عقول البشر قاصرة عن إدراك حكمة الله في كل ما شرعه لعباده - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 365 - عددالزوار : 78659 )           »          صفحات مِن ذاكرة التاريخ _____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 26831 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 30272 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 170 - عددالزوار : 53353 )           »          التمدد الشيعي في المغرب العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          المشروع الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 771 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 25416 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 15710 )           »          وقفات مع حديث الشفاعة العظمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5342 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 867 - عددالزوار : 75226 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2024, 10:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,000
الدولة : Egypt
افتراضي عقول البشر قاصرة عن إدراك حكمة الله في كل ما شرعه لعباده

عقول البشر قاصرة عن إدراك حكمة الله في كل ما شرعه لعباده

الشبكة الاسلامية



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن انقياد المسلم لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يتوقف على معرفة حكمة من الحكم أو الفائدة من التشريع، وذلك لأننا عبيد لله عز وجل فمهما أمرنا بشيء فالواجب علينا السمع والطاعة، وهذا مقتضى العبودية، ثم إن عقول البشر قاصرة وعاجزة عن إدراك حكمة الله عز وجل في كل حكم من أحكامه، فلو توقف الانقياد على معرفة الحكمة إذن لتعطلت كثير من الشرائع، بل الواجب على المسلم أن يبادر بالامتثال لأمر ربه تعالى عالما أن ربه تعالى حكيم لا يشرع ما يشرع إلا لمصلحة، وهذه المصلحة قد تظهر للعبد وقد تخفى عليه، فإن ظهرت لم يزده ذلك إلا انقيادا وإن خفيت لم يجعل انقياده متوقفا عليها.
وما أحسن ما قاله أبو جعفر الطحاوي رحمه الله في معتقده: ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام.
وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين من عباده بأنهم يبادرون بالسمع والطاعة لأوامره تعالى من غير توقف ولا تلبث ولا تردد، قال تعالى: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} {البقرة:285}.
وأمر تعالى عباده بالانقياد لأمره والمبادرة بامتثاله من غير توقف فقال سبحانه: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء: 65}.
وقال جل وعلا: ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا{الأحزاب: 36}.
والآيات وكذا الأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا تضيق هذه الفتوى المختصرة عن استقصائها.
وأما حال الصحابة رضي الله عنهم ومسارعتهم إلى الامتثال فقد كانوا رضوان الله عليهم في الذروة من هذه الفضيلة وهي الإذعان لأمرالله والمبادرة إلى امتثاله من دون سؤال ولا مناقشة، وهل كانت حياتهم كلها إلا مثالا حيا لهذا الخلق؟ وقصصهم وأخبارهم في ذلك ممّا لا تحيط به الأسفار العظام، وهل وجدت أعظم من أن بذلوا أرواحهم ومهجهم طواعية من غير تردد طاعة لله ورسوله؟ وفارقوا ديارهم وأهليهم رغبة في ثواب الله عز وجل، ومن أمثلة مبادرتهم بالانقياد وما أكثرها، ما أخرجاه في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه: نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية إنها رجس، قال جابر، فأكفأت القدور بما فيها.
وفيهما أيضا عن أنس قال: كنت ساقي القوم في بيت أبي طلحة يوم حرمت الخمر، فجاء رجل فقال إنها قد حرمت الخمر فقالوا أكفئها يا أنس، فكفأتها.
فهذه مبادرة منهم بالامتثال مع ما كان أكثرهم عليه من التعلق بالخمر رضي الله عنهم، والأمثلة في هذا المعنى في غاية من الكثرة يضيق هذا المقام عن ذكرها، فعلى المسلمين جميعا أن يتأسوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في انقيادهم لأوامر الشرع واجتهادهم في تنفيذها ومبادرتهم بالتسليم لحكم ربهم جل وعلا دون تردد أو توقف، وفقنا الله جميعا لما فيه طاعته.
والله أعلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.88 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]