|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صوم البطن عن أكل الحرام الشيخ فايز النوبى صوم البطن معناه اجتناب أكل الحرام وهو أمر واجب وفرض لازم في رمضان وغيره، والصالحون من عباد الله يجتنبون الحرام وما فيه شبهة الحرام واختلط أمره ولا يعرف حله أو حرمته فيرفضونه استبراء لدينهم وأعراضهم. والطعام حلاله وحرامه له أثره على حياة الإنسان وسلوكه وأخلاقه، ولذلك أمر الله عزوجل خيرته من خلقه وصفوته من عباده وهم الأنبياء والرسل بأكل الحلال الطيب والبعد عن الحرام الخبيث فقال سبحانه ![]() وأمر عامة المؤمنين كذلك بنفس الخطاب فقال تعالى ![]() ![]() فقد قيل في وصف أهل السنة: إنهم الذين يعرفون ما يدخلونه بطونهم من الحلال، حلالاً خالصاً، فلا يأكلون طعاما اشترى بثمن او مال ربوي فالمسلم بأكله الربا يغضب الله عز وجل الذى حرمه وحذر من مغبة التعامل به والوقوع فيه قال سبحانه وتعالى ![]() وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم ![]() وآكل الربا يضحك على نفسه، فيعب من الحرام ويدعو ربه فلا يستجيب له ، فقد سد على نفسه باب الإجابة والقبول، وصح عنه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح الجامع: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ..الحديث وفي آخره ثم ذكر الرجل أشعث اغبر يمد يديه: يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) فهذا رجل كثير العبادة لكنه آثم قلبه لا يتورع عن الحرام في مأكله ومشربه وملبسه، ولذا فالمسلم الورع والمؤمن الصادق بعيد كل البعد عن طرق الكسب الحرام، الربا والرشوة والسحت والسرقة والغضب وأكل مال اليتيم قال سبحانه ![]() وكثيرا ما ذم الله عزوجل اليهود والنصارى في كتابه الكريم لأكلهم السحت والحرام (وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون). (إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ). فالله تبارك وتعالى يحذرنا من صنيع هؤلاء المجرمين حتى لا نحذوا حذوهم ونتبع سننهم إنما نتبع سبيل المؤمنين ونقتدى بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم القائل ![]() ![]() والبركة في الطاعة والقناعة ولا خير في عبادة أو طاعة دون عفة وصيانة وبُعد عن الحرام. يقول يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى: إن الشاب إذا تعبد الله قال الشيطان لأعوانه انظروا من أين مطعمه فإن كان مطعم سوء قال: دعوه يتعب فقد كفاكم نفسه إن اجتهاده مع أكل الحرام لا ينفعه. ويقول ميمون بن مهران: لا يكون الرجل تقيا حتى يحاسب نفسه حسابا أشد من الشريك الشحيح لشريكه وحتى يعلم من أين مأكله ومشربه وملبسه. وقال وهب بن الورد: لو قمت قيام السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك أحلال هو أم حرام. إي وربى فأكل الحرام له توابعه ومصائبه التي تلحق صاحبه دنيا وأخرى إن لم يتدارك نفسه ويرجع إلى ربه ويطهر كسبه فمن مصائب أكل الحرام أنه يوهن الدين، ويقسى القلب، ويطفئ نور الإيمان، ويصيب بعمى البصيرة، ويذهب البركة، ويظلم الفكر، ويقعد الجوارح عن العبادة، ويوقع الإنسان في حبائل الدنيا وغوائلها، ويمنع إجابة الدعاء ويكون سببا في دخول النار، وهذه أعظم المصائب إن لم يتدارك الإنسان نفسه ويرجع إلى ربه فيطيب كسبه، ويرد الحقوق لأصحابها، ويغير مساره في تعاملاته المادية كلها فتكون وفق ما أحل الله عز وجل وشرع ووفق ما بين رسوله صلى الله عليه وسلم فالإسلام العظيم الذي أكرمنا الله عز وجل به يربى المسلم على تقوى الله ومراقبته (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ![]() فلنعدّ لكل سؤال جوابا، نسأل الله العلي القدير أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا والمسلمين جميعا كل حلال طيب ويباعد بيننا وبين كل حرام خبيث. اللهم ارزقنا رزقا حلالاً طيباً واسعاً، وبارك لنا فيه إنك جواد كريم. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |