|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رؤيا فسَّرها المنام وصدَّقها الواقع عبدالله بن إبراهيم الحضريتي عجبًا لبعض الرؤى، وكما قيل: أصدقها ما فسرت في داخلها. كم تحمل هذه العبارة من عمقٍ وإشارةٍ إلى عالمٍ غريبٍ بقدر ما هو مألوف... عالم الرؤى. من ألطف ما مرَّ بي، رؤيا لم تكن كغيرها. رأيت في المنام شيئًا آلمني، أوجعني، أيقظ في داخلي أسئلةً لم أملك لها جوابًا، حتى في نومي. فاستيقظتُ في المنام، وكأنني أبحث عن مخرج من غموضٍ حلَّ عليَّ كغمامة شتوية كثيفة. وهنا كانت المفاجأة... وجدت المفسّر. لم أبحث طويلًا، وكأن قلبي قاده إليه. سألته عن الرؤيا، ففسَّرها لي بتأويلٍ عميقٍ أراح قلبي وأزال وجلي. ثم استيقظت من نومي، وفي ذهني تفسيره واضح كوضوح الشمس في ظهيرة صافية. دفعني الفضول- بل اليقين- أن أبحث عن هذا المفسر في عالم اليقظة. فوجدته، وسألته عن نفس الرؤيا. ويا لدهشتي! نطق بذات التفسير، دون أن يعلم بما جرى لي في المنام. نفس الكلمات، نفس الإشارات، نفس الشعور بالطمأنينة التي شعرت بها وأنا بين النوم واليقظة. لحظتها أيقنت أن الله يُعلِّم مَنْ يشاء، ويكشف من الغيب ما يشاء، وأن للرؤى أسرارًا لا يدركها إلا مَنْ ألقى الله في قلبه نورًا. فسبحان الله... علمٌ عجيبٌ... تلتقي فيه الأرواح قبل أن تلتقي الأجساد، وتُبشّر القلوب قبل أن تسمعها الآذان. إن علم الرؤى ليس خيالًا عابرًا، ولا وهمًا يسترسل فيه النائمون... بل هو باب من أبواب الفهم، يفتحه الله لمن شاء من عباده، تارةً ليبشّر، وتارةً ليحذّر، وتارةً ليعلّم. وقد قال يوسف عليه السلام: ﴿ ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ﴾ [يوسف: 37]، فسبحان من يُعلّم بالنوم ما لا يُدرَك باليقظة، ويقذف في القلوب من علمه ما لا يُكتب في كتب. فلنستوصِ بهذا الباب خيرًا، ولا نستعجل تأويله، ولا نستهن بشأنه، فما الرؤى إلا رسائل، لا يُحسِن قراءتها إلا من أُوتي من الحكمة نصيبًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |