الناجح.. والعثرات التي تواجه نجاحه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302281 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1528 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 34 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331851 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2022, 08:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي الناجح.. والعثرات التي تواجه نجاحه

الناجح.. والعثرات التي تواجه نجاحه
سارة عبدالله







في كثيرٍ من المجتمعات - وخاصَّة مجتمعاتنا العربيَّة - يُوجَد كثيرٌ من الناس الذين يحاوِلون التثبيط من هِمَمِ الناجِحين، ومَن لهم لمساتهم الإيجابيَّة في الحياة؛ لذلك فإنهم يتحيَّنون الفُرَص لاستثمار أيِّ زلَّة أو هفوة تُصِيب الشخص الناجح، ويُحاوِلون بعدَ ذلك فبركة كثيرٍ من القصص عليها، في محاولةٍ للنيل ممَّن لهم وجودُهم الإيجابي في حياتنا، وكثيرًا ما نُواجِه أثناءَ العمل والحياة مَن يضع العثرات أمامَنا ويحاول عرقلة مسيرة النجاح....













فماذا نفعَل عند ذاك؟ هل نُحاوِل أن نستَجِيب لهم؟ هل نسير مع تيَّارهم؟ أو نتركهم ولا ندعهم يُؤثِّرون على مسيرة النجاح والإبداع التي نُحاوِل أن نكملها؟








وقد قِيل: إذا أردت أن تُحلِّق مع الصُّقور، فلا تُضيِّع وقتك مع الدجاج.







وفي ذلك قصَّة: فقد رُوِي أنَّ رجلاً أهدى للحاكم صقرًا من فصيلةٍ ممتازة، ففرح الحاكم به كثيرًا، وسأل وزيرَه عن رأيه في الصقر، فقال: "إنَّه قد تربَّى مع الدجاج"، فاستغرب الحاكم من كلام الوزير، فطلَب الوزير أن يُطلِق الصقر فإذا به يحفر الأرض برجله كالدجاجة ليأكل، وقد كان الوزير قد لاحَظ قبلَ ذلك أنَّ الصقر يَنظُر إلى الأرض على غير عادة الصقور التي تَنظُر إلى السماء، ومن ذلك نستَفِيد أنَّ مَن يريد أن يكون صقرًا ويُحلِّق في الفضاء، فلا يدع للدجاج محلاًّ؛ لأنَّه سيكون في الأرض دائمًا ولا يسعى إلى التحليق عاليًا.







ولعلَّ تراثنا في بلادنا الإسلاميَّة أهدانَا كثيرًا من القصص التي تُعطِي لحياتنا العِبَر والتحفيز لأجل التحليق وتحقيق الأهداف، دون الاكتِراث بكلام الناس وأقاويلهم وافتراءاتهم على مَن يحبُّه الناس ومَن يُخلِص في عمله ويَتفانَى فيه، وهذا هو أساسٌ يحثُّنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف؛ لذا فلا غريب عندما نجد إنسانًا ملتَزِمًا بدينه يحبُّه الناس وهو مُخلِص في عمله، يُحاوِل الحاقدون دائمًا النيلَ منه، وإثارةَ المشاكل حولَه، ولنا في قصَّة "سقَط سروالُه" عبرةٌ كبيرة!



ولعلَّ قارئنا يُرِيد أن يعرف بشغفٍ ما هي قصة "سقَط سروالُه"!







القصة دارت في بلاد الشام من سنوات طويلة مضت، حيث كان هناك شيخ فاضل يحبُّه الناس، ويتأثَّرون بكلامه، ويُنصِتون له، وهناك آخَرون لا يحلو لهم نجاح هذا الشيخ الجليل في كسْب محبَّة الناس، ولجوءُهم إليه في السرَّاء والضرَّاء؛ حيث كان يخطب الجمعة بمسجدٍ في قريته فيجتَمِع له الناس يسمَعون جميل مواعظه، ومن عادة أهل الشام سابقًا أنَّ لباسهم كان يتمثَّل في قميص أبيض فضفاض، وسروال عريض وفضفاض أيضًا.







وذات جمعة عندما كان شيخُنا الفاضل هذا يُلقِي خطبته فوق المنبر، وقد تعلَّقتْ به الأبصار، وأصغَتْ إليه الأسماع، وبينما هو مُنهمِك في إلقاء الخطبة، انحلَّت عقدة سرواله الأسود فسقط...







انتَبَه الرجل لذلك، فرَفَع سرواله وعقَدَه وواصل خطبته، لكن ما حدث أعطى فرصةً لِمَن يكرهه من المُغرِضين والحاقدين إلى تأليف القصص الكاذبة حول سقوط السروال، إضافةً إلى السخرية والضحك على هذا الشيخ وما حدث له، ودارت القصص المفبركة حولَ هذا الشيخ؛ فبعضهم قال: إنَّه تعمَّد إسقاط سرواله سخرية من عمدة القرية الجالس بالصف الأوَّل، وقال آخَرون: بل هو شحيحٌ شديد الشحِّ يرتَدِى سروالاً قديمًا تهرَّأت عقدته فسقط.







بينما قال آخَرون: إنَّ هذا الشيخ لا يعرف حقوق زوجته، وإنَّه يضربها ضربًا مبرحًا؛ ونتيجة لذلك فقد انحلَّت عقدة سرواله، وقصص كثيرة مفبركة حُكِيت عن سقوط السروال، فماذا نتوقَّع أن يكون ردُّ فعل شيخِنا الجليل هذا؟







إنَّه لم يردَّ عليهم، وفَهِمَ أنَّ هذا الجمع الكاذِب والمنافق استغلَّ فرصة سقوط السروال لكي يُخرِجوا الحقدَ الدَّفين في نفوسهم ويبثُّوه في أهل بلدته، وتَغاضَى عنهم عسى أن تفعل الأيام فعلتها، وينسى الناس ما حصل.







لكن صبر الشيخ نفد، وذات يوم قرَّر أن يُغادِر قريته التي يحبُّها إلى قريةٍ أخرى بعيدة، فاستقبَلَه أهلها استقبالاً رائعًا، وقدَّموه ليكون إمامهم، وصاروا يتناقلون كلماته بكثيرٍ من الإجلال والاحترام.







مرَّت الأعوام وهَرِمَ الشيخ، فتاقَتْ نفسه ذاتَ يومٍ إلى رؤية قريته، وقرَّر زيارتها متخفِّيًا.







وصَل الرجل إلى مدخل قريته، فوَجَد لوحة ترحيب تقول: "مرحبًا بكم في سقَط سروالُه".







ذهل الرجل ذهولاً كبيرًا، وتقدَّم قليلاً فوجَد حانوتًا صغيرًا كُتِبَ عليه "حانوت سقَط سروالُه"!







نظَر إلى الجهة الأخرى من الطريق فوجد مقهى كتب عليه "ليالي سقَط سروالُه"، وإلى جانبه دكان قصَّاب كتب عليه "لحوم ودواجن سقَط سروالُه"!







دخَل الحانوت فوجد شابًّا فسأَلَه عن هذا الاسم وما معناه، أخَذ الشابُّ يروي له تلك القصة عن الشيخ الذي سقَط سروالُه، ويُردِّد نفس الإشاعات البغيضة عن تلك الحادثة.







قاطَعَه الشيخ حانقًا: وهل رأيت أنت ذلك الحادث؟



قال الشاب: لا يا سيدي، فلم أكن قد وُلِدت بعدُ، أنا من مواليد عام خمسة سقَط سروالُه!







ما يُمكِن أن نستَلهِمه من هذه القصة هو أنَّ هذا الرجل بما ترَك من نجاح وأثَر طيِّب في نفوس الناس، وبالرَّغم من تعرُّضه للإشاعات والأقاويل المغرضة؛ لكنَّه لم يكتَرِث بها، وآثَر الاستِمرار في مسيرته وإن كانت في مكانٍ آخَر، وأنَّ الناس الذين أحبُّوه لم يتأثَّروا بما قام به بعض الحاقِدين من قصِّ القصص غير الصحيحة على هذا الرجل، الذي صار مثلاً ونجمًا لامعًا في سماء قريته، فكم مِنَّا مَن يكون حريصًا على عدم الاكتراث لإشاعات الكذَّابين وكارهي النجاح، الذين يُحاوِلون دائمًا النَّيْل ممَّن لهم بصمتهم في هذه الحياة!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]