مدرسون أم منفرون؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المفصل في المفضل في تلاوة صلاة الصبح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          طهارة المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أحكام سلس البول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 6707 )           »          قصص رويت في السيرة ولا تصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 16 )           »          العودة إلى بدء الوحي: سبيل الأمة للخروج من أزمتها الراهنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كان - صلى الله عليه وسلم - خلقه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الحديث الرابع: الراحة النفسية والسعادة الأبدية الرضا بقضاء الله وقدره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تفسير سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3103 - عددالزوار : 390674 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-05-2021, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,863
الدولة : Egypt
افتراضي مدرسون أم منفرون؟!

مدرسون أم منفرون؟!


محمد بن علي القعطبي







في رحلة داخلية إلى المدينة المنورة، وحينما كنتُ في الحافلة التي توصلنا إلى الطائرة، أمسك بيدي شاب وقال: هل عرفتني؟ قلت: لا، قال: أنا عصام، لقد درَّستَ لي قبل عدة سنوات، أنا تخرجت في الجامعة، وقد عُيِّنت في إحدى القرى البعيدة، قلتُ: لا عليك، إنَّ البداية في القرية خير من البداية في المدينة؛ فالطلاَّبُ فيها أقْرب إلى الفطرة، وبعيدون عن كثير من أخلاق طلاب المدن ومشاكساتهم، ولعلك تصقل تجاربك هناك، فهزَّ رأسه، ولستُ أدري: هل هو مقتنع، أم تحدثه نفسه بشفاعة تنقله إلى المدينة، وتريحه من تعب الذهاب إلى القرية، والعودة منها؟ ثم مضينا كلٌّ إلى مقْعده.













وفي المدينة المنورة - في أثناء مراجعتي لجهة ما - قال لي الشخص الذي جلستُ أمامه: أما عرفتني؟ فقلت: لا، قال: حاول، أنا أحد طلابك، فصوبتُ النظر فيه وصعدت، وحاولت أن أصغر الصورة ما وسعني، وأن أتخيله صغيرًا، فقلت: لعلك فلان، قال: نعم، وبعد أن تبادلنا الحديث، أنهى لي ما كنت أريده منه وانصرف.







وجدت مرارًا مثل ذلك في المطار، وقد أوقفني أحدهم مرة، وقال: أرجوك ابحثْ عن أي شيء يمكن أن أقدمه لك، أريد أن أخدمك بأيَّة صورة، فقلت له: والله إني لراغب أن أحقق لك طلبك؛ لكني - ولله الحمد - حجزي مؤكَّد، وليس لدي ما أحتاج إليه، قال: إذًا أُخْرِج لك بطاقة صعود الطائرة، وأذهب معك إلى البوابة، فقلت له: حبًّا وكرامة، فمضى سعيدًا بعمله.







وفي الجانب الآخر، ذهبتُ مع زميل لتناول العشاء في أحد المطاعم، فاستوقفه شاب ووقفت معه، وبعد أن عرفنا أنه كان طالبًا عنده منذ عشرين سنة، وقال: لا أنسى فلانًا، ولا فلانًا، ولا فلانًا من المدرِّسين، لقد عاملوني بقسوة من دون وجْه حق، فلا وفَّق الله فلانًا، وقد علمت أنه يسعى للحصول على الدكتوراه، وأما فلان فقد انتقمتُ منه، وأتحين الفرصة للانتقام من الثالث، ثم قال: لقد آذَوني، وخرجتُ من المدرسة تلك، وانتقلت إلى مدرسة أخرى، ولا والله ما نسيتُ ظلمهم لي بدون وجه حق، ولن أنساه، ثم قال له: والله إني لأعلم مَن عاقبني يريد مصلحتي، ومن عاقبني حقدًا وتشفِّيًا، لقد ضربني فلان مرات كثيرة؛ لكنه كان يريد مصلحتي، ولم تنقص درجتي عنده مطلقًا عن 90 %، ولا والله ما أجده إلا وأقبِّل رأسه، ولقد غضبتَ - والكلام موجَّه للزميل - عليَّ مرات كثيرة؛ لكني أعلم أنك لم تكن تريد لي إلا خيرًا.







وعادتْ بي الذاكرة إلى أوائل أيام التدريس، وتذكرتُ عندما كنتُ في فورة الإقبال، وعنفوانه، وشططه، أسئلة صعبة، ومواقف حازمة ما وقفتُها إلا رغبةً في أن يحقِّق الطلاب أعلى النتائج، ورغبةً في حفْزهم إلى أن يأتوا بما لم يأتِ به الأوائل، إنه عنفوان الشباب الذي يندم المدرس بعد فترة من الزمن عليه، ويتمنَّى لو كان أكثر رفقًا بطلابه، وأكثر واقعية في تناوُل الأمور، ولن أنسى ذلك الشابَّ الذي دخل عليه مدرِّسُه في إحدى الدوائر الحكومية؛ لمراجعة معاملة له، فرحب به، ثم قال له: أتدري يا أستاذ أنك السبب في تركي للدراسة؟ لقد كنتَ بتشددك السببَ في كرهي لها، فتركتُها.








وتمنَّى المدرسُ لو انشقت الأرض وابتلعته، ومهما فسر فالتفسير لا قيمة له، ومهما برَّر فالتبرير غير صحيح أمام الحقيقة، ((وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه))، وفي المقابل: "مَن عَلَّمَني حرفًا، صرت له عبدًا".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.58 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]