|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خريف غزة العاصف د. أكرم حجازي 20/1/2009 ![]() لأول مرة، منذ اغتصاب فلسطين سنة 1948، يدرك العرب والمسلمون والعالم بعض وقائع المظلمة التاريخية التي حلت بالفلسطينيين على يد اليهود والقوى الدولية. ولأول مرة يعيش هذا العالم بمختلف مكوناته القومية والعرقية حتى في زوايا الأرض جرائم ضد الإنسانية تجري وقائعها على الهواء مباشرة. ولأول مرة يعاين العالم إسرائيل كدولة ونظام فوق القانون وفوق المشاعر الإنسانية وفوق القيم والأخلاق وفوق كل روادع آدمية أو ربانية، ولأول مرة تصفع إسرائيل العالم على وجهه عنتا وغطرسة وازدراء بالحياة الإنسانية ومعاناة الشيوخ والنساء والأطفال والحجر والشجر وعشقا للقتل بصورة تفوق بشاعتها تلك الجرائم النازية إبان الحرب العالمية الثانية إن لم يكن أسوأ بمرات ومرات. ولأول مرة يشعر المواطن العربي والمسلم ويعاين بكل حواسه ومداركه العقلية والنفسية مدى الخذلان العربي والإسلامي الذي رافقه على امتداد عقود الصراع. في هذه الحرب، وعلى مستوى الأمة الإسلامية، برزت تناقضات عجيبة ومشاهد مذهلة، بعضها منطقي أو يمكن تفهمه، لكن أكثرها، أقل ما يقال فيها، أنها فاضحة في ازدواجيتها إن لم تكن نفاقا مشهودا له بالجدارة. مشاهد وتناقضات أمرها سيان في الإعلام والسياسة .. بين العلماء وطلبة العلم .. بين المفكرين والكتاب .. بين ما يعلنه الحكام وما يسمحون به واقعا أو يفعلونه .. بين الجماعات السياسية والدينية .. بين الشامتين بالفلسطينيين والمناصرين لهم .. بين المغرضين والمتربصين .. بين هؤلاء وأولئك .. وحيث كان هؤلاء وكيفما كان ثمة غاية ومصلحة فيما يبوحون به من مواقف أو يقدمونه من رؤى، لكن ما من مرجعية واضحة وما من منهج محدد يمكن الركون إليه أو الاسترشاد به في النوازل الكبرى وحتى الصغرى منها. هكذا، فإن أفضل ما في هذه الحرب أنها بدت كالشجر في خريف عاصف سقطت فيه كل الأوراق وبانت الحقائق صافية جلية لا تشوبها شائبة. وعليه فإن كل ما تبقى على القضية الفلسطينية فقط انتظار سقوط المطر مع اقتراب فصل الشتاء. وفيه إما خير عميم أو طوفان مدمر، وفي كلتا الحالتين سيتغير كل شيء. فلنتوقف قليلا لنعاين الحقائق المطمورة. الخيار العربي (1) لم تكن الصواريخ التي تطلقها الحركات الفلسطينية على المستوطنات اليهودية المجاورة سببا في الهجوم على غزة، فهي بالكاد استعملت ذريعة إعلامية لتضليل الرأي العام الدولي على وجه الخصوص. ويعلم قادة اليهود وفي مقدمتهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أن معاناة اليهود جراء إطلاق الصواريخ على امتداد السنوات الثماني السابقة للهجوم هي تبريرات أوهى من خيط العنكبوت. إذ أن قواته قتلت مئات الفلسطينيين وجرحت الآلاف منهم قبل أن تظهر القوة الصاروخية البسيطة بيد الحركات الفلسطينية. ولسنا نظن أن أحدا يحتاج إلى الكثير لنقض الأطروحة الصهيونية التي يصلح تسويقها لرأي عام أغلبه مناصر لإسرائيل أو مضلَّل منذ عقود مع عدم إغفال درجة الانكشاف الخطيرة للدعاية الإسرائيلية جراء هذه الحرب الحاقدة بكل المعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية. أما أن يسوقها بيريس ومتحدث جيشه على الضحايا فهذا مدعاة للسخافة والعجرفة وتحقيرا لدماء الضحايا. ليست هي الصواريخ العبثية إذن. وكل ما في الأمر أن الأوان قد حان لوأد المقاومة الفلسطينية كرد طبيعي لجأ إليه الفلسطينيون لمواجهة اغتصاب أرضهم وإقامة إسرائيل عليها. هذا الخيار هو الذي أرادت إسرائيل وغيرها تصفيته ونزعه من العقل الفلسطيني والعربي بصورة نهائية. أما لماذا تفعل ذلك؟ فليست التحليلات هي من يمتلك الإجابة بقدر ما هي الوقائع والسياسات التي تفرض نفسها كاشفة النقاب عن صورة وضع عربي معجون بتناقضات عجيبة لا مثيل لها في العالم جعلت منه أشبه بالقطيع الهائم ليست له أية مرجعية تذكر ولا هدف ولا طموح، ولا يتمتع بأية مسؤولية تجاه مصيره وتجاه قضاياه المصيرية. فعلى المستوى العربي انفرط العقد منذ حرب الخليج الثانية (1991)، فالقادة انقسموا بين من يؤيد الحل الأجنبي العسكري ومن يؤيد الحل العربي السلمي للأزمة. وانقسم معهم العلماء والمثقفين والصحفيين، وظل العقد ينفرط إلى أن بلغ الشعوب التي بات بعضها يحقد على بعض. وصار لكل فريق حلفاؤه السياسيين وعلماؤه ومثقفيه وكتابه وجماهيره وشعوبه. في تلك الفترة من الزمن لم يعد ثمة محايد ولا متعقل ولا موضوعي ولا منصف ولا حكيم. فكل فريق يمتلك من هؤلاء ما يكفي لمقارعة الفريق الثاني والسخرية منه. فماذا كانت النهاية؟ لا شك أن العراق سقط مرتين وسقطت أفغانستان ودمرت الشيشان ونهبت الصومال وقسمت البوسنة وُجرَّ ما تبقى من فلسطين إلى أوسلو وعاش فريق التسويات أمجادا طالما حلم بها، وحطت القواعد الأمريكية والاستخبارية رحالها في كل بقعة عربية حتى لم تبق دولة آمنة ولا هي بمنأى عن الاحتلال المباشر أو غير المباشر. وكانت النتيجة أن دولا وقعت معاهدات دفاع مشترك مع القوى الغربية الغازية وأخرى وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل وثالثة بحثت عن تسويات سياسية معها ورابعة تبرعت بتقديم المبادرات تباعا وأخرى أقامت علاقات دبلوماسية أو افتتحت ممثليات تجارية وثقافية وقنصلية ... إلخ وغدا من الطبيعي النظر إلى المقاومة كالنشاز في سمفونية حالمة أو كالحجر يُلقى في بركة راكدة فيعكر صفوها. الأسوأ من هذا أن المقاومة نفسها، قبل وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو، غدت موضع تساؤل بين القوى الفلسطينية ذاتها إلى أن تحولت، حينا، إلى مجرد خيار لدى من يدافع عنها بل وعبء عليه في بعض الأحايين وعلى من يناهضها. وبهذه الكيفية بالذات وجدت القوى المناهضة للمقاومة، عربية كانت أو فلسطينية، أن الفرصة مواتية لإدانتها وضربها والتخلص منها وجرّ الشعب الفلسطيني إلى الأطروحة الغربية والصهيونية القاضية بالانحياز إلى التفاوض كخيار وحيد لتسوية ما تبقى عالقا من القضية الفلسطينية سيئة الذكر. بعد قليل من انطلاق مؤتمر مدريد للسلام (1992) توصل مفاوضون فلسطينيون سرا إلى اتفاق إعلان مبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عاد بموجبه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى فلسطين، لكن المفاوضات تعثرت مرارا. وعلى مقربة من منتصف العام 1999 بدأت مفاوضات كسر عظم بين عرفات واليهود في منتجع كامب ديفيد، وألقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بثقله فيها، وحاول الأمريكيون واليهود معا فرض حل يستثني القدس ويسمح بانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية بما نسبته 45% من مساحتها الإجمالية، إلا أن عرفات الذي تعرض لتهديدات مباشرة بالقتل وإهانة شخصية بالغة من مدير وكالة المخابرات الأمريكية جورج تينيت رفض المشروع المقترح عليه. وعاد إلى غزة وفي ذهنه افتعال مواجهة مع اليهود على اعتبار أن ما لديه من أوراق للضغط لا تكفي لإنجاز انسحاب إسرائيلي شامل من الضفة الغربية وعزة والقدس، وهذا يعني أنه أراد تحسين فرص التفاوض لديه. وجاءت فرصته مع اندلاع انتفاضة الأقصى التي تسبب بها اليهود حين قرر شارون، بمباركة من قادة اليهود، زيارة المسجد الأقصى. وفي أوائل الانتفاضة تسربت تصريحات من الجانب الإسرائيلي تفيد بأن دولا عربية حثت إسرائيل على إنهاء الانتفاضة والتخلص من عرفات. لسنا متأكدين من ذلك، لكن هذا ما حصل في بضع سنوات من اندلاع الانتفاضة حيث قتل الرجل مسموما فيما يحاول خصومه الذين يرفضون فتح تحقيق حتى الساعة الزعم بأنه قتل بسبب إصابته بفيروس الأيدز! وخلال الانتفاضة بذلت إسرائيل جهودا جبارة في القضاء على القيادات الفلسطينية الكبرى من شتى الاتجاهات، ونجحت في تصفية القادة الميدانيين إلى أن خلت الساحة من أي رمز فلسطيني على مستوى العالم حتى لو كان اجتماعيا. وكان سهلا على إسرائيل، التي سعت إلى ذلك ونفذته على أكمل وجه، أن تقول بأنه لا يوجد قيادة نفاوضها. وفعليا لم تعد تجد من تفاوضه إلا أولئك الذين أرادت أن تدفع بهم من القعر إلى السطح ليكونوا نظرائها المرغوب فيهم سواء علموا أم لم يعلموا. إذن مشروع ضرب المقاومة قديم وليس بجديد. وبقطع النظر عن استدراج القادة الفلسطينيين إليه عبر معادلة الأمن مقابل السلام يمكن القول أن إسرائيل نجحت في توطين أطروحتها بين العرب والقيادة الفلسطينية ممثلة بمؤسسة السلطة التي جلبتها اتفاقيات أوسلو. وإذا كان البعض يتحدث عن تواطؤ عربي في وصف الحرب على غزة فالحقيقة تؤكد أن الحديث بصريح العبارة عن خيار عربي رسمي مناهض للمقاومة وليس مجرد تواطؤ نجم عن خلافات سياسية مع حركة يراد تأديبها على غرورها، وهذا يعني أن السياسة العربية ماضية في خيارها سواء كانت حماس موجودة أو غائبة عن الفعل السياسي والعسكري الفلسطيني. لكن ما هي تاريخية إسقاط المقاومة؟ وكيف؟ ويستمر سقوط الأوراق ...
__________________
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() خريف غزة العاصف القمة العربية (4) د. أكرم حجازي 23/1/2009 ![]() هكذا لم يكن الموقفين انعكاسا لفرز عربي تسببت به خلافات في وجهات النظر ولا هما وليدي الحرب على غزة. أما التحليلات المحمومة التي سعت إلى التقارب أو جسر الهوة وكذا تلك التي حاولت إيقاع الأطراف المناهضة لانعقاد القمة في الحرج كي تدفعها إلى تغيير مواقفها لم تنجح سوى في الكشف عن المزيد من التعنت والاستهتار في الأرواح بصورة لا تقل وحشية عما تأتيه إسرائيل والعقلية اليهودية المتغطرسة من جرائم لم تعد تتسع لها العقول ولا الصدور . ولسنا ندري هل هو دس للرؤوس في الرمال؟ أم تخوف من الوقوع في الحرج؟ أم هي ذات العقلية التي تأبى أن تتعلم من أية تجربة في الماضي البعيد والقريب؟ فسياسة الإحراج والتعرية أو حتى سياسة الترضية والمجاملات لم تعد تُجدِ أي منها نفعا مع تمايز الأطروحات العربية تجاه القضية الفلسطينية ووضوح الافتراق بين الكثير من الأنظمة السياسية منذ زمن بعيد. لذا من الأجدى وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها بدلا من الخداع والمراوغات التي لم تجلب سوى الكوارث على قضايا الأمة. 1) دائما ناقص واحد لم يكن الفلسطينيون ولا سكان غزة ولا حتى الشعوب العربية يراهنون على انعقاد قمة عربية أو انتظار نصرة من العرب الرسميين. فقد اعتاد الناس على الخذلان أكثر مما اعتادوا على مناصرة في يوم من الأيام. والمساءلة بسيطة: ماذا ينتظر أهل غزة من قمة انعقدت قبل يوم واحد من وقف إسرائيل لعدوانها (17/1/2009) عليهم؟ وماذا يرتجى من قمة الكويت (19/1/2009) إذا كان انعقادها قد جاء بعد يومين من وقف العدوان ليغلب عليها طابع المعاتبات والمصالحات؟ الحقيقة الصارخة أن مصر والسعودية لا يمكن لهما أن تقبلا بعقد قمة فيما الحرب بالكاد انطلقت شرارتها. بل أن الرئيس المصري الذي لعب دور رأس الحربة خرج على الملأ (30/12/2008) وقال بالحرف الواحد: لن أفتح المعبر!، هكذا بتحد سافر لا يعني لأهل غزة المحاصرين من كل جانب إلا من معبر رفح على الحدود المصرية إلا رسالة واضحة جلية: موتوا قتلا ورعبا .. تحملوا مطاردة الطائرات الإسرائيلية لكم ولأطفالكم .. ولتدمر البيوت على رؤوسكم .. ولتحرق غزة حجرا حجرا .. وإن لم يعجبكم فالفسفوري سيفي بالغرض واليورانيوم المخضب سيفي بالغرض وإن فشلت فهناك قنابل الداين لن تدخر جهدا في تقطيع أمعائكم! لن أفتح معبر رفح! ليش؟ فالناس يا ريس في حجيم. الناس فاهمة غلط فنحن مرتبطون باتفاقية دولية حول المعبر يشارك بها الأوروبيون والإسرائيليون. يعني المعبر مش مصري خالص واليهود عايزين يشوفوا بالكومبيوتر إيه اللي بيدخل وإيه اللي بيخرج! باختصار: لن أفتح المعبر حتى لو كان القانون الدولي يسمح بذلك خاصة في الحروب. لن أفتح المعبر، ولن يسمح لفلسطيني بعبوره، وسيلقى الأطباء المتطوعون كل عنت وتجبر وازدراء واحتقار كلما توسلوا السلطات المصرية أن تفتح لهم المعبر لمساعدة زملائهم في غزة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ومن لا يعجبه فها هي قوات حرس الحدود مسلحة برشاشاتها ومدافعها وفي جاهزية قتالية لكل من تسول له نفسه اختراق المعبر. فهل يمكن لمصر، بهذه المواقف الشريرة، أن تقبل بانعقاد قمة وهي تفكر بنفس منطق اليهود: أقتل المدنيين وشردهم وقطع أوصالهم تنهار حماس ويخلو لكم وجه إسرائيل؟ منذ الأيام الأولى التفّت مصر على القمة المقترحة وعملت على ترحيلها إلى مجلس الأمن الدولي للنظر في عدوان إسرائيل على غزة، واستعجب عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية من مماطلة المجلس في بحث العدوان، واعتقد الناس أن المجلس متآمر وهو كعادته ما انتصر في يوم ما لمظلوم، لكن الذي تغير هو موقف الجامعة نفسه، وعمرو موسى كان أكثر من شجع على تجنب انعقاد القمة، ولكي يتخلص من المشكلة نقلها، على عجل، إلى مجلس الأمن. وكما كان موقف الجامعة مخزيا خلال أزمة الكويت (1991) أيام عصمت عبد المجيد كان موقفها، هذه المرة، إزاء القمة المقترحة أشد إيلاما حين انحازت بشكل سافر للأطروحة الأمريكية تجاه المقاومة. لم ينتظر أحد شيء من الزعماء العرب، لكن أن تنحاز الجامعة إلى الظالمين ومن رجل يوصف بالعروبي فهو معطى جديد بما أن الجامعة مهمتها الجمع بين الفرقاء لا تمزيقهم. فقبل انعقادها بيوم واحد قال موسى للرئيس الفلسطيني: ما فيش قمة عربية بحسب لغة الوزير القطري حمد بن جاسم الذي حاول، عبثا، إقناع محمود عباس بحضورها. ومع أنها انعقدت بمن حضر، أقل بعضو واحد من النصاب القانوني، فقد لاحظ المراقبون أن هناك جهات ليس لها من عمل إلا تخريب انعقاد القمة بأي ثمن وبأية وسيلة، فكلما اكتمل النصاب أو قارب على ذلك نقص واحد كما يقول أمير قطر. أما لماذا هذا التخريب فببساطة لأن الوضع لا يستدعي انعقاد قمة! ولا ندري ما الذي دفع رئيسي بوليفيا وفنزويلا إلى طرد سفيري إسرائيل من بلادهم. لكن الحقيقة أن المصريين والسعوديين لا يرغبون في اتخاذ أي قرار قبل أن تحقق الحرب أهدافها بهزيمة المقاومة، وحتى المبادرة المصرية لم تكن سوى مبادرة استسلام ولم تكن إنقاذا لغزة ولا بأي معيار، فهي لم تشتمل إلا على أطروحة واحدة تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم أو هدنة طويلة الأمد وكأنك يا زيد ما غزيت. والسؤال ببساطة: هل يعكس تماسك الموقفين المصري والسعودي تجاه منع انعقاد القمة العربية (16/1/2009) في الدوحة تماسكا مماثلا على جبهة المؤيدين لانعقادها؟ 2) لا تشكيلي ولا أبكيلك .. حالي من حالك لا شك أن بعض التصريحات التي صدرت على وجه الخصوص من الساسة المصريين وشككت في خلفية حضور الكثير من الدول للقمة ووصفها لها بذات المواقف المتاجرة والمزايدة لها ما يبررها ولو أنها قيلت في سياق حق أريد به باطل. إذ أن الموقف المصري ليس طاهرا كي يزايد هو الآخر على غيره. فالمشاركة الموريتانية مثلا كانت تعبيرا عن احتياجات سياسية فرضتها المعارضة الموريتانية على حكم العسكر الذين حضروا بصيغة مكرها أخاك لا بطل، فقد واجه العسكر معادلة صريحة من المعارضة: طرد السفير الإسرائيلي مقابل الاعتراف بهم حكاما شرعيين في موريتانيا. والمشاركة العراقية كانت عجيبة من نظام سياسي أنشأته ورعته القوات الأمريكية حتى أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي حارب المقاومة وتفاخر بكونه أول من أسس الصحوات وأول من دعا لوجود أميركي طويل الأمد في العراق وأول من وقع على الاتفاقية الأمنية ألقى كلمته، في القمة، بحماسة وتلعثم لسانه حتى بدا عقله وقلبه مفتونا بتلبية نداء أمريكا، ولم يعد يدري ما إذا كان حضوره جاء تلبية لنداء غزة أو أمير قطر أو أمريكا، ولا ما إذا كان جالسا جنبا إلى جنب مع عدوه اللدود الرئيس الإيراني أحمدي نجاد صاحب أطول كلمة في القمة! أما الرئيس الفلسطيني فلم يحضر لأنه تعرض لضغوط بحسب قول الوزير القطري في مؤتمره الصحفي. لكنه لن يحضر لكونه جزء من الحرب على غزة، ولأنه متهم والسلطة بالتواطؤ مع إسرائيل في مهاجمة غزة. ومتهم بامتناعه عن رفع دعوى إلى محكمة لاهاي أو محكمة الجنايات الدولية لإدانة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني. وأركان السلطة بلا استثناء مشغولون فيما ينتظرهم من أدوار بعد محرقة غزة. ونمر حماد لم يتوانى لحظة واحدة عن تحميل حماس مسؤولية الهجوم وكأن المصيبة التي حلت بالشعب الفلسطيني ليست كافية لإدانة إسرائيل بقدر ما هي كافية لإدانة حماس. وفيما يتعلق بقطر نفسها صاحبة الدعوة للقمة فما كان من عشيق أمريكا في السلطة الفلسطينية صائب عريقات وربيب إسرائيل إلا أن عايرها بإيوائها لقاعدة العديد الأمريكية الكائنة على مقربة من انعقاد القمة. وهو حق أراد به باطل خاصة وأنه كان وما يزال من أشد المتحمسين للقضاء على المقاومة، وأول من طاولت يده السقف في التصويت على إلغاء ميثاق منظمة التحرير في جلسة رام الله الشهيرة. والراجح أن حماسة قطر في الدعوة إلى القمة وانعقادهما ربما يرجع إلى الخدعة التي تلقتها من الأمريكيين والإسرائيليين في عدم ضرب حماس وما سببه لها هذا الموقف من إهانة وحرج أرادت أن تعوض عنهما أدبيا وماديا ببعض المناصرة المالية والسياسية. وقس على ذلك كثير من المشاركات التي حضرت إما لمصلحة أو لأيديولوجيا أو حفظا لماء الوجه. ولو عرضنا جردة حساب لكان لكل مشارك منهم نصيب. فالغالبية الساحقة من المشاركين إما أنهم حلفاء إستراتيجيون للأمريكيين أو لهم علاقات واسعة النطاق معهم، أو أنهم مرتبطون بمعاهدات سلام مع إسرائيل أو لهم علاقات علنية أو سرية معها، فبأي منطق ينتصرون للمقاومة؟ وضد من؟ أمريكا أم إسرائيل؟ أم كليهما؟ أم غيرهما؟ ومن المثير حقا أن بعض الذين حضروا القمة ممن يوصفون بالقوى الراديكالية كان بإمكانهم فتح جبهاتهم خاصة بعد بشاعة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل والصمود القوي للمقاومة واتساع حجم الإدانة العالمية للعدوان واندفاع الحقوقيين في العالم لمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب. لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا مستقبلا. فلماذا حضروا القمة إذن؟ أخيرا كل المواقف في هذه الحرب، إذن، كانت واضحة لا لبس فيها، فالموقف الإسرائيلي لم يدخر من نازيته الكثير ليستعملها في مناسبة أخرى، والمقاومة قدمت عروضا في الثبات والنكاية ستحسب قطعا في رصيدها واستراتيجياتها القادمة وحتى في أيديولوجياتها وعقائدها القتالية، والشارع الدولي، خاصة، كان صادقا وواسعا أكثر من الشارع العربي الذي بدا مقموعا وعاجزا وخائفا، والأمم المتحدة، فجأة، خرجت عن صمتها وصار لها صوت، وغدا بان كيمون يشدو على وقع الضربات التي تلقتها مؤسسات منظمته في غزة، والموقفين السعودي والمصري باتا أوضح من الشمس في رابعة النهار، والجامعة العربية انحازت إلى الموقف المصري والعدوان بشكل أو بآخر. أما مشكلة الفلسطينيين فهم من ورطة إلى أخرى، فإذا اغتصبت أرضهم اتهموهم ببيعها، وإذا قاوموا المحتل وصفوهم بالإرهابيين، وإذا أطلقوا صاروخا قالوا عنهم عبثيين، وإذا فروا من جحيم الحرب لاحقتهم لعنة اللاجئين، وإذا صمدوا سلطوا عليهم آلة القتل والحصار. فلا هم بمحترمين في بلادهم ولا هم بمنآى عن الإذلال خارجها. ولا هم بمرحب بهم منكسرين ولا هم بمرحب بهم مقاومين. تُرى؛ لو قبل الفلسطينيون بأطروحاتهم وأوقفوا المقاومة فهل من ضمانة بألا يتحولوا إلى لاجئين؟ وهل سيفلتوا حينها من الشماتة؟ لا. أما هؤلاء الذين يرفضون المقاومة فما هو البديل الذي يقدمونه للفلسطينيين أو للأمة؟ ويستمر سقوط الأوراق …
__________________
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد يشكو البعض من المقالات الطويلة ليت احدهم يحاول تلخيص المواضيع الكبيرة فكما هناك مشرفين جميل انيكون هناك مملخصيين (من يقوم بالتلخيص)... شكرا اخي ahmmed12 على هذا الموضوع ارى ان يتم دمج كل المواضيع في رابط واحد ويستمر سقوط الأوراق … نعم فلا نعلم متى سنعيش بسلام وبدون اوراق يكتب عليها سياسة.. جزاك الله خيراً
__________________
بالصبر تبلغ ما ترجوه من أمل *** فاصبر فلا ضيق إلا بعده فرج ![]() ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك مشرفنا الكريم وهنا مشكلة امتنا اليوم لانه خريف الامة وليس غزة فقط نسال الله توحيد كلمتنا على الحق يارب جزاك الله الجنة اخي الفاضل احمد تقبل تحياتي
__________________
![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |