أرجوحة الصبر.... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حديث: مره فليراجعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حقوق الانسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إرشاد الأحباب إلى ما به يحصل تهوين المصاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حين تمر بنا القبور دون شواهد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أهمية الأوقاف وضرورة المشاريع الاستثمارية الوقفية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »          شدة المقت الإلهي: تحليل لغوي وشرعي لآية "كبر مقتا عند الله" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فضل (الصدق) وأثره على الفرد والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1612 )           »          {يردوكم على أعقابكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-05-2025, 12:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,920
الدولة : Egypt
افتراضي أرجوحة الصبر....

أرجوحة الصبر....





أ.سميرة بيطام
مرات يحلو لي أن احمل قلمي و حفيظة أسراري معي لأصعد بهما على مدارج الانعزال عن أهلي لأخلو بنفسي لبعض الوقت ، لست البس اللحظة ساعة يدي لأني لا أحتمل أن اعد ساعات من عمري في وقت لم اقدر أن أفك شفرات معقدة تنبئ أن كل الناس في حزن و لست أستثني أحدا ما عدا من لم يهمه أمر الإسلام و المسلمين ،بل قد أضيف إلى مجموعات البشر شجرا و أزهارا و مخلوقات تمشي و تسعى لتعيش و لو تحت دخان المدافع.
سآخذ نفسا عميقا لأهدأ فيما بعد و لو أن هذا الهدوء آني و ليس بالطويل.
سأجلس على الأرجوحة الهادئة مثل هدوئي اللحظة ، لأتطلع إلى أفق الشمس الآيلة للغروب ، كم يعجبني هذا المنظر في ختام اليوم من عمري .وكم يبدو منظر الغروب بريئا و ناعما ، بحثت في ثناياه عن نفسي المتألمة لما يحدث بعيدا عني من حرب و صخب و ضجيج الرصاص.
أصبحت في خصام مع شاشة التلفزيون لأجل هذه الأحداث لكني في وئام مع أرجوحتي ، منها انطلقت دوافع الأسى لتجعل مني إنسانا آخر ..هي آلام الماضي لما طال الظلام على إخواني في حكم مستبد و متسلط و اليوم مع صرخات إماء الرحمان على فلذات أكبادهن و هم يرحلون عن الدنيا في شهادة .. هي مساءلات الضمير أين نحن اليوم من نصرة الحق و أين الحق فينا قولا و فعلا و موقفا ...
لن أتوقف عن البوح بما هو بداخل صدري أو قلبي ، فالموقع واحد ، لأني إن توقفت سأفقد نكهة الكتابة و يصبح قلمي في حداد عن عدد القتلى و الجرحى في بلاد الإسلام.
لم أقرر بعد النزول من على الأرجوحة ، ربما لأني أجد سكينة و طمأنينة و أنا اتأرجح عليها ذهابا للأمام إلى مستقبل مجهول لأمتي و إيابا لماضي فيه ملامات كثيرة أو إن صح التعبير هي حركات منتظمة تطفئ ألمي حينما سمعت دوي المدافع لتسكت صراخ الأهالي و هم في منأى عن مساكنهم التي سكنتها أشباح تحت أنقاض الغدر..
أنا الآن لا انشد أي أنشودة و أنا لا أزال جالسة على الأرجوحة و كيف انشد و إخواني يموتون في مصر و سوريا و بورما و فلسطين...
أنا لا أتغنى بالأمل الآن ليس يأسا و إنما أؤجل هذا التمني لوقت آخر ،لأني أفضل الجلوس على الأرجوحة في حداد، هي ليست ملكي و لكن لدي امتياز الجلوس عليها لأني سأصمت طويلا لينطلق فكري إلى موقع آخر، و حتى لا يفرمني زحام الصحوة لضيق صدري أصر أن أبقى ساكتة عفوا صامتة فبين السكوت و الصمت سكتة رهيبة و مخيفة ، لأنه لا احد سيقرأ أفكاري و أنا في صمتي ، بالعكس سيشعر كل من يريد استنطاقي أني متألمة و بالتالي يؤجل كل سؤال و أي حديث إلى فرصة أخرى...
لا أحب التأجيل في الواجبات أو عدم التفاؤل بالأمل لكنها متطلبات الحداد على إخواني.
من أرحام الأحزان ولدوا من أضحوا اليوم شهداء ، و من خبز التواضع اقتات هؤلاء من هم اليوم في انتفاضة لأجل الحق و لأجل تثبيت الحق في مكانه ،و من ماء الينابيع الصافية ارتوت بطون من اخترقتها اليوم رصاصات التهور ، و من على أبواب المساجد توجهت أقدام بريئة كبرت على آداء الصلاة في وقتها ليموت وقتهم إلى غير رجعة و لو أن للشباب وقت آخر لعمر مستمر ، فبكت أركان المساجد من رهيب فراغها ذكرا و تسبيحا و هي من ألف سجادها سجود جباه التقوى لتكون اليوم هذه الجباه مركز الرصاصة القاتلة.
صعب أن يحدث طلاق أبدي بين لحظات الألفة و بين لحظات الفراق..سامحوني إن حزنت اللحظة لكنها الروح تؤيد الروح لأنها توأم من العربية و الإسلام.



سامحوني على صمتي و لو أن ما كتبت هي خواطري ترجمتها أفكاري الحبيسة بداخل جوهر مخيلتي ، لكن وعد أني سأتحرر من صمتي فور مغادرتي الأرجوحة..أرجوحة الصبر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.46 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]