الراجح في حديث الافتراق إلى سبعين فرقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإسلام دعا لحماية دماء وأموال وأعراض أهل الذمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مشاركة الصحابيات في أعمال دولة النبي صلى الله عليه وسلم بإذن أوليائهن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الحديث الثالث: الرفق في الأمور كلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3102 - عددالزوار : 387131 )           »          الكسب الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تفسير قوله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هديه - صلى الله عليه وسلم - في التداوي بسور مخصوصة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          عقيدة الحافظ ابن عبد البر في صفات الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في الحسبلة "حسبي الله ونعم الوكيل" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,420
الدولة : Egypt
افتراضي الراجح في حديث الافتراق إلى سبعين فرقة

الراجح في حديث الافتراق إلى سبعين فرقة

محمد بن علي بن جميل المطري



أصح ما ورد في حديث الافتراق حديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفرَّقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» .
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد بن حنبل وغيرهم، وصححه الترمذي، وحسنه شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في كتابه (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) (1317).
وقد جاء هذا الحديث من طرق أخرى كلها فيها ضعف، وقد عد العلامة محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله هذا الحديث من الأحاديث المتواترة في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) رقم (18)، وجاء في بعض تلك الروايات زيادات في آخره كقوله: (كلها في النار إلا واحدة)، أو من هي يا رسول الله؟ قال: (هي الجماعة)، أو (هي ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، وكل هذه الزيادات في أسانيدها ضعف، وقد صححها بمجموعها بعض المحدثين رحمهم الله، والله أعلم.
وللنظر في جميع روايات الحديث، وبيان ما فيها من ضعف وعلل، يُنظر كتاب (المفصَّل في تخريج حديث افتراق الأمة) للشيخ على الشحوذ، ورسالة: (حديث الافتراق بين القبول والرد) لحاكم المطيري، والبحثان موجودان في برنامج المكتبة الشاملة الذهبية، والبحث الأول يرجح صاحبه فيه صحة الحديث، والبحث الثاني يرجح صاحبه فيه ضعف الحديث، وفي كلا البحثين فوائد نفيسة.
قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره (فتح القدير) (2/ 68): (أما زيادة كونها في النار إلا واحدة، فقد ضعفها جماعة من المحدثين، بل قال ابن حزم: إنها موضوعة)، وممن ضعف هذه الزيادة: العلامة محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله في كتابه (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم) (1/ 186) و (3/ 172)، وقد رجح العلامة ابن الأمير الصنعاني رحمه الله صحتها في رسالته (افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة)، وصححها أيضا الألباني رحمه الله في (السلسلة الصحيحة) (204)، ورد على كلام ابن الوزير والشوكاني، ولا حرج على من ترجح له أحد القولين، فتعليل الأحاديث مبني على غلبة الظن كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري) (1/ 585): (تعليل الأئمة للأحاديث مبني على غلبة الظن).
والذي تطمئن إليه النفس صحة هذا الحديث من غير ذكر أي زيادة في آخره، وإن كان تفسير الفرقة الناجية بالجماعة، وبما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صحيح المعنى، وإن لم يكن هذا التفسير من قول النبي عليه الصلاة والسلام فهو من قول الصحابة أو التابعين، ولا شك أن البدع شر الأمور، وقد حذَّرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، وأخبر أن كل محدثة بدعة، وأن كل بدعة ضلالة، وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كل ضلالة في النار) رواه المروزي في كتاب (السنة) (79) والبيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) (413)، بل قد قال الله سبحانه في كتابه: {{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}} [الأنعام: 159]، وتكفي هذه الآية الكريمة في الزجر عن جميع البدع، والتحذير الشديد لأهل البدع والأهواء المختلفة، والحث على إقامة الدين الذي رضيه الله لعباده، وعدم التفرق فيه، كما وصى الله بذلك عباده فقال سبحانه: {{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}} [الأنعام: 153].
هذا، وإنَّ من عقيدة أهل السنة والجماعة أن من دخل النار من أهل البدع الموحِّدين فمآلهم إلى الجنة برحمة الله أرحم الراحمين، كما قال الله سبحانه: {{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}} [النساء: 116]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « (( «والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة» ))» [رواه البخاري (6642) ومسلم (221) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه] .
وما أحسن قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه ((منهاج السنة النبوية)) (5/ 239 - 241): (المتأوِّل الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر، بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية، وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها، وهذا القول لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع، الذين يبتدعون بدعة ويُكفِّرون من خالفهم، كالخوارج والمعتزلة والجهمية، ... وإذا لم يكونوا في نفس الأمر كفارا لم يكونوا منافقين، فيكونون من المؤمنين، فيُستغفر لهم، ويُترحم عليهم، وإذا قال المؤمن: {{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}} [الحشر: 10] يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان، وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله فخالف السنة، أو أذنب ذنبا، فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان، فيدخل في العموم، وإن كان من الثنتين والسبعين فرقة، فإنه ما من فرقة إلا وفيها خلق كثير ليسوا كفارا، بل مؤمنين فيهم ضلال وذنب يستحقون به الوعيد، كما يستحقه عصاة المؤمنين، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخرجهم من الإسلام، بل جعلهم من أمته، ولم يقل: إنهم يُخلَّدون في النار، فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته).
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وارزقنا طاعتك، وطاعة رسولك، ووفقنا للاعتصام بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]