لا أحب الخير لغيري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 410 - عددالزوار : 94626 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 194 - عددالزوار : 135907 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 15085 )           »          حين تُغلق الأبواب.. افتح قلبك لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 11464 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 13812 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 11112 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 206 - عددالزوار : 66858 )           »          مفهوم السعادة وسبب الشقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          البيان بين مقامين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2025, 04:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,089
الدولة : Egypt
افتراضي لا أحب الخير لغيري

لا أحب الخير لغيري
د. شيرين لبيب خورشيد

السؤال:
الملخص:
فتاة تعتريها مشاعر سيئة تجاه الآخرين إذا أنعم الله عليهم بنعمة ما، وهذا الشعور يضايقها كثيرًا؛ لأنها تظن نفسها حاسدةً، وأنها لا تحب الخير لغيرها، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:
مشكلتي سأختصرها في موقف حدث لي؛ سمِعتُ أن جارتنا التي تبلغ من العمر ثلاثين عامًا ستُخطب لشخص صالح، ومواصفاته جميلة، رغم أنها ليست من البنات الملتزمات، هي أخت صديقتي، وهي فتاة طيبة القلب، لا أعلم لماذا شعرت بالانزعاج لما سمعت الخبر، حتى إنها ليست في عمري، ولا أخالطها كثيرًا؟ بكيت كثيرًا؛ لأنني أحسست هكذا، شعرت أنني حاسدة، ولا أحب الخير لغيري، ولا أحب أن أرى غيري سعيدًا، أحس أن كلَّ هذا يحدث دون رغبة مني، فأنا أحب أن أكون الأفضل دائمًا، حاولت دفع هذه المشاعر التي تتكرر، لكنها تعتريني باستمرار، وأنا أكره نفسي كثيرًا عندما أشعر بها، لا أريد أن أكون هكذا، ولا أريد أن أشعر بهذا الشعور الذي يتكرر معي كثيرًا، أرجو المساعدة والإرشاد، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ أما بعد:
ففي طيات استشارتكِ تقولين: أسباب المشكلة في نظركِ: حبي لأن أكون الأفضل دائمًا، ومحاولتكِ لحل مشكلتكِ؛ ألَا وهي أنكِ حاسدة، ولا تحبين الخير لغيرك، ولا تحبين أن تَرَي غيركِ سعيدًا، وأنها تحدث دون رغبة منكِ.

المهم الآن سأعيد لكِ المقومات التي منحها الله لنا، كما يمكنكِ العودة إلى كتاب: (كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة؟).

مشكلة غالبية الاستشارات هو الجهل، وهو أول مدخل من مداخل الشيطان حين توعَّد الله عز وجل أن يغوي هذا الإنسان بجميع المغريات، فحينما أمر الله عز وجل الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام، وإبليس معهم، لم يسجد وأبى واستكبر؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12].

فبعد رفض إبليسَ الأمرَ الإلهي له بالسجود لآدم عليه السلام؛ قال لله عز وجل بعد طرده من الجنة: ﴿ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴾ [الأعراف: 14، 15]، وهنا توعَّد إبليس بإغواء بني آدم؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16، 17].

والمهم أنه اعترف بأنه لا سلطان له على عباد الله المؤمنين، وأوليائه المخلصين، ولا سلطان له على عباد الله، إلا من اتبع الشيطان الرجيم، فمن عدل الله وحكمته مكَّنه من وسوسة الإنسان، فجعله قرينًا معنا، لا يغادرنا ما دمنا أحياء، على كتفه الشمال يوسوس للإنسان بالعصيان، من غير إلزام ولا سلطان، ومن عدل الله عز وجل أن جَعَلَ لنا مَلَكًا قرينًا على الكتف اليمين يدعوه إلى الخير؛ فعند مسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله، قال: وإياي، ولكن الله أعانني عليه، فلا يأمرني إلا بالحق))؛ [مسلم: ٢٨١٤]، وعند الترمذي وحسنه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للشيطان لَمَّة بابن آدم، وللمَلَك لمَّة، فأما لمَّة الشيطان، فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الْمَلَكِ، فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله فليحمَدِ الله، ومن وجد الأخرى، فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ثم قرأ: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]))؛ [الترمذي في تفسير القرآن (2988) من حديث ابن مسعود].

والشاهد من الحديث أن لكلٍّ منا قرينًا من الملائكة، وقرينًا من الشيطان، وسألخص لكِ كيف يتم اتخاذكِ أنتِ القرار، وعليكِ معرفة نقطة الخلل حتى تعالجي نفسكِ من خلال هذا الشرح:
هناك مركز الخواطر وحديث النفس في القلب، وستجدين الشرح مفصَّلًا في كتاب (كيف تقود نفسكِ للنجاح؟)، تجدين الرابط عبر شبكة الألوكة.

فعن طريق الحواس تدخل الخاطرة إلى القلب، وهنا يبدأ الصراع، وتسمى الخواطر التي لا يُحاسَب عليها الإنسان.

وفي القلب مصدر الخواطر والأفكار، ومحل الإلهام في الإنسان، وقد وصف الله عز وجل القلب بأنه يمرض ويقسو بالنفاق، وأنه يصِحُّ بالصدق والإخلاص والتوحيد.

لذا بعد أن تدخل الخاطرة إلى القلب، يبدأ الصراع بين الحق والباطل، وتأكدي في نهاية المطاف أنتِ وحدكِ صاحبة القرار والعزم، فلا سبيل لأحد لاتخاذكِ أي قرار، فلا الشيطان له سلطان عليك، ولا الملك، ولديكِ الهوى، ولديكِ الشيطان الذي يجري مجرى الدم، ولكن في النهاية القرار لكِ أنتِ.

فبعد أن تتعرفي من كتاب (كيف تقود نفسك؟) على المقومات التي وهبها الله لكِ، وكيفية محاربة وساوس الشيطان، وهدايتكِ إلى الصراط المستقيم، ومعرفة مداخل الشيطان، وكيف يوسوس في الصدر، وإغلاق جميع الأبواب بالاستعاذة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأهم معرفة سبب وجودكِ في الحياة، ووضع أهداف لها، ومعرفة أن الله فضَّل الناس بعضهم على بعض.

وتتعرفي أن رزقكِ مسطور في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام، فحينها لن تنظري إلى غيركِ نظرة حسد، ونظرة دونية، أو نظرة كُرْهٍ لنفسكِ فقط عليكِ أن تتعرفي على أعدائكِ الداخليين والخارجيين، وعليكِ معرفة النفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء، وكيف تستبدلين الحق بالباطل، والخير بالشر، والغبطة بدل الحسد، والحب بالكُرْهِ، وأن تتعرفي أنه لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، حتى تنالي السعادة في الدنيا والآخرة، وحتى تسود الألفة والمحبة بينكِ وبين أخواتكِ، فتحبي لهن مثل ما تحبين لنفسكِ.

وفي الختام، ألخص لكِ خطوات إذا اتخذتِها، فسترتاحين في حياتكِ اليومية:
أولًا: العلم ثم العلم، وقد علمتُ أنكِ أستاذة لغة إنجليزية، فعليكِ التعلم، فهو ضد الجهل، وإغلاق هذا الباب على مداخل الشيطان، وأول باب هو العلم الشرعي؛ من معرفة توحيد العبودية، وتوحيد الربوبية؛ لتتخلصي من الحسد، أو أن تكوني الأفضل، كما لا بد لكِ من التعرف على أسماء الله الحسنى، والاستعانة بالدعاء لتتخطَّي هذه الآفة.

ثانيًا: ملازمتكِ جميع الطاعات وخاصة الصلاة، ومنها قيام الليل، والدعاء بأن يصرف الله عنكِ هذه الآفة، مع التوبة من الحسد، أو أي آفة، مع العلم أنها من الكبائر، وبحاجة إلى توبة نصوح.

ثالثًا: تعرَّفي على نفسكِ، وأحبِّيها كما هي، من غير أن تشعري أنكِ تريدين أن تكوني أفضل من غيركِ، بل اشكري الله عز وجل على ما أنعم عليكِ من نِعَمٍ.

رابعًا: الاستزادة من الأذكار، خاصةً أذكار الصباح والمساء.

خامسًا: استعيني بكتاب الأربعين المروية في الاستعاذات النبوية، وستجدين الرابط عبر شبكة الألوكة.

سادسًا: استعيني بكتاب: (كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة؟) في مجاهدة النفس الأمارة بالسوء، كما يمكنكِ الاستعانة بكتاب موسوعة المرأة المسلمة pdf، أيضًا تجدين الرابط عبر شبكة الألوكة.

وفي الختام: هداكِ الله لما تحبين وترضين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]