قصة يوشع بن نون عليه السلام وعاشورا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 118 )           »          فوائد من قصة يونس عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          ثمرات الابتلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          نهي العقلاء عن السخرية والاستهزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          فتنة المسيح الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          معجزة الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف أتعامل مع ابني المدخن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          حقوق الأخوة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الأقصى: فضائل وأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الشباب أمل وألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم اليوم, 11:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي قصة يوشع بن نون عليه السلام وعاشورا

قصة يوشع بن نون عليه السلام وعاشوراء

د. محمد بن مجدوع الشهري

الحمد لله الخلَّاق العليم، خلق البشر من ماء مهين، وكرمهم بالعقل والدين، فمن لزِم دينه كان من أهل الشرف والنعيم، ومن أعرض عنه كان أحطَّ من البهيم، ومأواه دار الجحيم، نحمَده حمدًا كثيرًا، ونشكره شكرًا مزيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، فلا يخفى عليه ذرة في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، اجتباه ربه واصطفاه، ومن الخير أعطاه، وبوَّأه مكانًا عليًّا، وقربه نجيًّا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستمسكوا بدينه، وتدبروا كتابه، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه؛ فإن الدنيا دارُ عبورٍ وغرور، وإن الآخرة دار حبورٍ وسرور؛ ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

أيها الناس: لكل نبيٍّ أتباع وأعداء، ومُحبون ومُبغضون، وناصرون وخاذلون، يكثرون ويقلون، وقليل من الأنبياء ليس له تابع ولا مناصر، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعًا ومناصرًا؛ ولذا بَقِيَ دينه إلى آخر الزمان، وخُتمت النبوة به، وكانت أمته خيرَ الأمم.

ومن أكثر الأنبياء تابعًا موسى عليه السلام، لكن أكثر قومه من بني إسرائيل خذلوه في غير ما موقف، ولم يناصره إلا قليل منهم، وممن ناصره يوشع بن نون بن إبراهيم بن يوسف، فجدُّه نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام أجمعين، «وكان من أكبر أصحاب موسى عليه السلام، ومن آمن به وصدَّقه، ولم يزل معه إلى أن مات، وخلَفه في شريعته، فكان من أعظم أنبياء بني إسرائيل بعد موسى»، وهو فتى موسى في رحلته المشهورة للخَضِر؛ المذكورة في سورة الكهف في قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾ [الكهف: 60]، ولم يسمَّ في الآية، لكن سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر قصة موسى والخضر؛ فقال في سياقها: ((فخرج موسى ‌ومعه ‌فتاه ‌يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها...))؛ [رواه الشيخان].

وحين رفض بنو إسرائيل الجهاد وتحرير الأرض المقدسة من الشرك؛ خوفًا من أهلها، كان يوشع بن نون عليه السلام أحد الرجلين اللذين حرَّضا بني إسرائيل على الجهاد، ودخول الأرض المقدسة؛ كما في القصة المشهورة في سورة المائدة: ﴿ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]، لكنَّ بني إسرائيل نكثوا عن الجهاد، وخذلوا موسى عليه السلام، فعُوقبوا بالتيه أربعين سنةً، تُوفي خلالها موسى عليه السلام؛ فخلفه في النبوة والقيادة يوشع بن نون، وهلك أكثر ذلك الجيل الخوار الجبان، ليخلفه جيلٌ تربَّى في التيه على الشدائد والإيمان، فقادهم يوشع لفتح بيت المقدس، ففتح الله تعالى عليهم، وقصَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الخبر؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يَتْبَعْني رجل ‌مَلَكَ ‌بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولمَّا يبنِ بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر وِلادها، فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحُبست حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم فجاءت - يعني: النار - لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غُلُولًا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلَزِقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب، فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحلَّ الله لنا الغنائم؛ رأى ضعفَنا وعجزنا، فأحلَّها لنا))؛ [رواه الشيخان]، فالمعجزة التي حصلت للنبي بحبس الشمس حتى فتح الله تعالى عليهم، جاء خبرها في حديث آخر بتسمية هذا النبي، وأنه يوشع بن نون عليه السلام؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس لم تُحبس على بشر إلا ليُوشَعَ؛ لياليَ سار إلى بيت المقدس))؛ [رواه أحمد].

وفي قول يوشع عليه السلام لقومه وهو يحضر للغزو وفتح بيت المقدس: «لا يتبعني رجل ‌ملك ‌بُضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها ولمَّا يبنِ بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خلِفات وهو ينتظر ولادها» دليل على أن متاع الدنيا من الزوجة والولد، والدار والمال، تشغل العبد - في كثير من الأحيان - عن الطاعات، وتصده عن الجهاد في سبيل الله تعالى؛ رحمةً بزوجه من الترمُّل، وولده من اليُتم، وميلًا إلى الدنيا وزهرتها؛ ولذا منع يوشع أن يتبعه مَن قلبه متعلق بشيء من الدنيا؛ والله تعالى يقول: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28]، وجاء في حديث يعلى العامري رضي الله عنه أنه قال: ((جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فضمَّهما إليه، وقال: إن ‌الولد مَبْخَلَةٌ ‌مَجْبَنَةٌ))؛ [رواه أحمد وابن ماجه]، وفي هذا الحديث تحريم الغنائم على الأمم السابقة، وحلُّها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك من خصائص هذه الأمة، «وكان ابتداء ذلك من غزوة بدر، وفيها نزل قوله تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 69]، فأحلَّ الله لهم الغنيمة»، وفي هذا الحديث أن الرجل الفاضل قد لا يتحقق مقصوده من الخير بسبب خذلان قومه له، وأن المفضول يتحقق له ذلك إذا نصره قومه؛ وذلك أن موسى عليه السلام أفضل من يوشع بن نون، ومع ذلك لم يُفتح بيت المقدس على يديه؛ بسبب خذلان أصحابه له، وفُتح ليوشع بن نون بسبب نصرة أصحابه له؛ وبهذا نعلم فضل الصحابة رضي الله عنهم، ونصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم حين غزَوا معه، وفدَوه بأنفسهم وأولادهم وأموالهم؛ كما قال المقداد يوم بدر: "يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]، قال: ولكن امضِ ونحن معك"؛ [رواه البخاري].

نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله وأطيعوه، أيها المسلمون، قد دخلتم في عام جديد، بدايته شهر حرام، ونهايته شهر حرام، طِبتم في غُرَّته وسائر أيامه، وبُورك لكم في أوقاته وأزمانه.

وشهر محرمٍ من الأشهر الحُرم، وقد رغَّب الشارع في صيام شهر المحرم تطوعًا، فاحرصوا على أن يكون لكم أكثر نصيب من فضله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان: شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل))؛ [رواه مسلم]، وأفضل الصيام فيه هو اليوم العاشر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسُئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيمًا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منهم، فصوموه))؛ [متفق عليه].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يومٍ فضَّله على غيره، إلا هذا اليوم؛ يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني: شهر رمضان))؛ [رواه البخاري].

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله))، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره أن اليهود يتخذون عاشوراء عيدًا، فهمَّ أن يصوم التاسع والعاشر من العام المقبل، فحالت دونه المنيَّة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.92 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]