خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16275 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1821 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 122 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27235 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نزيف الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 03:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين

خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين

محمد بن علي بن جميل المطري



قال الله تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}} [الحجرات: 12].
قال ابن عاشور في تفسير هذه الآية: ما نجمت العقائد الضالة والمذاهب الباطلة إلا من الظنون الكاذبة! التحرير والتنوير (26/ 251).
وقال السعدي مبينا معنى الظن الذي قد يأثم به الإنسان: كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضا إساءة الظن بالمسلم، وبغضه، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه. تفسير السعدي (ص: 801).
وقال ابن عاشور ناصحا من يظنون الظنون السيئة: ليقدر الظان أن ظنه كاذب ثم لينظر بعد في عمله الذي بناه عليه، فيجده قد عامَلَ به من لا يستحق تلك المعاملة من اتهامه بالباطل؛ فيأثم مما طوى عليه قلبه لأخيه المسلم، وقد قال العلماء: إن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز ... وإن كان اعتقادا في أحوال الناس فقد خسر الانتفاع بمن ظنه ضارا، أو الاهتداء بمن ظنه ضالا، أو تحصيل العلم ممن ظنه جاهلا ونحو ذلك. التحرير والتنوير (26/ 251، 252).
فالواجب على المسلم أن يعرف قدر العلماء، فقد رفع الله منزلتهم في القرآن، وعلى المسلم أن يسأل المتخصصين في كل علم عمَّا يُشكل عليه، كما قال تعالى: { {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}} [النحل: 43].
وإن من الضلال المبين أن يحتقر غير المتخصص أهل العلم المتخصصين، ويظن نفسه أعلم منهم أجمعين، كالذين يطعنون في كتب السنة النبوية، ويتطاولون على أئمة الحديث كالبخاري وغيره من علماء الأمة، فنُذكِّر من كان فيه خير منهم بقوله تعالى: {{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}} [الأنعام: 148]، ونحذرهم أن يكونوا ممن ذمهم الله بقوله: {{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} } [النجم: 23].
وننصحهم بما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث))» [رواه البخاري (6064) ومسلم (2563)] .
ونقول لهم: هَبْ أن البخاري الذي تطعنون فيه فاسق، ألم يأمركم الله بالتبين من خبر الفاسق في قوله تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}} [الحجرات: 6]؟!
فالله لم يأمرنا برد خبر الفاسق قبل التبين، بل أمرنا بالتأكد والتحري من صحة خبره، فإن ظهر لنا بعد التثبت والبحث أن خبره كاذب فلنرده على علم، أما المسارعة بالتكذيب فهذا من صفات الكافرين والمنافقين، قال الله تعالى: {{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}} [يونس: 39]، وقال سبحانه عن المنافقين: { {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ}} [البقرة: 10] بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال المكسورة كما في قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب، وقال عز وجل {: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ}} [الزمر: 32].
فاحذر يا مسلم أن تكون من أظلم الناس بتكذيب حديث صحيح!
فننصح الطاعن في صحيح البخاري بالتبين كما أمره الله، ونقول ناصحين له: إنك لو بحثت في أحاديث صحيح البخاري لوجدت أنه قد رواها غير البخاري، ممن كانوا قبله أو معاصرين له أو جاءوا بعده، فلا معنى لتكذيبك خبره، فتبين بارك الله فيك حتى لا تصيب قوما من العلماء بجهالتك، فتندم يوم القيامة.
وندعو كل الطاعنين في كتب السنة النبوية، المحتقرين لعلماء الأمة، إلى التوبة من مخالفة كتاب فيما أمر من التبين، وفيما نهى عن ظن السوء، ومن ذلك الظن السيء بعلماء الأمة الراسخين الذين نقلوا لنا العلم النافع، فإلى متى لا نتدبر كتاب الله ولا نعمل به؟!
لو تدبرت القرآن فإنه يهديك للتي هي أقوم، ومن ذلك أنه يهديك إلى تعظيم علماء الدين، وسؤال أهل العلم الراسخين، ويرشدك إلى التبين من الأخبار، وعدم المسارعة إلى إنكارها بلا برهان، ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]