الربيع فصل الجمال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027872 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304571 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121778 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2021, 01:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي الربيع فصل الجمال

الربيع فصل الجمال


ماجد محمد الوبيران






لا يشكُّ أحدٌ في أن فصلَ الربيع هو فصلُ الجمال، واعتدال الأجواء، وابتهاج الأرض، وعودة الحياةِ إلى الكائنات بعد شتاء طويل ببرده القارس، وريحه القارص.

وما أجملَ ما قال الشاعرُ البُحتريُّ الذي وصَفَ الربيعَ في قصيدته الذائعةِ التي مطلعها:
أتاكَ الرَّبيعُ الطَّلقُ يختال ضاحكًا
مِن الحُسنِ حتى كاد أن يتكلَّما


ومن الطبيعي أن يصف البحتريُّ الربيعَ، وهو الذي نشأ في بلاد الشامِ، البلادِ ذات الطبيعة الجميلة، والمناظر البديعة.

ومن الجميلِ أن يدرُسَ طلابُنا في الصف الرابع نصًّا عن الربيعِ بجماله وبهائه؛ لكن المشكلةَ تكمنُ في فصل الطالب عن واقعِهِ وبيئتِه؛ فالطالب الصغير يعيش بخيالِهِ الواسع مظاهرَ الربيع مِن خلال النص، لكنه يصطدمُ بواقعه حين لا يشاهدُ تلك المظاهرَ في واقعه في بلادنا الحبيبة ذات المساحة الشاسعة، والتضاريس المتعدِّدة، والمناخ المتباين، فالطالبُ مع النص أشبه بمن يشاهد لوحةً بديعة تأسرُهُ للحظات، ثم يتركه؛ ليعاودَ العيشَ في بيئتِه الحقيقية!

ولا بأس في أن يقرأ الطالبُ نصوصًا تصوِّر له مظاهرَ الفصول الأربعة، أو أحدها، لكن المؤلفَ مطالَبٌ برَبْطِ الطالب بواقعه، من خلال تبصيرِه به؛ حتى لا ينفصلَ الطالبُ عن بيئتِه، فيعيش ازدواجيةً مشتَّتة.

أكتبُ هذه السطور ونحن نرى نصوصًا مقرَّرة على طلابنا بعيدةً عن واقعهم، أو ربما جاءت بلا قيمةٍ تسعى من خلالها إلى غرسها في نفوس الأطفال، أو اختيرت من كتب التراث؛ فهي مغرقة في القِدَم، ذات لغة فصيحة غريبةٍ تصعُب على الطلاَّب الصغار، وقد تكون ذريعةً لِمَن يصف لغتَنا العربيةَ بالصعوبة، وعدم ملاءمتها للعصر!

ومثلُ هذه النصوص تَزيد من صدودِ الطالب عن لغتِهِ العربيةِ، لغةِ القرآن والسُّنة، وتُسهِم في عزل الطالب عن واقعه، وبيئته، ومجتمعه، والطالبُ في هذه السنِّ الصغيرةِ بحاجةٍ إلى تعزيز انتمائِهِ إلى مجتمعه ووطنه مِن خلال النصوص الجميلة ذاتِ القيمة الفكرية والفنية بأسلوب سهلٍ يجذِبُه، ويُثْريه، ويوجِّهه.

الطالب الصغير اليومَ جُرِّد من كثيرٍ مِن مسؤولياته نحو مجتمعه، والخوف في أن يكبر وهو الذي اعتاد الاتكالية والفوضى والتنصُّل مِن الإحساس بالمسؤولية!

فيما مضى كان طلابُ المرحلة الابتدائية يساهمون في أعمال خدمية مجتمعية من خلال المدرسة، كان الطالبُ مشاركًا في أسبوع المساجد، والشجرة، والنظافة، والمرور، يُسهم في خدمة مجتمعه بقيامه بعملٍ جميل يبني ذاته، ويُشعره بقيمته.. لا أنسى كيف كان معلِّمونا يقومون بكتابة عباراتٍ تناسبُ الفَعالية المقامة على ورق مقوَّى، ثم يتم تفريغُها وتثبيتها على جدار في الحي نطبع عليه بالألوان عبارةً تحثُّ على احترام المسجد، أو تبيِّن أهميةَ النظافة، أو قيمة الشجرة، أو وجوب التقيُّد بالنظام.

الطالب اليوم يُمضي شهورًا عديدةً داخل أسوار المدرسة يحلُمُ بمثل هذه الأفعالِ التي صارت من الذِّكريات، يحلُمُ الطالبُ بعملٍ يكسرُ روتين الدراسة الطويلة، عملٍ يربطُهُ بمجتمعِه، ويُشعره بقيمتِه ودَورِه، لا زلتُ أذكر تنافسنا في تنظيفِ مسجد حيِّنا، وترتيب مصاحفه بعد مسحِها، عرَفنا فضل المسجد، وطهارةَ المصحف، وقدمنا عملاً جميلاً جلسنا نتحدَّث عنه لأيام.

ذات مرة، سألتُ طالبًا عربيًّا عن نظامِ اليوم الدراسي في بلاده فيما يخصُّ المرحلة الابتدائية، فسمعتُ الكثير والكثير، ومما سمعت وجودُ حصة للتربية البدنية يوميًّا؛ لأن الرياضةَ والحركةَ مهمَّة جدًّا لطلاب هذه المرحلة، بينما لدينا في الصف السادس مثلاً يلعب الطالبُ في الأسبوع تسعين دقيقة من أصل ألفٍ وأربعمائة وخمس وثمانين دقيقة، هي مجموع دقائق الحِصص في الأسبوع الدراسي "وهذه معضلة أخرى"!!

هذه إشاراتٌ لبعض ما قد يؤثِّر على طلابِنا الصغار، قد تكونُ ملحوظات جديرة بالانتباه؛ لكنها لا تُلغي أبدًا حجم الجهدِ المبذول من قِبَل القائمين على التعليمِ مِن أجل إنجاحِهِ وتطويرِه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.80 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]