خطبة عيد الأضحى 1435هـ ( أضحية وتضحية ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 41 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1194 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          لو خلص ومش عارفة تعملى إيه.. 6 خطوات لعمل الفاونديشن في البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          6 نصائح لحماية الطفل من الاعتداء البدنى والتحرش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-02-2020, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى 1435هـ ( أضحية وتضحية )

خطبة عيد الأضحى 1435هـ

( أضحية وتضحية )


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم


الحمد لله الحكيم الخبير، السميع البصير، العلي الكبير، أحاط علمُه الدقيقَ والكبير، وعم خيرُه القليلَ والكثيرَ، والجليَّ الظاهر والخفي المستور، كريم ستير، ودود شكور، عفو غفور. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نظير، ولا معين له ولا مشير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم التسليم الوفير.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ما أهلّ حاج ولبّى، الله أكبر ما أفاض عامر وأضحى، الله أكبر ما جاد ناسك وضحّى، الله أكبر ما كبّر عبد وصلى، الله أكبر ما قام خاشع وتلا، الله أكبر ما رقّ جفن وهمى، الله أكبر ما أوجد وأفنى، الله أكبر ما أغنى وأقنى، الله أكبر ما أضحك وأبكى، الله أكبر ما أسقم وعافى، الله أكبر ما هبّ ريح وأسفا، الله أكبر ما هلّ وَدْقٌ وأربى، الله أكبر ما اخضرّ غصن وأدلى، الله أكبر ما علا طود وأبقى، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المؤمنون والمؤمنات!
شعائر الله معالم دينه الظاهرة؛ رسوم ذات معانٍ ومقاصد، يحمل استشعارها على تعظيمها في القلوب، واصطباغ النفس بروحها، وإجلالها عن الفعل الأجوف الذي لا يتعدى الرسم والصورة؛ فلا تُذهِب العادةُ وإلفُ الفعل وكثرة مشاهدة الفاعلين حلاوة إدارك هذه المعاني وحسن استصحابها، ﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: الآية 32]. هذا، وإن الأضحية لمن أعظم الشعائر التي يتقرب بها العبد لمولاه، كما قال الله تعالى -: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ [الحج: الآية 36]. وإن من أجلِّ ما تحمله تلكم الشعيرة من معانٍ: معنى التضحية في سبيل الله؛ ببذل النفيس ابتغاء رضوان الله وثوابه دون طلب جزاء الخلق وشكرهم. فللأضحية رباط وثيق بالتضحية في سبيل الله مذ سنّها الله؛ فداءً لتضحية خليله إبراهيم بفلذة كبده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام؛ إذ ابتلاه الله بذبحه وقد جاءه بعد كبر وضعف وعقم ومس الحاجة إلى نفع ذلك الغلام اليافع!

عباد الله!
إن التضحية في سبيل الله من لوازم أخذ الدين بقوة والعض بالنواجذ عليه، وذاك ما أوصى الله به أنبياءه وأتباعهم، كما قال تعالى: ﴿ يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [ مريم: الآية 12]، وقال: ﴿ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ * وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ﴾ [الأعراف: 144 - 145] كما أن التضحية من أجلى براهين الإيمان الصادق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم -: " والصدقة برهان " رواه مسلم. وهي كذلك من أعظم مثبتات الدين، وأبلغ وسائل تبليغه ودعوة الناس إلى اتباعه؛ وذاك ما ترشح به سير الأنبياء والمصلحين على مرّ الدهور. وبالتضحية يشتد بناء المجتمع المسلم، ويقوى عماده؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم. وراية العز وذُرى المهابة معقودة برسوّ ميطدة [1].

التضحية، كما قيل:
لا يسلم العرض الشريف من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم

إن التضحية مقام رفيع؛ يسمو بصاحبه عن الركون للأرض، والانكفاء على الذات، والعيش على هامش الحياة. ولن يُنال البرُّ إلا بجسر التضحية، كما قال تعالى: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [ آل عمران: الآية 92]. والأمة إن تخلفت تضحيتها وضنّت بأثرتها حقت عليها سنة الله في الاستبدال؛ إذ ليست صالحة لحمل رسالة الله في الدنيا، ولن تطيق القيام بتكاليف تبليغ دينه للعالمين، كما قال سبحانه: ﴿ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ﴾ [محمد: الآية 38].

معشر المؤمنين والمؤمنات!
إن الوصول لنزل التضحية السامي، والإبقاء عليه، وقطع قفاره الشاقة، ليستوجب من المؤمن اليقينَ بالخلف من الله لكل فائت وذاهب بالتضحية؛ فهو القائل سبحانه: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ [سبأ: 39]. كما أن السير في درب التضحية يستدعي همة طُلَعة عليّة؛ تندقّ على صلادها معاول الأنانية والانهزامية أمام مغريات النفس ومرهِّباتها. ولن تقطع تلك الدروب إلا بقصر الأمل وذكر فناء الدنيا وعظيم ما أعد الله من النعيم لمن ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴾ [النازعات: 40]. وعزاء السائر في سبيل التضحية في أسلاف سابقين من الأنبياء والصالحين، ضربوا في سماء التضحية أروع الصور والمُثل؛ حتى غدت مطالعة سيرهم والعيش مع أخبارهم زاداً لا يُستغنى عنه في تلك المسيرة. وليحذر السائر في درب التضحية عقابيل الطريق ومنعطفاته: من ضعف الإيمان واليقين، والبخل والأثرة، والترف والتعلق بالدنيا؛ فإنها حائلة دون حوز المجد التليد.

عباد الله!
لما كانت الطباع متفاوتة، ودروب الخير شتى، كل يسلك منها ما يصلح له؛ جعل الله الإيمان شعباً، وأبواب الجنة ثمانية. وهكذا هي التضحية في سبيل الله؛ صنوف وأنواع، لا تحصر في نوع أو عدد؛ والمحروم من أفلس منها كلها. فمن صور التضحية: سخاء المال، وبث العلم، وبذل الجاه بالشفاعة الحسنة، والإيثار، وكرم المشاعر، ونفع البدن، ونشر الخير، ونصرة المظلوم، ورحمة الضعيف، وإصلاح ذات البين، وكظم الغيظ، والعفو عن الإساءة، والجهاد، والصدع بكلمة الحق، إلى غيرها من الصور التي لا تتناهى مما ينضوي تحت إطار المشروعية مما شرع الله وابتغي به وجهه.


بيت دعائمه نبل وتضحية *** إذا بنى الناس من ضَمْرٍ[2] ومن شِيد[3]

ومن تنكّب جادة التضحية المشروعة - بأن كانت لغير الله، أو في غير ما شرع - باء بالحرمان. وأشد ذلك الحرمان أن تكون التضحية في محادة أمر الله ومضادة شرعه وإيذاء عباده؛ فذاك - لعمر الله - الخسار البيّن!!

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الخطبة الثانية
الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه ومداد كلماته، والصلاة والسلام على رسوله خيرته من برياته. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المؤمنون!
عباد الله!
إن يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر، وهو عيد الأضحى والنحر، وإن من أعظم ما يؤدى في هذا اليوم الأضحيةَ الشرعية التي ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إراقة دم، وإن للمضحي بكل شعرة وبكل صوفة حسنة، وهي سنة أبينا إبراهيم المؤكدة، ويكره تركها لمن قدر عليها، وذبحها أفضل من التصدق بثمنها. وتجزئ الشاة عن واحد، والبدنة والبقرة عن سبعة. والانفراد بالشاة أفضل من سبع البقرة والبدنة.

ثم اعلموا أن للأضحية شروطاً ثلاثة:
الأول: أن تبلغ السن المعتبر شرعاً، وهو خمس سنين للإبل، وسنتان للبقر، وسنة كاملة للمعز، وستة أشهر للضأن.

والشرط الثاني: أن تكون سالمة من العيوب التي نهى عنها الشرع، وهي أربعة عيوب: العرجاء التي لا تعانق الصحيحة في الممشى، والمريضة البين مرضها، والعوراء البين عورها، والعجفاء، وهي الهزيلة التي لا مخ فيها. وكلما كانت أكملَ في ذاتها وصفاتها فهي أفضل.

والشرط الثالث: أن تقع الأضحية في الوقت المحدد شرعاً والذي يبدأ من الفراغ من صلاة العيد وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث بعد العيد؛ فصارت الأيام أربعة.

ومن كان منكم يحسن الذبح فليذبح أضحيته بنفسه، ومن كان لا يحسن فليوكل من يذبحها عنه ممن يحسنه ولو بأجر، لكن لا يكون ذلك الأجر من الأضحية، وليرفقِ الجميع بالبهيمة، وليرح أحدكم ذبيحته وليحدَّ شفرته لا أمامها؛ فإن الله قد كتب الإحسان على كل شيء، ويوجهها للقبلة عند الذبح، ويسمي قائلاً: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عن فلان أو فلانة، ويسمي صاحبها. والأفضل أن يهدي منها ويتصدق ويَطعم ,إن فعل واحدة منه جاز.

هذا، ويستحب إظهار الفرح والسرور في هذا اليوم بما لا يُتجاوز فيه حد المشروع، وأن توصل الأرحام، ويعفى عن المظالم، وأن يوسع على العيال.


[1] المِيطَدَةُ: خَشَبَةٌ يُوَطَّدُ بِهَا الْمَكَانُ مِنْ أَساسِ بناءٍ أَو غَيْرِهِ لِيَصْلُب.

[2] الهزال.

[3] كلُّ مَا طُليَ بِهِ الحائطُ من جِصٍّ أَو بَلاط.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.25 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]