{أفغير دين الله يبغون} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 170 - عددالزوار : 16929 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2022, 06:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,294
الدولة : Egypt
افتراضي {أفغير دين الله يبغون}

{أفغير دين الله يبغون}
د. عبدالعزيز حمود التويجري


الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أعزنا بالدين، وجعلنا خير أمة أخرجت للعالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].




أخرج ابن سعد في الطبقات، وابن اسحاق في المغازي قال: ((لما نقضت قريش العهد قدم أبو سفيان المدينة يريد أن يزيد في هدنة الحديبية فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أو رغبت به عني؟ فقالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك؛ فلم أحب أن تجلس على فراشه)).




موقف عظيم مهيب من امرأة، تجلى فيه روح العزة والتميز والإباء في قطعة فراش ألا يمسه مشرك، حتى ولو كان هذا الكافر أقرب قريب؛ لأنه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم.




فما عساه أن يجليه منهزمو أمتنا وضعاف الإيمان في مجتمعنا في ترقب واستعداد لبسط فراش من ورود، يلطخ سنة سيد الأنام، ويخالف أصول الإسلام: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22].




تنهزم النفوس حين تجعل من شعارات عزها تبعيةً لمن يحارب دينها، وتعتقد تميزها حينما تحاكي من يحاكي كيف يصدها عن دينها، ويستولي على ثرواتها ويسلب خيراتها: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [البقرة: 109]، ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].




هذه أمنياتهم، وهذه خططهم، التي نطق القرآن بها لتدمير الإسلام فكريًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].




لا يعتز من لا يفهم القرآن، ولا يفلح من يحيد عن منهج الإسلام: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]، لا ينصر الله من اتبع هواهم، ليس اتباع دينهم، إنما اتباع هواهم ومرادهم لا ينصره الله، ولا يعزه ولا يحميه ولا يقيه، ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴾ [الرعد: 37]، ويحشره الله مع الظالمين: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].




هذه حقائق القرآن واضحة بينة، وشواهد الزمان ظاهرة جلية، أن من اتبع غير هدى الله، ورجا العزة باتباع نهج الكافرين، فإن الذلة ترهقه، والخسران نهايته؛ وفي الحديث: ((وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، من تشبه بقوم فهو منهم))؛ [أخرجه الإمام أحمد وغيره].




يظهر خلل العقيدة في المجتمع، حينما يترك المنهزمون في الأمة المنبع الصافي من المنهج الرباني، ليتسولوا على فتات أخلاق الأمم، ويدسوا أنوفهم في جحورهم، فيرون العزة في ارتداء لباسهم، والتميز بمحاكاة مسمياتهم، والتفاخر في إظهار شعارات أعيادهم، ولو دخلوا جحر ضب مليء بالنتن لدخلوه؛ ((ومن تشبه بقوم فهو منهم)).

كيف يرضى مسلم يشهد في كل صلاة أنه لا إله إلا الله يجاري ويوالي ويحاكي من ينازع الله في ألوهيته، ويدعي له الولد والصاحبة: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 17].




كيف ترجو أمة من ربها الغيث والنصر والرزق، وسفهاؤها يتسابقون في ملاحقة واحتواء من ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾ [المائدة: 73]، والله يقول: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1].




إذا حاد الإنسان عن تشريعات الإسلام، اقتات من فتات الأمم، وتسول على رذائل أخلاق النِّحَلِ، ففي كل يوم له لباس، وأصبح عاريًا بين الناس، يكمل نقص نفسه بترهات غيره، ويبني شخصيته على شفا جرف هار، ضحالة في المعنى، واضطراب في المبنى.




مرضت أخلاقنا مذ تبعت

أمة الأخلاق أخلاقًا سواها


كيف عن أخلاقها قد أعرضت

وتبنت كل أخلاق عداها؟


كيف لا ترضى بأخلاق بها

سادت الدنيا ونالت مبتغاها؟






قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم".




قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فهذا عمر، قد نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف من يفعل بعض أفعالهم؟ أو قصد ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من موافقتهم في اللغة؟ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه، أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟".




وقال ابن عمر رضي الله عنه: "من صنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم"، وفي سنن البيهقي قال عمر: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"، ونص الإمام أحمد على أنه لا يجوز شهود أعياد اليهود والنصارى.




قال عبدالملك بن حبيب من أصحاب الإمام مالك: "فلا يعاونون على شيء من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم، وعونهم على كفرهم".




فاتقوا الله معشر المؤمنين، وخالفوا المشركين وحذروا منه أهليكم، وانصحوا من ترونه متشبهًا بهم، وأنكروا على من يروج لأعيادهم، يتولَّكم ربكم ويعزكم وينصركم: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56].




أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات، فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه، إنه كان للأوابين غفورًا.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فالتمسك بالتوحيد والارتباط بالعقيدة حفظ للعبد من مضلات الفتن وشبهات النحل؛ أخرج الإمام أحمد عن تميم الداري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل الله به الكفر، وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرًا الذل والصغار والجزية)).




وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي ألَّا يهلكها بسنة عامة، وألَّا يسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألَّا أهلكهم بسنة عامة، وألَّا أسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا)).

قضى الله أنه متى ما حادت الأمة عن عقيدتها، وتعلقت بهذا أو بذاك؛ إلا وتقلبت في ثنايا الإهانات والنكبات والنكسات حتى ترجع إلى كتاب ربها وسنة نبيها.






من يتق الله وينصر دينه


لا بد في ساح المعارك يُنصر










اللهم اهدنا للحق، وارزقنا الثبات عليه، وأعذنا من مضلات الفتن، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا، اللهم اجعلهم نصرة للحق وأهله، وحربًا على الباطل وأهله.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]