|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تحدي الأخلاق ماجد محمد الوبيران سُئلتُ ذاتَ مرَّة: لِمَ تَكتُب عن الأخلاق والقِيَم بيْن الفينة والأخرى؟ في زمنٍ الناسُ فيه بحاجةٍ إلى الكتابة عن مُشكلاتِهم الحياتيَّة التي تهمُّهم؛ رغبةً منهم في قيام الكاتب بنقْل مشكلاتهم ورغَباتهم عبْر أثير الكلمات، وتردداتِ العبارات، عَلَّها أن تجدَ الجوابَ الكافي، والدواءَ الشافي. وهذه -بلا شكٍّ- رسالة مهمَّة مِن رسائلِ الكتابة، فالكاتبُ يُمثِّل شريحةً كبيرةً من أبناء مجتمعه وبناته، يُمثِّلها بصدقٍ حين يُحسُّ بمعاناتها ومشكلاتها، وإنْ كانت أرْقَى المجتمعات وأفضلها في دُولِ العالَم لا تَخلو مِن المشكلات والنواقِص، وتلك طبيعةُ البشر التي لن تتبدَّل، ولن تتحوَّل! ورغباتُ الإنسان وطموحاتُه حقٌّ مَشروع له، وخاصَّة في مجتمع كمجتمعِنا يَجعل المواطن هَمَّه ساعيًا بإذنِ الله إلى راحتِه وسعادتِه في جوٍّ إيماني يتفرَّد به، هذا الوطنُ العزيزُ مما هيَّأ له وضعًا أمنيًّا مُستقرًّا يُشعِر الإنسانَ بالاستقرار؛ مِن أجْل أن يفكِّر في العطاء والإنماء. لكنَّني سأعود إلى ذلك السؤالِ الكبير. فالكتابةُ عنِ الأخلاق والقِيَم كتابةٌ لها رونقُها الجميل، وهدفُها النبيل؛ فهي كالبلسم للجروح، وسيبقَى الإنسانُ بحاجةٍ إلى التمسُّك بالأخلاقِ والقِيَم، والحديث عنها في زمَن المدنيَّةِ والماديات، وانشغال الناسِ بدواعي الرِّزق، والجَرْي خلْفَ أسبابه، وكثرة ارتباطاتهم وأعمالهم، لنتذكَّر عظمةَ هذا الدِّين ورقِّيَه، فالدينُ هو موطنُ الراحة والاطمئنان، وهو الحاثُّ على التَّمَسُّك بالأخلاق والقِيَم والإسلام، كما يقول المفكِّر عبدالكريم بكَّار: "مجموعة قِيَم، والقِيَم لا تُفرَض، ولكنَّها تجذب الناسَ إليها مِن خِلال تجسُّدها في سلوكِ الأخيار ومواقفِهم"؛ ولذا فالمسلمُ أوْلَى الناس بها، والمواطِن في هذه البلاد مُطالَبٌ بحقِّ بالتمسُّك بالأخلاق الحسَنة، فهو في وطنٍ هو وجهةُ العالَم الإسلامي ومهوَى أفئدته. والإنسانُ متى ما تمسَّك بالخُلُق الحسَن، والقِيمة السامية، وحوَّلها إلى سلوكٍ واقعي يفْعَله، ويحرِص على التحلِّي به حتى وإنْ تخلَّى عنه أحيانًا في ظرْف ما، أو تحتَ وقعِ ضغطٍ ما، إلا أنَّه سرعان ما يعود إليه؛ طلبًا لراحة الضمير، ورغبةً في فِعل الأمر الصحيح؛ ليشعرَ بإنسانيته التي تجعلُه يتعامل مع الناس في جوٍّ مِن الألفة والود، ولا يتباهى عليهم بنفْس خاوية، ورُوح خالية لا تحمل بين جنباتها إلا الرداءةَ والضَّعْف والجهل! إنَّ الإنسان الخلوق إنسانٌ محبٌّ للخير، مبتعِدٌ عن الشر، وهذا دَور مهم من أدوار الإنسان في هذه الحياة، وفي هذا الكوكبِ الذي يحتاج منَّا أن نُعمِّره بالحبِّ لا بالكُره، وبالسَّلام لا بالدمار. فيا أيَّها الإنسانُ، اعمل لآخرتِك، ولا تنسَ دَورَك في هذه الدنيا؛ لتعيشَ حياةً متوازنةً، مريحةً سعيدة - بإذن الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |