|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آل طالب: السعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ الدكتور صالح آل طالب، المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة، التي ألقاها بالمسجد الحرام: الحضارة الإنسانيّة بمكتشفاتها ومخترعاتها غالبًا ما يكون آخرها خيرا من أولها، بخلاف أديان الناس ومعتقداتهم فإن متديني كل دين صحيح، يكون أولهم خيرا من آخرهم، وسلفهم أهدى من خلفهم؛ ذلك أنّ الحضارة بدأت تحبو في حين أن الأديان ولدت واقفة، والحضارة تراكم معرفي، أما الدين فهو وحي مُنزل، وهدي محكم، والفرق بين الأتباع الأوائل لكل دين صحيح وبين متأخريهم؛ كمثل الفرق بين الماء عند منبعه، والماء عند مصبه؛ بعدما جرى وخالط ما خالط من الكدر والشوائب؛ لذا فإنّ خير اليهود أنبياؤهم وأحبارهم الأولون، وخير النصارى عيسى ابن مريم وحواريوه، وخير المسلمين محمد[ وصحابته المرضيون، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وكلما غبرت أمة أو قرن من الناس طُوي معهم علم ورفع معهم فضل. وبيَّن فضيلته أنّ الأمم تتأذى في الغالب من جهل أبنائها، فقد أكمل بعض من نحسن بهم الظن من جهلة الأمة مشروع عدوهم، فانتسبوا للسلف وتسموا باسمهم، وأنشؤوا جماعات ومنظمات اختطفت ذلك الاسم الشريف واستأثرت به، ثم ارتكبت باسمه انحرافات، وافتعلت خصومات، ولم يفوّت عدوهم تلك الفرصة؛ فدفع بعملائه ليركبوا معهم الموجة، ويوسعوا الهوة بالانتساب للسلف الصالح، ونصبوا أنفسهم ممثلين للسلفية، فحمل خطؤهم على صوابها، وغلوهم على وسطيتها واعتدالها، حتى صار الإسلام يُعادى باسم محاربة السلفية، وصار الإعلام يصف المتطرفين والإرهابيين بأنهم سلفيون، وُوصفت عودة الأمة لدينها الصحيح بالسلفية المتطرفة؛ تنفيرًا وتشويها للتدين، وأصبحت السلفية سُبّة وجريمة، يلاحق أربابها، ويتبرأ منها أصحابها، الذين هم أصحابها وكانوا أحق بها وأهلها، وكان الله بكل شيء عليمًا.ولفت فضيلته النظر إلى أنّ سلف المسلمين هو نبينا محمد[ وصحابته والقرون المفضلة، فبأي كتاب وجدتموهم يقتلون المسلمين، أو يخونون المستأمنين، أو يدعون من دون الله الأئمة والصالحين، أو يتبركون بالأضرحة وقبور السالفين، أو يثيرون الفتن بين المسلمين؟! سلفكم يا أيها المسلمون حريصون على جمع الكلمة، ووحدة الصف، وتنقية الدين من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين, سلفكم كانوا أهدى طريقًا وأقوم مسلكًا، وأتبع للكتاب والسنة، وأعلم بالوحي فكانوا حقًا مسلمين. الانتساب للسلف ليس دعوى يدعيها شخص أو جماعة، أو يتبناها حزب أو منظمة، بل هي طاعة واتباع ووحدة واجتماع، ونبذ للفرقة والابتداع, منهج السلف الصالح هو الإسلام الأول الذي عرفه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، هو النهج الذي قاتل لأجله خالد وسعد واستشهد في سبيله حمزة ومصعب، هو الجادة التي سلكها ابن مسعود وابن عباس، وهو السبيل الذي ترسمه الحسن البصري والنخعي والشعبي, وهو الفجاج الّتي طرقها أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد, هو الطريق الذي خطا فيه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وأولئك كل أولئك وكثير غيرهم على منهجهم، سيرهم محفوظة وآثارهم معلومة، وكتبهم مسطرة ومخطوطة؛ فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف، وما أسهل الاتباع وأيسر الاهتداء إنْ عافى الله من دعاة الضلالة. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنّ منهج السلف الصالح هو المنهج الذي يمثل هذا الدين العظيم في شموله وصفائه، كما يمثل المسلمين في اجتماعهم وائتلافهم, إنه اسم ينتظم فيه الإسلام كله، كما ينتظم جميع المسلمين الثابتين على الإسلام، الذي كان عليه النبي[ وأصحابه، فهو شريعة الله في صفائها، وهو عقيدة الحق في نقائها؛ بذلك المنهج تعرف الحادثات من الدين فتتقى ويعرف الأدعياء في علم الشريعة فيحذرون، ويعرف الشاقون لصف الأمة ووحدتها فيجتنبون، ويعرف المخلصون المهتدون فيتبعون, وتكمن أهمية نهج السلف الصالح في كونه التطبيق العملي الأول للإسلام، تحت سمع وبصر الصحابة المشهود لهم بالخيرية والاصطفاء، وكذلك تابعوهم، فمن الذي يزايد على ذلك النهج ومن يجرؤ أن يدعي أن الحق خلافه؟! وأكّد فضيلته أنّ منهج السلف منهج شامل في النظر والاستدلال، في التلقي والاستمداد والارتباط بالنص الشرعي، وفي نبذ المحدثات في السلوك والتعبد, ولا يكاد أحد يخلو من المنتسبين إليه في كل مكان من خلل في الفهم أو في التطبيق، إلا أنّ الخلاف امتثال هذا المنهج في بعض الفروع والجزئيات، لا يجوز أنّ يكون داعيًا إلى تصنيف المخالف أو نبذه باسم يقطع نسبته إلى السلف؛ فإنّ الأصل في كل مسلم لم يتلبس بشيء من الأصول البدعية المحدثة، أنه على نهج السلف، وإنْ وقع في معصية أو خالف في مسألة اجتهادية, ومن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة، وشعار المخالف مفارقة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين, لافتًا الانتباه إلى أنّ الوهن قد تسرب للأمة بقدر ما تسرب إليها من البدع والمحدثات والانحراف عن الطريق الحق، وضعف الاستمداد من الوحيين، وإذا كان المسلمون يلتمسون اليوم طريقًا للنهوض، فليس لهم من سبيل إلا وحدة جماعتهم، ولا سبيل إلى وحدة الجماعة إلا على الإسلام الصحيح, والإسلام الصحيح مصدره القرآن والسنة، وهذه خلاصة الاتجاه السلفي، عودة بالإسلام إلى معينه الصافي، من كتاب الله، وسنة رسوله[؛ فلا تلتبس عليكم السبل، ولا تضلنّكم الأهواء، ولا يصدنّكم كثرة الأعداء، أو سطوة الأدعياء. اعداد: الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |