|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة المسجد النبوي .. نصائح ووصايا في بداية العام الدراسي
ألقاها الشيخ د.عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان كانت خطبة المسجد النبوي بتاريخ 21 صفر 1447 هـ الموافق 15 أغسطس 2025 م بعنوان (نصائح ووصايا في بداية العام الدراسي)، ألقاها إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ/د.عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان -حفظه الله-، وقد تناول في بداية خطبته الوصية الربانية بتقوى الله -عز وجل- ومراقبته -سبحانه- قائلا أوصيكم بتقوى الله -عز وجل-؛ فإنَّها خير زاد، وبطاعته فهي خير مطلب ومراد؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الْحَشْرِ: 18)... ثم شرع في خطبته.. عود أحمد إلى ميادين العلم نتهيَّأ لاستقبال العام الدراسيّ الجديد؛ لنعود -والعَوْدُ أَحمَدُ- إلى رحاب العلم، إلى طلب العلم وتحصيله، إلى القاعات والحلقات الدراسيَّة، والمنصَّات العِلميَّة، إلى اغتنام الأوقات ورفع الدرجات، إلى رياض الجنات، فاستقبلوا السنة الدراسيَّة أيها الطلاب بالجد وإخلاص النيَّة، والعزم والهمم العالية، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، والنجاح إنما يكون بعد توفيق الله بالبذل والعمل. ومَنْ رامَ العُلا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ أضاعَ العمرَ في طلبِ المُحالِ العلم شرف الإنسان واستخلافه العلمُ صفةُ كمالٍ للهِ -تعالى-، وهو بكل شيء عليم، علمه أحاط بكل شيء، يعلم ما كان وما لم يكن، وسع كل شيء رحمة وعلمًا؛ {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّمَاوَاتِ وَلَا في الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا في كِتَابٍ مُبِينٍ}(سَبَأٍ: 3). وهو -سبحانه- الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم، ومنحه وسائل بها يتعلم، فمنحه عقلًا به يفكر ويدرك ويفهم، وسمعًا وبصرا ولسانا به ينطق ويتكلم، وعلمه بالقلم، قال -تعالى-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}(الْعَلَقِ)، وكرمه وفضله وشرفه واستخلفه في الأرض بالعلم؛ فعلم آدم الأسماء، وسخر له ما بين السماء والأرض من الأشياء، قال -سبحانه-: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}(الْبَقَرَةِ33). رفعة في الدنيا ونجاة في الآخرة العلمُ أعظمُ النعمِ؛ به تسمو وتنتصر الأمم، وهو أفضل الطاعات، وأزكى القربات، ولقد حثَّ القرآنُ على التعليم، وأمَر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بطلب الزيادة منه فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(طه: 114)، قال ابن حجر -رحمه الله-: «وهذا واضح الدلالة في فضل العلم؛ لأن الله -تعالى- لم يأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم - بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم، ولقد أشاد الله بمنزلة العلماء؛ فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}(فَاطِرٍ: 28)، وقرنهم الله -تعالى- بنفسه وملائكته في الشهادة بوحدانيته -تعالى- فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آلِ عِمْرَانَ: 18)، ونوه بقدرهم فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}(الزُّمَرِ: 9)، وأمر بالرجوع إليهم فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(النَّحْلِ: 43)، وحث عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من يرد الله به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»، وقال: «وَمَنْ سَلَكَ طريقًا يلتمِسُ فيه علمًا سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنة». العلم هو الاستثمار الذي لا يخسر لقد كان سلفُنا فيما مضى يكابدون الحرمان والغربة عن الأوطان، ويتجشمون كل مشقَّة وصعب، ويصبرون على اللأواء والنصب، والقسوة وضيق العيش والتعب، في سبيل تحصيل العلم، قال -تعالى-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}(التَّوْبَةِ: 122)؛ فخذوا -أيها الطلاب- للعِلْم من أوقاتكم نصيبًا مفروضًا، واجعلوا للعِلْم وقتًا محفوظًا؛ فهو زادكم في الدنيا، ورفعتكم في الآخرة، لا تؤجلوا ما ينفعكم، ولا تستهينوا بساعات التحصيل، فالوقت يمضي، والعمر يذهب، وما مضى لن يعود. العلم نور لا ينطفئ وثمرة لا تخيب مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرًا يفقهه في الدين، وخياركم في الجاهليَّة خياركم في الإسلام إذا فقهوا، والعلماء ورثة الأنبياء، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة.
المعلمون قدوة والتعليم أمانة ورسالة أيها المربون والمربيات، أيها المعلمون والمعلِّمات: تعلَّمُوا العلمَ وعلموه، واعملوا به وابذلوه؛ فأنتم مسؤولون أمام الله عن تعليم وتربية طلابكم؛ فاجتهدوا في واجبكم، وابذلوا النصح والتوجيه لأبنائكم الطلاب، وكونوا قدوة صالحة في أقوالكم وأفعالكم، واعلموا أن التعليم أمانة عظيمة، ورسالة جليلة، فأنتم القدوة التي يُحتَذى بها، والكلمة التي تغرس في العقول والقلوب، فاصدقوا الله في نيتكم، وأخلصوا في أداء رسالتكم، وكونوا عونًا لطلابكم على الخير؛ فإن الكلمة الطيبة والتعليم الصادق قد يغيران حياة إنسان بأكملها، بل ويحييان أمة بأسرها. الآباء شركاء في صناعة مستقبل الأبناء أيها الآباء والأمهات: تفقَّدُوا وراقِبوا وتابِعوا تعليمَ أبنائكم وتحصيلَهم، وساعِدُوا المدرِّسينَ والمربينَ في تعليمهم وإرشادهم، وَفِّرُوا لهم الظروفَ المناسِبةَ، والأدواتِ اللازمةَ قدرَ الإمكانِ؛ لعلَّ اللهَ أن يرزقكم بذلك ولدًا صالحًا، ويرزقهم علمًا نافعًا، فإن ذلك من أعظم القربات، وأجل الطاعات، ومن الباقيات الصالحات، والصدقة الجارية بعد الممات، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (أخرجه مسلم)؛ فاحرصوا على تعليم وتربية أبنائكم وبناتكم، وسَاعِدُوا الجهاتِ التعليميَّة بما فيه صلاح لهم، وبناء لمجتمعهم؛ فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، خذوا بأسباب صلاحهم بتعليمهم وتربيتهم، وملء أوقات فراغهم بالمفيد، وحثهم على الخير والطاعات، لعلكم ترحمون بدعائهم وهدايتهم، فلا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا. نسأل الله -عز وجل- أن يجعل هذا العام الدراسيّ عام خير وأمل، وتحصيل وبركة وعمل، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، إنه سميع الدعاء. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |