|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر[1] الشيخ عادل يوسف العزازي نلاحظ أن المفاضلة المقصودة إنما هي بين الملائكة وصالحي البشر، فلا يدخل في ذلك الكفرة والمنافقون؛ لقول الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ﴾ [الأعراف: 179]. وقد تنازع العلماء في ذلك أيهما أفضل، فمنهم من يفضل الملائكة، ومنهم من يفضل صالحي البشر على النحو الآتي: (أ) حجة من يفضل صالحي البشر: 1- أن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم. 2- أن الله خلق آدم بيده، وخلق الملائكة بكلمته. 3- أن الله تعالى قال: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، والخليفة يفضل على من ليس بخليفة. 4- ومما يدل على تفضيلهم أن طاعة البشر أشق، والأشق أفضل؛ فهم مجبولون على الشهوة والحرص والغضب والهوى، وهي مفقودة في الملك. 5- تفضيل آدم على الملائكة بالعلم، وتعليمه إياهم الأسماء. 6- أن الله يباهي الملائكة بعبادة بني آدم؛ كما ورد في كثير من الأحاديث. (ب) حجة من يفضل الملائكة على صالحي البشر: 1- أنه ورد في الحديث: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه))[2]، وهم الملائكة. 2- قوله تعالى: ﴿ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ﴾ [الأنعام: 50]، وهذا يدل على علو مكانة الملك. 3- أن البشر تقع منهم الزلات والهفوات والنقص والقصور بخلاف الملائكة. (ج) تحقيق القول في ذلك: قد جمع ابن تيمية رحمه الله بين هذه الأقوال بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية، وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة ونالوا الزلفى، وسكنوا الدرجات العلى، وحيَّاهم الرحمن وخصهم بمزيد قربه، وتجلى لهم، يستمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وقامت الملائكة في خدمتهم بإذن ربهم، والملائكة أفضل باعتبار البداية؛ فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى، منزهون عما يلابسه بنو آدم، مستغرقون في عبادة الرب، ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر. قال ابن القيم رحمه الله[3]: (وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل، وتتفق أدلة الفريقين، ويصالح كل منهم على حقه)[4]، والله أعلم بالصواب. [1] انظر كتاب (عالم الملائكة الأبرار) للدكتور عمر سليمان الأشقر. [2] البخاري (7405)، وأحمد (2/ 413). [3] بدائع الفوائد (3/ 684). [4] ومن أراد مزيدًا من البحث، فليرجع إلى (مجموع الفتاوى) (11/ 350)، وإلى لوامع الأنوار (2/ 368)، وإلى شرح العقيدة الطحاوية (ص338).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |