المرأة في أوروبا القديمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الْفُتْيَا مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التزهيد في أصول الفقه!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 15912 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 216 - عددالزوار : 68298 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 12870 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          العقيدة اليهودية والسيطرة على العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حاجتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 26798 )           »          وهو يتولى الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-05-2024, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,007
الدولة : Egypt
افتراضي المرأة في أوروبا القديمة

المرأة في أوروبا القديمة

وأتكلم الآن عن عصر النصرانية في أوروبا ، والتي أرادت أن تتدارك الفوضى الخلقية في عالم الغرب بالعلاج الناجع والبلسم الشافي ، ومما لا ريب فيه أنها أدت خدمات جليلة في أول أمرها ، فقد سدَّتْ السبل في وجه الفحشاء ، وقضت على العري في كل ناحية من نواحي الحياة ، وسلكت كل سبيل لاستئصال شأفة الدعارة وقطع دابرها ، وجعلت المومسات والراقصات والمغنيات يَتُبْنَ ويرتدعن عن غيِّهِنَّ ومكاسبهن الفاسدة ، وجهدت جهدها لتنشئة القوم على الأخلاق الزكية ، والآداب السامية .
إلا أن الفكرة التي كان يحملها رجال الدين المسيحيون عن العلاقة بين الرجل والمرأة كانت قد جاوزت حدَّ التطرف في جانب ، وكانت حرباً على الفطرة في جانب آخر .
فنظريتهم الأولى والأساسية أن المرأة ينبوع المعاصي وأصل الخطيئة والفجور ، وهي للرجل باب من أبواب جهنم ، من حيث هي مصدر تحريكه وحمله على الآثام ، ومنها انبجست عيون المصائب الإنسانية جمعاء ، وينبغي أن تستحيي من حسنها وجمالها ، لأنه سلاح إبليس الذي لا يوازيه سلاح من أسلحته المتنوعة ، وعليها أن تُكَفِّرَ ولا تنقطع عن أداء الكفارة أبداً ، لأنها هي التي أتت بما أتت به من الرُّزء والشقاء للأرض وأهلها ، وإليك ما قاله " ترتوليان " ( Tertullion ) أحد أقطاب المسيحية الأُوَل وأئمتها مبيناً نظرية المسيحية في المرأة([1]
" إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، وإنها دافعة بالمرء إلى الشجرة الممنوعة ، ناقضة لقانون الله ، ومشوِّهة لصورة الله ـ أي الرجل ـ " .
ويقول كرائي سوستام ( Chry Sostem) ـ والذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية ـ في شأن المرأة([2] : )
" وهي شرٌّ لا بدَّ منه ، ووسوسةٌ جِبِلِّيَّةٌ ، وآفةٌ مرغوب فيها ، وخطر على الأسرة والبيت ، ومحبوبة فتَّاكة ، ورُزْءٌ مطلي مموه " .
أما نظريتهم الثانية في باب النساء فخلاصتها أن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة هي نجس في نفسها ، يجب أن تجتنب ، ولو كانت عن طريق نكاح وعقد رسمي مشروع ، هذا التصور " الرهبني " للأخلاق الذي كانت جذوره تكاد تتأصل في أوربة من قبل بتأثير الفلسفة الاستشراقية ، جاءت المسيحية فزادته شدَّةً وبلغت به منتهاه ، وبذلك أصبحت حياة العزوبة مقياساً لسمو الأخلاق وعلو شأنها ، كما صارت الحياة العائلية عَلَمَاً على انحطاط الأخلاق ومهانة الطباع ، وأصبح رجال الدين يعدون العزوبة وتجنب الزواج من أمارات التقوى ، وعلامات الورع ، وسمو الأخلاق ، وأصبح من الواجب على من أراد أن يعيش عيشةً نزيهةً أن لا يتزوج أصلاً ، أو لا يعاشر امرأته معاشرة الزوج لزوجته .
كما بالغوا في أن يثبتوا في قلوب الناس الشعور ببشاعة العلاقة الزوجية وتنجسها ، حتى أمست كل قرابة وكل سبب ناتج عن عقد الزواج يُعَدُّ إثماً ، وشيئاً نجساً .
وهاتان النظريتان ما وضعتا من مكانة المرأة وحطَّتا من شأنها في مجال الأخلاق والاجتماع فحسب ، بل كان من مفعولهما القوي ونفوذهما البالغ في القوانين المدنية أن أصبحت الحياة الزوجية مبعث حرج وضيق للرجال وللنساء من جانب ، ومن جانب آخر انحطت منزلة المرأة في المجتمع في كل ناحية من نواحي الحياة ، ومن هنا نرى أن كل ما وضع من قوانين ـ وبتأثير من هذا الواقع المشين والمصادم للفطرة ـ لا يخلو من الخصائص التالية :
1. أصبحت المرأة تحت سلطة الرجل الكاملة من الوجهة الاقتصادية ، وصارت حقوقها في الإرث والملكية محدودةً ، وحرمت من نصيبها حتى في كسب يدها ، بل كان كل ماعندها ولها ملكاً للزوج .
2. الطلاق والخلع لم يكونا مباحين في حال من الأحوال ، فمهما بلغ البغض والتنافر بين الزوجين ، ومهما بلغ الشقاق بينهما في إفساد العشرة عليهما ، وصارت الحياة في البيت قطعةً من العذاب ، كان الدين والقانون يحتمان عليهما دوام العشرة وبقاء حبل الزوجية بينهما متصلاً ، وأقصى ما يمكن فعله عندئذٍ أن يفرق بينهما ، وليس لهما بعد هذا التفريق أن يحاول كل منهما الزواج مرةً أخرى ، وقد أضرَّ هذا بالزوجين المفترقين ضرراً بالغاً ، إذ هما بين نارين :
أ – إما أن يختارا حياة الرهبان والراهبات ، أو :
ب – يتعاطيا العهر والفجور ، ويتساقيا كؤوس الفحشاء طوال أعمارهما الباقية .
3. وكان من أقبح العار أن يتزوج الرجل أو المرأة بعد وفاة أحد الزوجين ، بل هو عندهم من كبائر الإثم ، بل كانوا يعبرون عن الزواج الثاني بكلمة : " الزنى المهذب " .
4. أما رجال الكنيسة فلم يكن النكاح مباحاً لهم في قانون الكنيسة ، وكذلك القانون العام ما كان يبيح لهم ذلك في بعض الأقطار ([3] .)
ويقول الأستاذ العلامة أبو الحسن الندوي([4] نقلاً عن Mr. Lecky : )
وكانوا ـ أي الرهبان ـ يفرون من ظل النساء ، ويتأثَّمون من قربهنَّ والاجتماع بهن ، وكانوا يعتقدون أن مصادفتهن في الطريق والتحدث إليهن ولو كن أمهات أو شقيقات ، تحبط أعمالهم وجهودهم الروحية ، وروى Mr. Lecky من هذه المضحكات المبكيات شيئاً كثيراً .



[1] - الحجاب لأبي الأعلى المودودي رحمه الله تعالى ، ص : 25 .

[2] - المرجع السابق .

[3] - باختصار من كتاب الحجاب للمودودي ، ص : 28 .

[4] - ماذا خسر العالم ص : 169، نقلاً عن كتاب تاريخ أخلاق أوروبا لمؤلفه : Lecky الجزء السادس .





منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.84 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]