وما المفردون؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حياة القلوب - قلوب الصائمين انموذجا**** يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 44 )           »          حقوق العمالة وواجباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طهر قلبك من الحسد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          البرنامج التأصيلي العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 10151 )           »          من يحمي المجتمع من عدوى الإعلانات؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مُثُــــل علـيـا في السلـوك الإداري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مساجد غزة الأثرية.. معالم حضارية تقاوم محاولات طمس هويتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1385 )           »          أصــول الفكــر القطــبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-06-2025, 12:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,605
الدولة : Egypt
افتراضي وما المفردون؟

وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟

السيد مراد سلامة

الحمد لله الذي رسَم في جميع مصنوعاته على وجوده وكماله دليلًا، الحي العليم السميع البصير الملك الكبير، لا يُدركه الوهم ولا يَحدُّه الفكر تمثيلًا، تعالى ذو الملك والملكوت، لم يزل ولا يزال عظيمًا مقتدرًا جليلًا، تقدَّس ذو العزة والجبروت، فلا تستطيع الأوهام إليه وصولًا.

وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، شهادة أَعُدُّها من أكبرَ نعمه وعطائه، وأَعُدُّها وسيلة إلى يوم لقائه.

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه.

الله زاد محمدًا تكريمًا
وحباه فضلًا من لَدُنه عظيمَا
واختاره في المرسلين كريمًا
ذا رأفةٍ بالمؤمنين رحيمَا
صلُّوا عليه وسلِّموا تسليمَا


وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نَهْجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَتَى عَلَى جُمْدَانَ، فَقَالَ: "هَذَا جُمْدَانُ، سِيرُوا، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ"، ‌قَالُوا: ‌وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: "الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا"[1].

أخي القارئ، أختي القارئة، في رحلة سار فيها النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بجبل يقال له:«جمدان بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمِيم جبل بَين قدير وَعُسْفَان من منَازِل أسلم»، فأشار إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم، وقال: سبق المفردون! وهنا قال الصحابة: "‌وَمَا الْمُفَرِّدُونَ"، قَالَ: "الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا".

والمفردون قَالَ القَاضِي عِيَاض ضبَطناه على متقني شُيُوخنَا بِفَتْح الْفَاء وَكسر الرَّاء، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فَرد الرجل إِذا تفقه وَاعْتَزل النَّاس وخلا بمراعاة الْأَمر وَالنَّهْي، وَقَالَ الْأَزْهَرِي هم المتحلون من النَّاس بِذكر الله تَعَالَى.

قَالَ الْقُرْطُبِي: وَإِنَّمَا ذكر النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَذَا القَوْل عقب قَوْله هَذَا جمدان؛ لِأَن جمدان جبل مُنْفَرد بِنَفسِهِ هُنَاكَ، لَيْسَ بحذائه جبل مثله، فَذكره بهؤلاء المفردين، وَالله أعلم»[2].

إن دوام الذكر لما كان سببًا لدوام المحبة، وكان الله سبحانه أحق بكمال الحب والعبودية والتعظيم والإجلال، كان كثرة ذكره من أنفع ما للعبد، وكان عدوه حقًّا هو الصاد له عن ذكر ربه عز وجل وعبوديته، ولهذا أَمَرَ سبحانه بكثرة ذكره في القرآن، وجعله سببًا للفلاح، فقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، وقال: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴾[الأحزاب: 35]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]، وقال: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾[البقرة: 152].

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبِّئُكم بخير أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعها في درَجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهبِ والورِق، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله"[3].

فأهل الذكر هم أهل السبق؛ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَ لَنَا مَا نَتَصَدَّقُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَاتٍ، إِذَا عَمِلْتَ بِهِنَّ أَدْرَكْتَ مَنْ سَبَقَكَ، وَلَا يَلْحَقُكَ إِلَّا مَنْ أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ؟"، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "تُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَخْتِمُهَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"[4].

وروى أبو داود في سننه من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ تَعَالَى مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً»[5].

ومما يدل على فضل الذكر ومكانته العظيمة، وأنه ينوب عن بعض الأعمال، ويقوم مقامها ما رواه أبو نعيم في كتابه معرفة الصحابة من حديث عبد الله بن حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ظن بالمال أن ينفقه، وبالليل أن يكابده، فعليه بسبحان الله وبحمده»[6].


وقد أمر الله عباده المؤمنين بالذكر الكثير فقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[الأحزاب: 41 - 42].


والنبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمَّته من الأذكار ما يملأ الأوقات! فلكل حالة أو زمن ذكرٌ يخصه، ففي الصباح أذكار مخصوصة، وفي المساء كذلك وعند النوم، واليقظة، وعند دخول البيت والخروج منه، وعند طعامه وشرابه، وغير ذلك من أحواله، ولا شك أن مَن حافظ على هذه الأذكار، فإنه سيكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وبهذا يأمَن مما اتَّصف به المنافقون؛ حيث يقول الله عنهم: ﴿ إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُو خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلًا ﴾[النساء: 142].

ومن الأذكار العامة التي تُشرع في كل وقت: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس عن جويرية: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَو وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»[7].

وروى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلَ وَأَكْثَرَ مِن ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ الله عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ الله مِلءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ الله عَدَدَ مَا فِي الأَرضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ الله مِلءَ مَا فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ الله عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ الله عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ، وَسُبْحَانَ الله مِلءَ كُلِّ شَيءٍ، وَتَقُولُ: الحَمْدُ لله مِثْلَ ذَلِكَ»[8].

[1] حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن متابع.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2676)، وابن حبان (858)، والبيهقي في "الشعب" (504)، وفي "الدعوات الكبير" (18)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 32 من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد؛ وانظر (8290).
وأخرج الشطر الثاني مسلم (1302) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، به، وانظر (7158).

[2] «سلاح المؤمن في الدعاء» (ص56).

[3] سنن الترمذي (رقم:3377)، سنن ابن ماجه (3790)، والمستدرك (1/ 496)، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:2629).

[4] وأخرج البخاري (843) و(6329)، ومسلم (595)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (146)، وابن خزيمة (749)، وأبو عوانة 2/ 248 و249).

[5] سنن أبي داود برقم (3667)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 698) برقم (3114).

[6] برقم (3627)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (6377).

[7] صحيح مسلم برقم (2726).

[8] مسند الإمام أحمد (36/ 459) برقم (22144)، وقال محققوه: حديث صحيح، وصحيح ابن حبان برقم (827) واللفظ له.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]