فاحشة الزنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 581 - عددالزوار : 304636 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 37676 )           »          هل الخلافة وسيلة أم غاية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1515 )           »          من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 466 - عددالزوار : 141386 )           »          كثرة أسماء القرآن وأوصافه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2021, 06:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,113
الدولة : Egypt
افتراضي فاحشة الزنا

فاحشة الزنا
ساير بن هليل المسباح


إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون، جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

الهدى والتقى والعفاف والغنى، يقف المرء حائرًا أمام واحدة من هذه الدعوات، فهو يتفهم الهدى والتقى والغنى، ولكن العفاف النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله العفاف، وهو نبي الله، فالأمر إذًا ليس سهلًا، والصمود أمام إغراءات الفتن، ليس أمرًا هينًا، فهو يحتاج ثباتًا ودعاءً من الله بذلك.

لقد امتلأت نصوص القرآن والسنة في التحذير من الوقوع في الزنا ومقدمات الزنا، فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، ولهذه الآية بالذات مناسبة في موضعها بيَّن الآية التي قبلها، والآية التي بعدها في سورة الإسراء.

فقبلها يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ﴾ [الإسراء: 31]، وبعدها يقول تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151]، وبيَّن هذه وتلك تأتي: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾.

إنه لفظاعته يقع بين آيتين تحذران من القتل، وكأن الزنا لا يقل خطورة وإثمًا عن إثم القتل، إنه تدنيسٌ للنفس، وانتهاك للعرض، وامتهان لفراش الغير، واختلاط في النسب، وقبل هذا وذاك اعتداءٌ على حدود الله، والله تعالى يقول: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ﴾ [البقرة: 187]، لقد شدَّدت الشريعة في عقوبة الزاني، وجعلتها من أشد العقوبات، الرجم بالحجارة حتى الموت، ولا توجد عقوبة أشد منها، وما ذلك إلا لفظاعتها.

جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أكبر الكبائر، فقال: الشرك بالله، ثم ماذا قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم منك، ثم ماذا قال: تزاني بحليلة جارك.


صار الزنا قريبًا لأكبر الكبائر بل هو بعد الشرك والقتل، فهل يعلم الذي يُقدِمُ على الزنا أي فعلٍ فعله.

أيها المسلمون، لماذا يصلي المسلم، ولماذا يصوم، ولماذا يحج، ولماذا يفعل الصالحات.
إن هذا كله ينهار في لحظة واحدة بسبب شهوةٍ عابرةٍ؛ جاء في الحديث أنه يؤتى بالزاني يوم القيامة فيوقف على الرجل الذي لوث فراشه، ويقال له: إن هذا قد فعل في الدنيا بأهلك ما فعل، فخُذ مِن حسناته ما تشاء، ثم يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه يسألهم: هل تظنون أن يُبقيَ له شيئًا.

فيا مَن تسارع في هذا الفعل، ويا من تركض نحوه، وتضع الخطط وترتب الأمور، اعلَم أن كل شيء عملته سينهار في لحظة، وتجد نفسك عاريًا يوم القيامة من الحسنات، حسناتك التي جمعتها، يسوق بها رجلٌ واحدٌ ويذهب بها أمام ناظريك.

فهل يستمر عاقلٌ في هذا الطريق، أم يتوقف إن كان سار به، ويقطع كل علاقةٍ به، ويعلن التوبة، ويعاهد الله ألا يعود إليه أبدًا.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنبٍ وإثمٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها المسلمون، إننا نتكلم عن أمرٍ قد استسهل الناس الوقوع فيه، وسهلت الحياة اليوم كثيرًا من وسائله وطرقه، بل صار البعض لا يخجل في حديثه عن مغامراته، بل موبقاته التي فعلها، ومن هنا يعلم المرء عظمة الحديث الذي في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن يضمَن لي ما بين لحييه ورجليه، أضمن له الجنة".

ولنسأل سؤالًا محددًا في أي سورة ذكر الله تعالى عقوبة الزاني وحذَّر من الزنا: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2].

في أي سورة جاءت هذه الآيات؟
إنها في سورة النور، نعم في سورة النور، ومعنى هذا أن من وقع في هذا الفعل، فإن النور يذهب من وجهه ويحل محله الظلام، وهذا مشاهد يراه المؤمنون واضحًا أمامهم، فترى الرجلَ قد اسودَّ وجهه وأظلم، تأنف النفس منه، ولو بحثت عن سبب ذلك، لوجدت أنه قد أوقع نفسه في هذه الفاحشة المقيتة.

أيها الأخوة، إن المغريات كثيرة، والوسائل صارت يسيرة، لكن تذكر أنك في جهادٍ في حفظِ نفسكَ وعفتِها، وألا تلوِّث أعراض المسلمين، وتذكَّر حرَّ جهنم وسعيرها، فإن هذه اللذات لا تساوي شيئًا أمام عذاب الله وسخطه، أسأل الله لي ولكم السلامة من هذا كله، وأن يجنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألا يجعلنا خصمًا لمسلمٍ يوم القيامة.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم بارِك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصُر عبادك المجاهدين.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عملٍ يقرِّبنا إلى حبك.


اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

اللهم احفَظنا بحفظك ووفِّقنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزُقنا مِن رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.

اللهم أصلح إمامنا وليَّ أمرنا، واحفظ بلادنا من كيد الأعداء.

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.21 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]