الجار الطيب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1343 - عددالزوار : 139383 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2020, 03:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,117
الدولة : Egypt
افتراضي الجار الطيب

الجار الطيب


أسامة طبش








من أروع الأشياء التي قد تكتسي أخلاقَ الإنسان: حبُّ الخير لغيره من الناس، فما بالك إذا كان هذا الغير هو جارًا لك، يُجاوِر بيتك وحائطه يُلاصِق حائطك، يحاول إسداء الخير إليك دون مقابل، يراعي جيرتَه لك في كل قول أو فِعلٍ يصدر عنه.




كان يعلم ذلك يقينًا في نفسه، لا يدَّخِر فرصة لإلقاء السلام على جيرانه وتحيَّته لهم، وكأنه يُقدِّم عربونًا لمحبَّته وتقديره لمكانتهم، لمسوا فيه تلك الأخلاق السَّمحة، فحَبَّبت إليه القلوب وجعلته محطَّ كل الأنظار.




أسدى لي يومًا خدمة شعرت بالامتنان له، قلت له: بارَك الله فيك أيها الجار، ردَّ عليَّ بابتسامته الجميلة المضيئة: هذا واجبي! اندهشتُ من رِدَّة فِعله تلك، ترك في نفسي أثرًا إيجابيًّا قلَّ نظيره، قد حرَّك في نفسي أشياء كثيرة جميلة.



ينوي أن يكون كل عملٍ يقوم به لوجه ربه - سبحانه وتعالى - يؤمن بأنه من الواجب التعاون في المعروف، هو كالشمعة المضيئة التي انتشر وَهجها في الحي كله، جَسَّد ما أوصانا به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - فكان مبادئ ديننا التي تَمثَّلت فيه.



لم يتكلَّف ولم يتصنَّع يومًا، بل بالعكس يتصرَّف على أرْيحيته الطبيعية، بساطته انبثقت عنها جميع معاني النيَّة الصافية وحب الخير، قطعًا هو السَّبب الحقيقي لصدْقه، دائمًا ما يشير إلى بيته وكأنه يؤكِّد علاقة الجيرة التي تربِطه بجيرانه.



ما أجملَ أن يعيش الإنسان في كَنفِ أخلاقه النبيلة، قلَّت بيننا اليوم للأسف الشديد، أراد هو أن يحييها، أن يمنحها بعضًا من دماء الحياة؛ كي لا تندثِر وتختفي للأبد، كان عنوانًا لكل شيء جميل أراد أن يُبرِزه.



عمله بسيط جدًّا، يحيا به في سعادة غامرة، دؤوب نشيط في يومه، يربِّي بعضًا من الماعز في بيته، يرطِّب كبدها ويُطعِمها محتسبًا ذلك، هي حياته التي اختارها، وهو سعيد وفَرِح بها؛ لأنه مُقتنِع وراضٍ بقسمته.




سماحة الوجه ودماثة الخُلُق من أقرب الصفات المحبَّبة إلى النَّفْس البشرية، تؤلِّف القلوب وتمنحها الطمأنينة والأمل في الغد المُشرِق، حُسْن الجوار أروع ما يُقدِّمه الإنسان لأخيه الإنسان، ما أحوجنا إليها اليوم! علينا أن نُعيد جذوتَها ولا نضيعها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]