|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحوار بين نهضة الأمم وانهيارها عبد الإله جاورا أبو الخير الحمد لله الذي خلقنا من طين، فجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف، فسبحان من أتقن صنعه. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله، وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فإن الحوار له دور عظيم في حل المشكلات بين شخصين أو بلدين، وإخراج المجتمع من ويلات الفتن إلى ذروة سنام الأمن، ومن شواطئ الهلاك إلى بر السعادة، كما أن الحوار له دور في توطيد العلاقات الدينية، والأخوية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأسرية، والثقافية. فالحوار أصول دينية، وعبادة محمودة، وصفة صافية سامية لمن عرفه وتمسك به، وسلك منهجه الصحيح الموافق للكتاب والسنة. مفهوم الحوار: الحوار هو تبادل الآراء بين الناس لحل مشكلة ما. وهذا الحوار قد يكون بين شخصين مسلمين أو مسلم وكافر أو بين ذكر وأنثى أو قبيلتين أو شركتين أو دولتين أو جماعة معية لنفسها. الحوار في القرآن: وقد وردت كلمة الحوار في القرآن ثلاث مرات: 1- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34]. 2- قال تعالى: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37]. 3- قال تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1]. حكم الحوار: الحوار يختلف من حال إلى حال، لكن في الأصل الجواز، ويكون واجبا إذا كانت المشكلة تؤدي إلى فتنة عظيمة بين فئتين، كما يكون حراما إذا كان الحوار في أمر محرم كالاجتماع للغيبة أو الخيانة أو التخبيب. أقسام الحوار: الحوار ينقسم إلى قسمين: 1- الفردية: هي التي تكون بين شخصين كالحاكمين اللذين يتوسطان للإصلاح بين الزوجين كما ورد في القرآن سورة النساء. قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]. 2- الجماعية: هي التي تحدث بين القبائل، والدول، والشركات كما حدث في معركة الصفين بعملية التحكيم، وكذلك في الحرب العالمية. أسباب الحوار: إن لكل شيء سببا، ومن أسباب الحوار: 1- الخلاف. 2- الشك في شيء قبل وقوعه. 3- إرادة فعل شيء كالحوار للنهضة. أصل الحوار: الحوار أمر ضروري، وأصل من أصول الحياة؛ فإن نظرنا إلى القرآن الكريم نرى أنه حافل بالحوار بطرق متعددة. وقد بدأ الحوار قبل وجود بني آدم؛ لأن سبحانه وتعالى لما أراد أن يجعل في أرضه خلفية ليستعمرها تحاور مع الملائكة، وبعد عصيان إبليس بالسجود حاور الشيطان قبل لعنه، وكذلك جميع الأنبياء والرسل كانوا يحاورن أقوامهم، فهذا يدل أن الحوار سنن كونية. طرق الحوار الناجح: من الطرق التي أرى أن سلكها المتحاورون ما يلي: 1- العدالة: هي أساس الحكم. 2- الحق: هو مغلاق كل شيء. 3- الكتمان: هو من أهم عند إصلاح ذات البين. 4- اختيار الخبراء الحكماء حتى يعرفوا كيف يضعون الميزان في موضعه. 5- انشراح الصدر، والانفتاح، واحترام الرأي المتحاور. 6- التنازل عن بعض الحقوق للوصول إلى الحل، وقد حدث ذلك في صلح الحديبية. فبنود صلح الحديبية كما وردت في كتب السنة والسيرة هي: 1- وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض. 2- أن من آمن وأتى النبي صلى الله عليه وسلم دون إذن وليه رده، ومن أتى قريشا ممن كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه عليه. 3- أن بينهم عيبة مكفوة. 4- أنه لا إسلال (لا سرقة) ولا إغلال (لا خيانة). 5- أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه. 6- أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة عامه ذاك فلا يدخلها. 7- أن تخرج قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم في العام القابل عن الحرم فيعتمر ويدخل مكة بأصحابه. 8- ألا يكون معه في دخوله مكة غير سلاح الراكب وتكون السيوف في القرب. 9- ألا يخرج من مكة بأحد من أهلها إن أراد أن يتبعه. 10- ألا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد البقاء بمكة والإقامة فيها. وقد تعجب بعض الصحابة من تلك الشروط حتى قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا. فقال صلى الله عليه وسلم: من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا[1]. فوائد الحوار: الحوار دواء يعالج جميع الداء المجهول؛ فمن فوائده أنه يزيل سوء الفهم، ويقوي العلاقات، ويفتح باب التعارف، والتعاون، ويساعد المرء في قدرات غيره وخبراته، ومستواه العلمي، والأخلاقي. خطورة فقد الحوار: إذا فقد الحوار بين الناس أدى إلى تراكم الحقد، والعداوة، وتفكيك الأسرية، وكثرة الظنون السيئة، وانتهاز الفرص من الأعداء عليهم. الخاتمة: الحوار يجسد معاني الرحمة، والتآخي. كل شيء يبدأ بالحوار، وينتهي منه، فإن لم ينته بالحوار فسيكون النهاية القتل أو الدمار أو القطيعة، والتخلف.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |