|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قصة سيدنا موسى عليه السلام الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرَضين، أرسل رُسله حجةً على العالمين ليحيا من حَيَّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أمته على المحَجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره، واستَنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين، أما بعد: عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأُخْراكم بتقوى الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. رؤيا أقضَّتْ مضجعًا، وأفزعت شعبًا، وأحدثت في الأرض خوفًا وهلعًا، فولادة مولود ذكر توجب للطفل قتلًا، وأم مكلومة تنتزع فرحتها بولدها فلا تبشر بمقدمه بل تشقى به، وتسعى لإخفائه، وكأنما أذنبت الأم ذنبًا، أو أجرمت جرمًا، فيا لله، ما أشدَّ جرمَ الظلم! وما أشدَّ عقابَه! فالمظلوم لا ترد دعوته على ظالمه، وقد توعَّد الله سبحانه الظلمة في كتابه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾ [إبراهيم: 42]. عباد الله، تلك بداية قصة حياة الكليم موسى عليه السلام، وكم من الناس يعيش ظلمًا وقهرًا في هذه الدنيا؛ ولكن الله للظالم بالمرصاد، وسيصبُّ على المعتدي العذاب، قال- صلى الله عليه وسلم-: ((أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقرأ قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102])). عباد الله، رأى فرعون رؤيا كان تعبيرها أن هلاك ملكه يكون على يد رجل من بني إسرائيل، فاستشاط غضبًا، وجار ونطق ظلمًا، فأصدر أمره بقتل ذكور بني إسرائيل، وإذ بأم موسى لما تحرك جنينها في رحمها ترقبه، فلما وضعت غلامًا كأني أراها اسودَّت الدنيا في وجهها، وضاقت عليها نفسها، وكاد يطيش عقلها، يا الله، كيف تفعل بولدها؛ أتسلمه للسيَّاف بيدها؟! وفي هذه الأثناء يأتيها الإلهام من ربها ومولاها بأمر لا تطيق فعله؛ ولكن الله ربط على قلبها وثبتها، قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]. بلاء عظيم وشديد خافت الأم على الولد فألقته في اليمِّ، ظاهر الأمر الهلاك؛ ولكن الهلاك في مخالفة أمر الله مدبر الأمر، فامتثلت الأم الأمر مترقبة وعد ربها الرحيم البر، وإذ بمقدر القدر يسوق الغلام لبيت الطاغية ليريه ضعفه، وقلة علمه، وحتى يعلم التاريخ ألَّا رب في الوجود إلا ربنا الرب المعبود، فيعيش موسى في قصر فرعون، ويتربَّى معه، ويخالطه، وإذ بالمصيبة ويا للمصيبة! الطفل يرفض الغذاء من المرضع! فيجد فرعون في البحث عن مرضع؛ ولكن الطفل لا يستجيب، يا سبحان الله! كيف يكون فرعون ربًّا وقد سعى في حياة من ينقض ملكه، ويكون هلاكه بسببه؟! فوقع فيما فَرَّ منه؛ ليتحقق الوعد الإلهي لأم موسى بعد أن قصت أخته خبره وتابعته، قال تعالى: ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 12، 13]، فرجع الطفل إلى أُمِّه، فارتضع منها، وأمنت الأم على ولدها؛ بل تربى في حجرها. عباد الله، الخير كل الخير في طاعة أمر الله ورسوله حتى وإن لم يتبين لك فيه حكمه ومصلحه، فيا عجبًا! كم يجادل في أحكام الشرع من قليل دين وفهم وعقل، ويعترض على الشرع، وكأنما فاق عقلُه شرعَ ربِّه، فكيف يكون عقلُ العبدِ أكملَ من شرع الله الذي وهبه العقل؟! وتأمل في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾ [البلد: 8، 9]. عباد الله، ما أعظم ثقة المرأة الصالحة أم موسى بربِّها! وما أكرم الله جل جلاله مع أوليائه! ولنعلم جميعًا أن أساس النصر هو الثقة بالله تبارك وتعالى، وتأمَّل ودقِّق النظر مرارًا وتكرارًا في عناية الله بعبده الكليم الصالح موسى عليه السلام، فقد كانت الأخطار تحيط به منذ ولادته، فبعد اليمِّ يعيش في بيت فرعون الطاغية، ثم يأتمر القوم عليه بعد قتل القبطي، فيخرج من مصر خائفًا يترقب، وينجو، فيصل مدين، وفي موقف من مواقف النُّبْل والشهامة والرجولة ليسقي للمرأتين، ويكفيهما شرَّ الاختلاط بين الجنسين، ثم يتولَّى للظل. وفي مشهد من مشاهد الافتقار والحاجة، فلا مأوى يؤيه، ولا أحد يؤانسه وهو قليل ذات اليد، يتضرَّع لربِّه ومولاه ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24]، ثم يأتي للعبد الصالح الفرج، ويستقر الوضع، ويتزوج بإحدى البنتين، ويقضي عند والدها أبَرَّ الأجلين، فيخرج، ثم يأتي التشريف والتكليف العظيم، ويرسل موسى عليه السلام لفرعون الطاغية بعد أن كلمه ربُّه، وأيَّده بالمعجزة، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ [طه: 11، 12]، فيستشعر الكليم موسى عظيم المسؤولية، فيلجأ لربِّه الذي أرسله، قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴾ [طه: 25]، وهكذا ينبغي للمسلم الشعور بالمسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه، فاليوم تكليف، وغدًا سؤال، فليعدّ للسؤال جوابًا، وليعلم أن من أعظم ما يعين العبد على أداء المسؤوليات التضرُّع والاستعانة بربِّه؛ ربِّ البريات، وكذا الصحبة والعمل المؤسسي هو الأقدر على إنجاز المهمة متى ما صلحت النية، وتقرَّب العبدُ لربِّه. ثم يؤمر موسى وهارون بالدعوة والذهاب لفرعون بالكلام اللين، قال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43، 44]. عباد الله، القول اللين لا يثير العزة بالإثم، ولا يهيج الكبرياء الزائف الذي يعيش به الطغاة، والقول اللين من شأنه أن يوقظ القلب، فيتذكر ويخشى عاقبة الطغيان، ثم يُري موسى فرعونَ معجزته، فيدعي أنها من فعل السحرة كبرًا وتجَبُّرًا وغطرسة، فيأمر الناس بالاجتماع، والجميع يترقَّب، فيلقي السحرةُ سحرَهم، فتسحر العيون، وإذ بالعصا يلقف ما يأفكون، فبان الحق، وخرَّ السحرة ساجدين بعدما تبَيَّن لهم أن عصا موسى ليست من فعل السحرة الأفَّاكين، ويأتي البلاء المبين القتل والصلب لمن آمن برب العالمين، فيثبت الله عباده المؤمنين، واستمع للتنزيل الحكيم ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ [طه: 72 - 75]. عباد الله، السحرة آمنوا فابتلوا بالقتل والتصليب، فثبتوا، أخي قف هنا يا من تخلفت عن الأوامر وتركتها، وأتيت النواهي وفعلتها، بِمَ تعتذر لربِّك وقد أمَدَّك الله بالنعم، ويسَّر لك السُّبُل عباد الله، اغتنموا فرصة الحياة، واعملوا واشكروا ربكم تفلحوا. فيشتد فرعون على موسى وقومه ويسومهم سوء العذاب، فيأمر الكليم قومه بالصبر والصلاة في إشارة لأهمية الصلاة والصبر في مقابلة المصاعب والمشكلات، قال تعالى: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، ثم يؤمر موسى وقومه بالسير ليلًا، فيتبعه فرعون وجنده ظلمًا وتجبُّرًا وعدوانًا، فيشتد البلاء والكرب، ويعظم على المسلمين الخطب، فجيش فرعون العظيم خلفهم، والبحر أمامهم، فيرتجف الجنان، وتهتز الأركان، وينطق اللسان، شاكين أمرهم لرسولهم موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، وبثبات المؤمن، ويقين المتوكل الواثق بربِّه ونصره، يقول موسى لقومه: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، وهكذا يجب أن يكون القائد المؤمن واثقًا بربِّه ونصره، ولا يظهر الخوف والفزع لجنده وقومه؛ لأن اهتزاز وخوف القائد هزيمة نفسية لمن تحته، والهزيمة النفسية أول طريق للخسارة والهلاك، فيأمره ربُّه بضرب البحر بالعصا، وما يفعل العصا ببحر عظيم ولكنه بذل السبب. فيا كل متوكل على ربِّه، أعلِن الانقياد، وابذل الأسباب، وتوكَّل على رب الأرباب، واستعِن بالله ولا تعجز، ثم يضرب موسى البحر بالعصا، ويرى الله ورسوله وقومه معجزة أخرى، فينفلق البحر، فيسير موسى ومن معه، فيلحق بهم فرعون، ومن معه، فلما اكتمل بنو إسرائيل من البحر خروجًا، واكتمل آل فرعون في البحر دخولًا، أمر الله البحر أن يعود كما كان، وأهلك فرعون ومن معه، فيا كل عامل للدين، تأييد الله معك، فأخلص النية، وابذل الوسع، وتأمل في قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، قال تعالى: ﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ [الذاريات: 38 - 40]. الخطبة الثانية الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على النبي المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وبعد:عباد الله، اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فيه فرعون وقومه، هو اليوم العاشر من شهر الله المحرَّم، يوم نصر عظيم للأمة الإسلامية، ولقد صامه موسى شكرًا لله، وصامه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه، وقال: "نحن أحقُّ بموسى منكم، وصيامه يُكفِّر سنة". عباد الله، صوموا عاشوراء تقربًا لله، وصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده مخالفةً لليهود، أعاننا الله وإياكم على ما يرضيه. اللهم اجعلنا معظمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا مُعظِّمين لما نهيت عنه، منتهين عنه، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182]. وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |