الخمر.. آفة المجتمعات اليوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 549 - عددالزوار : 74487 )           »          حكم الزكاة لمن اشترى أرضاً ولم ينو بيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          صيام الأيام البيض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          هل الاستغراق في النوم ينقض الوضوء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الفرق بين الرياح والريح والسُّنة فيهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2057 )           »          اهتمام الإسلام بالعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 48218 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 52365 )           »          عُزلة الـ «تكست نِك» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-03-2020, 02:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,604
الدولة : Egypt
افتراضي الخمر.. آفة المجتمعات اليوم

الخمر.. آفة المجتمعات اليوم



الشيخ محمد جمعة الحلبوسي





نقف اليوم مع داء خطير، مُفْسِدٍ للفرد والمجتمع، مع آفةِ المجتمعات اليوم، وأصْلِ الشرور والمصائب، هذه الآفة تُوقع العداوةَ والبغضاءَ بين الناس، وتصُدُّ عن ذكر الله وعن الصلاة، تدعو إلى الزِّنا، تُذهب الغيرة وتُورِث الخِزْي والندامة والفضيحة.

فكم فرَّقت هذه الآفةُ بين رجل وزوجته! وكم شتَّتَت من أُسَر، وهتكتْ مِن أعراض، وجرَّأت على السرقة والقتل، وأوْدَت بأصحابها إلى الانتحار!

إنها الخمر.. أُمُّ الخبائث، التي ما انتشرت في مجتمع من المجتمعات فسكَتوا عن إنكارها على مَرِّ التاريخ، إلاَّ وكُتب لذلك المجتمعِ الانهيارُ والدمار.

ولنسمع إلى كتاب الله - تعالى - وهو يحدِّثنا عن أضرار هذه الآفة فيقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90 - 91].

هل تَدري ماذا فعل أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما سَمعوا هذه الآية؟ هل قالوا: دعونا نتأكد مِن تحريمها؟ هل قالوا: دعونا نشْرَبها هذا اليوم ثم نتوب إلى الله؟ أو على الأقل: هل احتفظوا بها؛ لعلهم يستفيدون منها بشيء؟

فهذا سيدنا أنس - رضي الله عنه - يقول: "ما كان لأهل المدينة شرابٌ حيث حُرِّمت الخمر - أعجَبَ إليهم مِن التَّمر والبُسْر؛ فإني لأَسقي أصحاب رسول الله وهم عند أبي طلحة، مَرَّ رجلٌ فقال: إن الخمر قد حرِّمت - فما قالوا: متى؟ أو حتى ننظر - قالوا: يا أنس، أهرقها"؛ أخرجه البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح.

هكذا يكون الامتثال، بل إن مِن الصحابة مَن كان ينتظر تحريم الخمر على أحَرَّ مِن الجمر؛ لأنه كان يعلم أثَرَها على سلوك الإنسان وعلى صلاته وعبادته.

فهذا فاروقُ الأمَّةِ عمر بن الخطاب، كان يقول قبل نزول تحريم الخمر: "اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا" فنَزلت الآية التي في البقرة، فدُعي عمر فقُرئت عليه، فقال عمر: "اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شافيًا" فنَزلت الآية التي في النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43] فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام الصلاة نادى: لا تقْرَبوا الصلاة وأنتم سكارى.

فدُعي عمر فقرئت عليه، فقال: "اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شافيًا" فنَزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلمَّا بلغ: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91] قال عمر - رضي الله عنه -: "انتهينا، انتهينا"؛ رواه النَّسائي.

هذه الكلمة العظيمة: "انتَهينا انتهينا" قالها عمر، وقالها صحابة رسول الله حينما سمعوا قوله - تعالى -: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]، قالوها صادقين ممتثلين لأمر الله - عزَّ وجلَّ .

فمتى - يا مسلمون - نقول هذه الكلمة صادقين؟! متى نقول: انتهينا عن الكذب، انتهينا عن الزنا، انتهينا عن الرِّبا، انتهينا عن الخمر؟! متى نقول: "انتهَينا انتهينا" امتثالاً لأمر الله - تعالى -؟!

ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة؛ العاقُّ لوالديه، ومُدْمِن الخمر، والمنَّان بما أَعطى))؛ صحيح ابن حِبَّان، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الخمر أمُّ الخبائث، فمَن شربَها لم تُقبَل منه صلاتُه أربعين يومًا، فإن مات وهي في بطنه مات مِيتةً جاهليَّةً))؛ رواه الطبراني.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اجتنبوا الخمر، فإنها مفتاح كل شَر))؛ أخرجه الحاكم، وهو حديث حسَنٌ لغيره، صحيح الترغيب والترهيب (2/601).

وقد ثبت لدى الناس اليومَ مِصداقيَّةُ هذا الحديث، فكم مِن الناس اليوم مَن إذا شرب الخمر، قام يتخَبَّط في بيته كالمجنون والمعتوه، يَضرب هذا، ويكسر ذاك، ويهدِّد أخرى، ولو صوَّروه وهو على تلك الحال، ثم رأى نفسه بعد أن يفيق، فإني أَجزم أنه لو رأى نفسه البَهِيميَّةَ على تلك الحال المزْرِية، حتمًا ولا بد أنه سيتوب إلى الله، ويندم أشدَّ الندم.

وهذا سيدنا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في ذات يوم سُئل: هل شربْتَ الخمر في الجاهلية؟ قال: أعوذ بالله! فقيل له: ولِمَ؟ قال: كنتُ أَصُون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن مَن شرب الخمر كان مُضيعًا في عرضه ومروءته، وصدق - رضي الله عنه - فكم هي الأعراض التي انتُهكت وبِيعَت بسبب شَربة خمر!

يقول سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: "كان رجلٌ فيمن كان قبلَكم متعبِّدًا زاهدًا، فأحبَّتْه امرأةٌ بغِيٌّ، فأرسلَتْ إليه جاريةً لها تدعوه للشهادة، فجاء العابد الزاهد الراهب إلى البيت، ودَخل معها، فكانت كلما دخل بابًا أغلقتْه دونه حتى وصل إلى امرأة وَضِيئة (أي: حسناء جميلة) جالسة، عندها غلامٌ وإناءُ خمر، فقالت له: ما دعوناك لشهادة، وإنما دعوناك لإحدى ثلاث: إما أن تزْنِي - أي: بها - وإما أن تشرب الخمر، وإما أن تقتل الغلام".

ففكَّر هذا الراهب الجاهل، وظنَّ أن الخمر أقلُّ هذه الثلاثة جُرمًا، فقال لها: أشربُ الخمر، فشرب، فقال: اسقيني، فشرب حتى عملت الخمر فيه، فقام وقتل الغلام، وزنى بالمرأة، فقال عثمان - رضي الله عنه -: "فاجتنبوا الخمر؛ فإنها أم الخبائث، وإنها لا تجتمع هي والإيمان في قلب واحد، إذا جاء أحدهما طرَدَ الآخر".

نعم والله، إنها أم الخبائث، إنها مفتاح كل شر.. كَمْ كان شُرْب الخمر سببًا لزِنَا الأخ بأخته، ووقوع الأب على ابنته! والعياذ بالله، كم كان سببًا لضياع كثير من الشباب، وتفكُّكِ كثير من العائلات!

فحريٌّ بالمسلم أنْ يحْذَر مِن هذه المعصية التي جعلها الله - تعالى - مِن أكبر الكبائر.

ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله الخمرَ، وشاربَها، وساقيَها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وحاملها، والمحمولة إليه))؛ رواه أبو داود.

تدبَّرْ معي أخي المسلم في هذا الحديث جيدًا.. زوجة لا تشرب الخمر، ولكنها تقدِّم لزوجها الخمر، فهي ملعونة.
موظَّفٌ لا يشرب الخمر، ولكنه يقدِّم الخمر إلى الزبائن، فهو ملعون.
شخص لا يشرب الخمر، ولكنه يبيع الخمر، هو ملعون.
شخص لا يشرب الخمر، ولكنه يحملها في سيارته مِن مكان إلى آخر، هو ملعون.

مَن اقترب من الخمر ملعون، ومطرود مِن رحمة الله.

اسمع إلى هذه القصة العجيبة: عن الفضيل بن عياض - رحمه الله - أنه حضر عند تلميذ له حضَرَه الموتُ، فجعل يلقِّنه الشهادة، ولسانه لا ينطق بها، فكرَّرها عليه، فقال: لا أقولها وأنا بريء منها، ثم مات.

فخرج الفُضَيل مِن عنده وهو يَبكي، ثم رآه بعد مدةٍ في مَنامه وهو يُسحب به في النار، فقال له: يا مسكين، بم نُزِعَت منك المعرفة؟ فقال: يا أستاذ، كان بي علةٌ، فأتيتُ بعض الأطباء، فقال لي: تشرب في كل سنَةٍ قَدحًا مِن الخمر، وإن لم تفعل تبْقَ بك علَّتُك، فكنتُ أشربها في كل سنة لأجل التداوي!

فهذه حال مَن شربها للتداوي، فكيف حال من يشربها لغير ذلك؟!


فيا أيها الأب والأخ والمدرس والأم والقريب:
أحسنوا الرعاية على أولادكم - ذُكُورِهم وإناثِهم - وجنِّبوهم جلساءَ السوء، وامنعوهم من أماكن الفساد، واحذروا عليهم مِن السهر مع رُفقة السوء، وامنعوهم من الدخَان؛ فإنه بداية المخدِّرات والمسْكِرات.

والطفل - الذي هو في مقتبل الحياة - لا يعرف خيرًا ولا يعرف شرًّا؛ إلا أن وليَّه والمسؤول عنه هو الذي يجب عليه أن يجنِّبه كلَّ ضار، وأن يرشده إلى كل نافع وخير.

ويا أيها المسؤولون في هذه المدينة:
أنتم على ثغور كبيرة؛ فإياكم أن يدخل الشَّرُّ والدمار على مدينتك ومجتَمَعِك مِن المنافذ التي وُضعتَم فيها؛ فإنها أمانة وستحاسَبون عليها أمام الله - تعالى - إن قصَّرتم فيها.

أيها المسؤولون، سترجعون إلى الله وستقفون بين يدي الله، والله سائِلُكم يوم القيامة عما استرعاكم ((..فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِه))؛ البخاري.

وتذكَّروا يا مَن تسمحون بدخول الخمر إلى مدينتكم: لو شرب إنسانٌ الخمر فغاب عقلُه، وسرق وزنا وقتل، فهو مجرم، ولكنْ قد اشترك معه في الجريمة الذي سَمح للخمور أن تدخل، واشترك معه في الجريمة الذي باع له الخمر، والذي فتح الخمر، واشترك معه في الجريمة الذي وقَّع ووافَق على بيع الخمر، واشترك معه في الجريمة الذي صنع الخمر، وفتَح مصنع الخمر، وكلُّ مَن اقترب من الخمر وساهم فيها اشترك في هذه الجريمة.

وأنت أيها الجالب للخمر، وأنت يا من تبيع الخمر: كيف تطيب نفسُك بأن تدمِّر نفسَك ومجتمعك، وأن تسعى للإفساد والفساد في الأرض، وأن تكون من الذين يسعون في الأرض فسادًا؟! أينفعك مالك؟! أتنفعك دنياك؟! أينفعك شيءٌ اكتسبتَه مِن هذا الطريق حرامٌ؟!

اتَّق الله في نفسك، وارجع إلى الله - عزَّ وجلَّ - وكن داعيًا إلى الخير، ولا تكن سببًا في الشر وداعيًا إلى الشر.

ويا أيها المجتمع، كن متعاونًا على فعل الخيرات ومحاربة المنكرات؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

وأختم كلامي بهذه القصة، قال بعضُ الصالحين: "مات لي ولد صغير، فلما دفنتُه رأيته بعد موته في المنام وقد شابَ رأسُه، فقلت: يا ولدي، دفنتك وأنت صغير، فما الذي شيَّبك؟ فقال: يا أبتِ، دُفن إلى جانبي رجل ممن كان يشرب الخمر في الدنيا، فزفَرَتْ جهنمُ لقدومه زفْرةً لم يبق منها طفل إلا شاب رأسه؛ مِن شدة زفرتها".

نعوذ بالله منها، ونسأل الله العفْوَ والعافية مما يوجِب العذاب في الآخرة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم.

ملاحظة: القصص الموجودة هي من كتاب الزواجر للهيتمي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.63 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]