كل يومين أو كل ثلاث... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة"؛ أي: السحرة.. وإذا ثقل عليك ذلك فعليك بسماع أشرطة الرقية الشرعية، وهي متوفرة بكثرة على اليوتيوب.

والأفضل رقيتك أنت لنفسك ثم رقية غيرك لك رقية مباشرة.

6- العلاج بالعلاجات الطبيعة التي جاء ذكرها في الكتاب والسُّنة؛ منها:
التصبح بـ ٧ تمرات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة؛ لم يضره سحر، ولا سم"، وفي لفظ: "مما بين لابَتَيْها"؛ يعني: من تمر المدينة كله، ويرجى في بقية التمر كذلك، قال ابن باز رحمه الله: يرجى أن بقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات أن الله ينفعه بذلك أيضًا.

العسل، قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69].

القسط أو العود الهندي: عن أم قيس بنت محصن قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية"؛ رواه البخاري ومسلم.

الحجامة: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به"؛ رواه البخاري ومسلم؛ الشقيقة: نوع من الصداع.

الحبة السوداء: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت"؛ رواه البخاري ومسلم.

7- احذر الذنوب والمعاصي والإصرار عليها؛ فهي مما تضعف من قوتك وتؤخِّر مسألة الشفاء عندك بأمر الله، قـال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]؛ لذلك الواجب عليك حرصك وإقبالك على فعل الطاعات والتوبة والصدقة بنية الشفاء؛ فهذا مما يعين على الشفاء ورفع البلاء بإذن الله.

8- السؤال عمَّا تراه مناسبًا من الرؤى أو الأحلام وتعرضها على الشيخ المعالج إن تيسَّر ذلك، وإلا ما ذكرت آنفًا كافٍ ووافٍ إذا التزم به، وبإذن الله ستشفى تمامًا إن شاء الله.

9- الدعاء ثم الدعاء؛ فهو سلاح المؤمن وعلاج مصابك هذا وغيره من أمور الدنيا والآخرة، فأكثر من الدعاء، واعلم أن الله يُحب أن يُسأل ويُحب الملحِّين بالدعاء، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فقط ادعُ بحضور قلب ويقين بأن الله يستجيب دعاءك ويشفيك وأبشر بخير.

أخيرًا:
أسأل الله الشافي المعافي أن يشفي كل مبتلًى شفاءً عاجلًا، وأن ينزل عليهم السكينة والرضا.

وبالله التوفيق.