|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() احْذَرُوا الْذُنُوبَ وَالْمَعَاصِي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي الحمد لله الذي لا تخفى عليه خافية، استوى في علمه السرُّ والعلانية، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قائمٌ على كلِّ نفسٍ بما كسبت، ولا يظلم ربك أحدًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث رحمةً للعالمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فاتقوا الله أيها الناس؛ فتقوى الله هي النجاة من عقوباته، والفوز بجنَّاته. عباد الله: إنه لا يُنال ما عند الله من الخير إلا بطاعته، ولا شر نازل إلا بمعصيته؛ قال الله - تعالى -: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء: 69 - 70]. والشرُّ والعقوبات في الدنيا والآخرة سببها الذنوب والمعاصي؛ قال الله – تعالى -: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]، وقال - عزَّ وجلَّ -: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123]، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال - عزَّ وجلَّ -: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23]. وقال الربُّ في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمَنْ وجد خيرًا فليحمد الله، ومَنْ وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه))؛ رواه مسلم من حديث أبي ذر – رضي الله عنه. وقد رَغَّبَنَا الله أشدَّ الترغيب في فعل الخيرات وعمل الطاعات؛ فقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133 - 134]. وحذرنا الله – تعالى - من معاصيه؛ فقال - عزَّ وجلَّ -: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]. وأوقفنا الله – تعالى – ورسوله – صلى الله عليه وسلم –على عقوبات الذنوب والمعاصي في الدنيا والآخرة؛ لنبتعد عنها، ولئلا نتهاون بها، ولا نغترَّ بالإمهال، فإن الذنب لا يُنْسى، والديَّان حيٌّ لا يموت، وقصَّ الله – تعالى - علينا في كتابه القصص الحقَّ عن القرون الخالية: كيف نزلت بهم عقوبات الذنوب، وتجرَّعوا كؤوس الخسران والوبال، ولم تنفعهم الجموع والأولاد والأموال؟ قال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ * وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 38 - 40]. عبادَ الله: إن سنَّة الله لا تُحَابي أحدًا؛ قال تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 43]. أيها الناس: لقد شَكَا الكرام الكاتبون إلى الله - عزَّ وجلَّ - عصيان العاصين، وفسق الفاسقين، وبغي الباغين، وضَجَّتِ الأرض إلى ربِّها من الذنوب والمعاصي، وتجرَّأ الكافر على ربِّه، فسُب اللهُ – تعالى - جهرًا، وسُبَّ رسولُه – صلى الله عليه وسلم – وسُبَّ الدِّين، وتمرَّدت البشرية على ربِّها، ولم يبقَ ذنبٌ أهلك الله به الأمم الماضية إلا عُمل به على وجه الأرض، ولم ينجُ من ذلك إلا قلَّةً من المؤمنين؛ قال الله – تعالى -: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 20 - 21]. وإن كل مؤمن بالله لابدَّ أن يُحَذِّر الناس من سوء أعمالهم؛ فقد انعقدت أسباب العقوبات، ونزل بالبشرية الكربات، وأنتم - معشر المسلمين - إذا أوقفتم زحف الفساد في الأرض دفع الله عنكم العقوبات وعن البشرية، وإيقافُ الفساد في الأرض يكون بالاستقامة على دين الإسلام، وترك مجاراة الكفار في تقاليدهم وأعمالهم؛ قال الله – تعالى -: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251]. أيها المسلمون: إن الذنوب والمعاصي شؤمٌ وعار، وشرٌّ ودمار، وخزيٌ ونار، إنها تبدل صاحبها بالعزِّ ذلاًّ، وبالنِّعَم حرمانًا، وبالأمن خوفًا، وبرَغَد العيش جوعًا، وباللباس عُرْيًا، وبالبركات مَحْقًا وذهابًا، وبالغنى للشعوب فقرًا، وبالعفاف فجورًا، وبالحياء استهتارًا، وبالعقل والحلم خفَّةً وطيشًا، وبالاجتماع فُرْقَةً واختلافًا، وبالاستقامة زيغًا وفسادًا، وبالتوادِّ والتَّراحم كراهيةً ونفرةً وبغضًا، وبالخصب شدَّةً وجَدْبًا، وبالجنَّة في الآخرة نارًا، وبالفرح بالطاعة همًّا وغمًّا، وبالحياة الطيبة معيشةً ضنكًا. لما فُتحت قُبْرُصُ تَنَحَّى أبو الدرداء –رضي الله عنه - فقيل له: ما يبكيك - يا أبا الدرداء - في يومٍ أعزَّ الله فيه الإسلام وأذلَّ الكفر؟! فقال: "أبكي من عاقبة الذنوب، هؤلاء أمةٌ كانت قاهرةً ظاهرةً، وضيَّعوا أمر الله؛ فأنتم ترون إلى ما صاروا إليه من الذلِّ والهوان!! ما أهونَ الخلقَ على الله إذا ضيَّعوا أمره!!". والإنسان ليس بمعصومٍ من الذنوب، ولكنَّ الواجب على كلِّ أحدٍ: التوبة إلى الله – تعالى - وألا يصرَّ على معصيةٍ؛ وفي الحديث: ((كلكم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون)). قال الله – تعالى -: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [إبراهيم: 44 - 47]. وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]، وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 98]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، ونفعنا بهَدْي سيِّد المرسلين وقوله القويم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله المعزُّ لمَنْ أطاعه واتَّقاه، والمذلُّ لمَنْ خالف أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا إله سواه، وأشهد أن نبيَّنا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله اصطفاه ربه واجتباه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه. أما بعد: فاتقوا الله حقَّ تقواه، واعملوا بطاعته تفوزوا برضاه. عبادَ الله: يقول ربكم - جلَّ وعلا -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]. واعلموا - أيها المسلمون - أن المعاصي والذنوب حربٌ لله ورسوله، متفاوتةٌ في شرورها وعقوباتها، فبعضها أعظم من بعض، وكلها شرٌّ، صغيرُها وكبيرها، فاحذروها على أنفسكم، واحذروها على أهليكم وعلى مجتمعاتكم، وتَوَقَّوا عقوباتها بالاستقامة والتوبة إلى الله - عزَّ وجلَّ - واتَّعِظوا بما حَلَّ بالعُصاة المفترين في الدنيا، المتَّبعين لخطوات الشيطان، فالسعيد مَنِ اتَّعَظَ بغيره، والشقيُّ مَنْ وُعِظَ به غيرُه. ومن أعظم عقوبات الذنوب الطبعُ على القلوب، والختم عليها، وغفلتها وموتها، وانتكاسها وظلمتها، حتى ترى المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والحسن قبيحا، والقبيح حسنا، وتحب المعصية، وتكره الطاعة، قال الله – تعالى -: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر: 8]. فإذا مات القلب بالمعاصي لا يشعر بالعقوبات، ولا يحس بها؛ لأنه لا يرى العقوبة إلا إذا نزلت في دنياه، وفي الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((الكَيِّسُ مَن دَانَ نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني)). فاحذروا - عبادَ الله - الذنوب، فما خسر الخاسرون إلا بسببها، وما حُرم المحرومون من الخير إلا بأسبابها وعقوباتها، والله برحمته وحكمته يحب من عباده الرجوع إليه، والاستغفار والندم على المعاصي، ويحب دوام الطاعات، وإظهار الفضل إلى رحمته، والاضطرار إلى عفوه. وفي صحيح مسلم، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((والذي نفسي بيده، لو لم تُذْنبوا لذهب الله – تعالى – بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم)). فاطلبوا ما عند الله ربِّكم من الخير بطاعته، والبعد عن معصيته، والصدق في التوبة، واشكروا الله – تعالى - على نِعَمِه الظاهرة والباطنة؛ فإن الله - تبارك وتعالى - قال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]. عبادَ الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى الله عليه بها عشْرًا)). فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأوَّلين والآخرين وإمام المرسلين؛ اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا. اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين المهديين، الذين قضوا بالحقِّ وبه كانوا يعدلون: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهم وارضَ عنَّا بمَنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر أعداءك أعداء الدين، يا رب العالمين. {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]. اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منَّا، أنت المقدَّم وأنت المؤخَّر، لا إله إلا أنت. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلِّها، وأَجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، اللهم وأَعِذْنا من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، يا رب العالمين. اللهم إنا نعوذ بك من سوء القضاء، وشماتة الأعداء، ودَرَك الشقاء، وجَهْدِ البلاء، يا أرحم الراحمين. اللهم فَرِّجْ همَّ المهمومين من المسلمين، اللهم فكَّ أسر المأسورين من المسلمين، يا رب العالمين. اللهم اقضِ الدَّيْن عن المدينين من المسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، يا رب العالمين. اللهم أَعِذْنا وأَعِذْ ذريَّاتنا من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، اللهم وأَعِذْ المسلمين من إبليس وذريته وشياطينه، إنك على كل شيءٍ قدير. اللهم اجعل بلادنا آمنةً مطمئنةً، سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، آمنا في أوطاننا، وأصلح - اللهم - ولاة أمورنا. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحب وترضى، اللهم وفِّقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وأصلح بطانته، وأَعِنْه على أمور الدنيا والدِّين، يا رب العالمين. اللهم وفِّق نائبه لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لما فيه نصرة الإسلام، إنك على كل شيءٍ قدير. اللهم واجعل ولاة أمور المسلمين، عملَهم خيرًا لشعوبهم وأوطانهم، يا أرحم الراحمين. اللهم لا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفة عينٍ. اللهم - يا رب العالمين - أنزل علينا الغيث، إنك أنت الرحمن الرحيم، اللهم أغثنا - يا أرحم الراحمين - اللهم أغثنا يا أكرم الأكرمين. عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 90 - 91]. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولَذِكْر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |