رعاية الله تعالى للخليل عليه السلام وكفايته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 483 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5079 - عددالزوار : 2319157 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4665 - عددالزوار : 1603745 )           »          الوقفات الإيمانية مع الأسماء والصفات الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 170 )           »          مناقشة شبهات التكفيريين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          تكنولوجيا النانو ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 553 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 5474 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 2911 )           »          نور الفطرة ونار الشهوة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 133 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 42607 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,223
الدولة : Egypt
افتراضي رعاية الله تعالى للخليل عليه السلام وكفايته

رعاية الله تعالى للخليل عليه السلام وكفايته

د. أحمد خضر حسنين الحسن

في هذا المطلب سنذكُر العطاء الإلهي لكل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسيدنا الخليل عليه السلام في مقامي الكفاية والرعاية، فيما يتعلق بالرزق والتربية والترقية وإعلاء المقامات، ونبدأ بما ورد في حقِّ الخليل عليه السلام، مُستمدين من الله تعالى لطفه وبه مستعينين.

ورد ذلك في آيات؛ منها:
1- يقول الله تعالى حاكيًا قول الخليل عليه السلام: ﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾ [الشعراء: 79].

وقبل ذكر تفسيرها أقول: نبَّه أحدُ مشايخنا إلى كلمة (يُطعمني)، وهذا أدق من الرزق؛ لأن الإنسان قد يرزُق ما لا يُطعمه، ولهذا لما تسمع (يطعمني)، يأتي في خيالك الأم حين تضع الطعام في فمه، فكأن الخليل عليه السلام يستشعر عناية الله تعالى به كلما تناول طعامًا، وأن إدخال الطعام في الفم والتلذذ بمضغه، وما تبِع ذلك من انتفاع البدن به، إنما هو عناية ربانية، والله أعلم.

وقال القرطبي رحمه الله تعالى: (قلت: وتجوز بعض أهل الإشارات في غوامض المعاني، فعدل عن ظاهر ما ذكرناه إلى ما تدفَعه بداءةُ العقول من أنه ليس المراد من إبراهيم، فقال: والذي هو يطعمني ويسقين؛ أي يطعمني لذة الإيمان، ويسقيني حلاوة القبول).


وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى:
وقد دخل فيه كلُّ ما يتصل بمنافع الرزق؛ وذلك لأنه سبحانه إذا خلق له الطعام وملكه، فلو لم يكن معه ما يتمكَّن به من أكله والاغتذاء به - نحو: الشهوة والقوة والتمييز - لم تكمل هذه النعمة، وذكر الطعام والشراب، ونبَّه بذكرهما على ما عداهما.

2- قوله تعالى:قوله: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]؛ قال الفخر الرازيرحمه الله تعالى: قوله: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ ، وفيه سؤال وهو أنه لم قال: ﴿ مَرِضْتُ دون أمرضني؟ وجوابه من وجوه:
الأول: أن كثيرًا من أسباب المرض يَحدث بتفريط من الإنسان في مطاعمه ومشاربه، وغير ذلك، ومن ثم قالت الحكماء: لو قيل لأكثر الموتى: ما سبب آجالكم؟ لقالوا التُّخَم.

الثاني: أن المرض إنما يحدث باستيلاء بعض الأخلاط على بعض، وذلك الاستيلاء إنما يحصل بسبب ما بينها من التنافر الطبيعي، أما الصحة فهي إنما تحصل عند بقاء الأخلاط على اعتدالها، وبقاؤها على اعتدالها إنما يكون بسبب قاهر يَقهَرها على الاجتماع، وعودها إلى الصحة إنما يكون أيضًا بسبب قاهر يَقهَرها على العود إلى الاجتماع والاعتدال، بعد أن كانت بطابعها مشتاقة إلى التفرق والنزاع، فلهذا السبب أضاف الشفاء إليه سبحانه وتعالى، وما أضاف المرض إليه.

وثالثها: وهو أن الشفاء محبوب، وهو من أصول النعم، وكان مقصود إبراهيم عليه السلام تعديد النعم، ولَما لم يكن المرض من النعم لا جرَم لم يُضفه إليه تعالى، فإن نقضته بالإماتة، فجوابه: أن الموت ليس بضررٍ؛ لأن شرط كونه ضررًا وقوعُ الإحساس به، وحال حصول الموت لا يقع الإحساس به، إنما الضرر في مقدماته، وذلك هو عين المرض، وأيضًا فلأنك قد عرَفت أن الأرواح إذا كملت في العلوم والأخلاق، كان بقاؤها في هذه الأجساد عين الضرر، وخلاصتها عنها عين السعادة بخلاف المرض.

قال القرطبي رحمه الله تعالى:فإن قيل: فهذه صفة لجميع الخلق، فكيف جعلها إبراهيم دليلًا على هدايته ولم يَهتد بها غيره؟ قيل: إنما ذكرها احتجاجًا على وجوب الطاعة; لأن من أنعم وجب أن يطاع ولا يُعصى؛ ليلتزم غيره من الطاعة ما قد التزمها، وهذا إلزام صحيحٌ.

3- قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾ [الشعراء: 81]؛ قال ابن عاشور رحمه الله تعالى:
قوله: ﴿ وَالذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾: فلم يأت فيه بما يقتضي الحصر؛ لأنهم لم يكونوا يزعمون أن الأصنام تُميت، بل عمل الأصنام قاصرٌ على الإعانة أو الإعاقة في أعمال الناس في حياتهم؛ فأما الموت فهو من فعل الدهر والطبيعة إن كانوا دهريين، وإن كانوا يعلمون أن الخلق والإحياء والإماتة ليست من شؤون الأصنام، وأنها من فعل الله تعالى كما يعتقد المشركون من العرب فظاهرٌ.

وقال الآلوسي رحمه الله تعالى:وقال بعض الأَجِلَّة بعد التعليل بحسن الأدب في وجه إسناد الإماتة إليه تعالى: (إنها حيث كانت معظم خصائصه - عز وجل - كالإحياء بدءًا وإعادة، وقد نِيطت أمور الآخرة جميعًا بها، وبما بعدها من البعث، نظَمهما في سمط واحد في قوله: ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِعلى أن الموت لكونه ذريعة إلى نيله عليه السلام للحياة الأبدية - بمعزل من أن يكون غير مطبوع عنده - عليه السلام)؛ انتهى.

وأَولى من هذه العلاوة ما قيل: إن الموت لأهل الكمال وصلة إلى نيل المحاب الأبدية التي يستحقر دونها الحياة الدنيوية، وفيه تخليص العاصي من اكتساب المعاصي، ثم إن حمل المرض، و(ثم) في قوله: ﴿ ثُمَّ يُحْيِينِ للتراخي الزماني؛ لأن المراد بالإحياء الإحياء للبعث، وهو متراخٍ عن الإماتة في الزمان في نفس الأمر، وإن كان كلُّ آتٍ قريبًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]