|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من ذنوب المعرفة ثمة ذنوب يتعفّف عنها العوام، وتقترفها قلوب طلاب العلم والمثقفين دون أن يشعروا بثقلها، لأنها تأتي متوشّحة بثياب العلم، ومغلفة بورق القراءة، ومطعّمة بماء الحبر، ومن أخطرها: الكِبْر عن قبول الحق إذا جاء من غيرهم. فإذا نُوصح أحدهم، أو وُجِّه برأيٍ، لم ينظر إلى مضمون القول، بل التفت – لا شعوريًّا – إلى تاريخه المعرفي الطويل، وسنوات القراءة، ومؤلفاته أو شهاداته الأكاديمية، فإذا بالحق يُدفن تحت ركام الغرور، وإذا بالصوت الذي جاء ناصحًا يُقصى لأن صاحبه لا “يرتقي” إلى مقام الموجَّه! وهذا – وإن تلبّس بثياب “التمييز” – فإن حقيقته في ميزان الشريعة: كبرٌ عن الحق واحتقارٌ للخلق، وقد جاء التحذير النبوي دقيقًا صارمًا في هذا الباب، فقال صلى الله عليه وسلم: «الكبر بطر الحق وغمط الناس» (رواه مسلم). وقد قصّ الله تعالى علينا مآل قومٍ لم يردعهم علمهم ولا تاريخهم، بل قال: {فَلَمّا جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ فَرِحوا بِما عِندَهُم مِنَ العِلمِ وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ} [غافر: ٨٣] أجل.. “فرحوا بما عندهم من العلم”، فتورّمت ذواتهم حتى أعمتهم عن البينات! فما نفعهم العلم، بل كان فتنتهم. فإن من علامات التوفيق أن يتجلّى الحق – وإن نطق به من هو دونك منزلة أو أصغر سنًا أو أقل علمًا – فتسلم له، لا لهوانك، بل لتعظيمك للحق، فاحذر أن يمنعك زخم علمك من أن تفتح قلبك للحق، إذا جاءك في ثوبٍ لا يُشبهك. منقول
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |