يا باغي الخير أبشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 581 - عددالزوار : 304655 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 37683 )           »          هل الخلافة وسيلة أم غاية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1522 )           »          من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 466 - عددالزوار : 141393 )           »          كثرة أسماء القرآن وأوصافه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-04-2023, 06:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,113
الدولة : Egypt
افتراضي يا باغي الخير أبشر

يا باغي الخير أبشر
خميس النقيب

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، الحمد لله فرض الصيام طُهْرًا للأنام، وصلةً للأرحام، وبرًّا للأيتام، ونَشْرًا للمحبَّة والسلام، وبرًّا بالفقراء والمساكين، وقربًا من ربِّ العالمين، الحمد لله كتب على نفسه البقاء، وعلى خلقه الفناء، وقدر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق آدم، وجعل مِنْ نَسْلِه العرب والعَجَم، جعل الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17].

الحمد لله قامَتْ بربِّها الأشياء، وسبَّحَت بحمده الأرض والسماء، ولا زال الكون محكومًا بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فما من شيء إلَّا هو خالقه، ولا من رزق إلا هو رازقه، ولا من خير إلا هو سائقه، ولا من أمر إلا هو مُدبِّره ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2]، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ونشهد أن سيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، خير مَنْ قام وصام، وأفضل من أعطى وجاد، صلوات ربِّي وسلامه عليه، اعتزَّ بالله فاعَزَّه، وانتصر بالله فنَصَرَه، وتوكَّل على الله فكَفاه، وتواضَعَ لله فشرح له صدره، ووضع عنه وِزْرَه، ويسَّر له أمْرَه، ورفع له ذِكْرَه، وذَلَّل له رقاب عدوِّه، اللهُمَّ صَلِّي وسَلِّم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصَحْبك ومَنْ تَبِعَك بإحسانٍ إلى يوم الدِّين!


تسارُع الوقت:
أيها المسلمون، الأعوام تتسابَق، والشهور تتراكض، والأيام تتسارَع، والليالي تتوالى، والساعات تمُرُّ، واللحظات تكرُّ، تشدُّنا إلى اللهِ شَدًّا، وما من يوم ينشق فَجْرُه إلا ويُنادي منادٍ: ((يا بني آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني، فإنِّي إلى يوم القيامة لن أعود)).

وها قد جاءنا شهر رمضان بنفحاته، وبركاته، وبُشْرياته، وخيراته التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، صيام وقيام، ليلة خيرٌ من ألف شهر، باب الرَّيَّان، صدقة الفطر، الانقطاع لله في الاعتكاف، تلاوة القرآن، الجود والإحسان، وما أجمل ما يُرِدُّده الناس في هذا الشهر: "رمضان كريم"!


عباد الله، إن أيام رمضان معدودة، وساعاته محدودة، ولياليه مباركة، فلتكن فيه الطاعة، وبذل القناعة، والعمل ليوم الساعة، بالصيام إيمانًا واحتسابًا، والقيام إيمانًا واحتسابًا، وتلاوة القرآن تقرُّبًا وترفُّعًا، والذكر والصلاة إحسانًا وتوفيقًا، والصدقة والمواساة شُكْرًا وثناءً.



اشتياق الصالحين:
إخوة الإسلام،كُلَّما أقبل شهر رمضان اشتاقت نفوسُ الصالحين، وتلهَّفَت قلوب المؤمنين، وتأهَّبَتْ عزائمُ العارفين، وتواعَدَتْ هِمَمُ العاميين للصيام والقيام، للصلح والسلام، للتزاحُم والتراحُم، لقراءة القرآن وإسداء الإحسان.


إنه الشهر الذي تظمأ فيها الحناجر، وترتوي فيه القلوب، وتمتلئ فيه الأرواح، ويوهنُ فيه الجسد، ويقوى فيه الإيمان، تفتر فيه الحركة، ويشتدُّ فيه الارتباط بالله!


كان الصحابةُ الكِرامُ، قبل ستة أشهر يدعون ربَّهم أن يُبلِّغَهم رمضان، فإذا أدركوه دعوا ستة أشهر أخرى أن يتقبَّلَه اللهُ منهم، وهكذا الصالحون من بعدهم؛ بل يتمنَّون أن تكون السَّنَة كُلُّها رمضان.


جاء رمضان:
أيها المسلمون، جاء شهر رمضان بالإيمان والقرآن، جاء رمضان بالإحسان والغفران، جاء رمضان بالرجاء والدعاء، جاء رمضان بالسخاء والعطاء، جاء رمضان بالصوم والصلاة، جاء رمضان بالمساواة والمواساة، جاء رمضان بصِلَة الأرحام وبِرِّ الأيتام، جاء رمضان بالتعاوُن والتكافُل، جاء رمضان يُقرِّب البعيد، ويُصالِح المتخاصم، ويفرح الفقير، ويحنو على المسكين.

جاء رمضان يصِل الأرحام، ويبرُّ الأيتام، وينشر السلام، ويجتمع المسلمون على موائده يفطرون في وقت واحد، ويمسكون كذلك في وقت واحد.

جاء شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيِّنات من الهُدَى والفرقان، بزغ قَمَرُه، وأشرَقَتْ شمسُه، نعم بزغ قَمَرُه بالحُبِّ والصَّفاء، وأشرقت شمسُه بالنور والضياء، سطع للمؤمنين نورُه، وتفتَّحت للصائمين أزهارُه، وتباينَتْ للمسلمين أسرارُه.

جاء شهر رمضان بالبُشْرى للصائمين، والأمل للقائمين، والرِّفْعة للقارئين، والزيادة للمُتصدِّقين، والمغفرة للتائبين.

جاء رمضان داعيًا لترك المنكرات، وراجيًا للعَفْوِ عن السيئات، ومناديًا بحُبِّ المساكين.


اللهم أهِلَّه علينا بالأمْنِ والإيمان، والسلامة والإسلام، والمسارعة إلى ما تحبُّ وترضى، والعفو والعافية، وراحة البال والرزق الواسع، وشفاء كل مَنْ يُعاني.


المستبشرون بنفحات رمضان:
عباد الله، طوبى للذين يتنافسون فيه في الخير، ويُسارِعون إلى الهدى، ويعملون في البر، ويبحثون عن الأجر، ويرغبون في الحسنات، ويستزيدون من الإيمان، فرحين بهذا الشهر الكريم ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، يعلمون أن فيه تُرفَع الدرجات، وتُغفَر السيِّئات، وتُضاعَف الحسنات، يُقدِّمون ما يملكون للحفاظ على الصيام والصلاة، والقُرْب من الله، يتفانون في الهداية والإرشاد، والدعوة والرشاد، يشتاقون إلى رمضان لإفطار الصائمين، وإطعام الجائعين، وتفريج المكروبين، وتيسير المتعثرين، وتخفيف هَمِّ المهمومين، لا يريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا إلا من ربِّ العالمين.


عباد الله، إن الذين يأتيهم رمضان وهم يُتاجرون مع ربِّ العالمين، ويرغبون في الحور العين، ويرافقون النبيِّين والمرسلين، في جنات النعيم، هم فيها خالدون، في رمضان يرجون تجارة لن تبور، ويرفعون أكُفَّ الضَّراعة والسرور، ويغرسون فيه الأعمال الصالحة، تزكيةً للأرواح، وتطهيرًا للنفوس، وعلاجًا للقلوب، حتى يكونوا من أهل الجنة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].



إنهم يستبشرون برمضان، فيتأدَّبُون بآداب الصوم، فلا رفث ولا صَخَبَ، لا حقد ولا حسد، لا فسوق ولا جدال، لا جهل ولا سبَّ؛ بل إن تَعَرَّضَ أحَدُهم للسَّبِّ، قال: "إني امرؤ صائم"، نهارهم صيام، وليلهم قيام، وبين ذلك ذكر وشكر وسلام، تهليل وتسبيح واستمتاع بدين الإسلام. يتحصَّنُون بالمساجد بعيدًا عن فِتَن الأسواق، ويتحلَّون بحُسْن الأخلاق، تحميهم من السقوط والانزلاق، مع الجهلاء والفُسَّاق، مُعرِضون عن نتن الفضائيات، وفتن بعض القنوات، إلا ما رَحِم رَبُّ الأرض والسموات.


لديهم من الخير والمعروف المباح ما يُغني عن المنكر والمحرم والمجون، فهؤلاء هم الفائزون ومن تجارة رمضان هم الرابحون، ولما فيه من نفحات رمضان هم المتعرضون: ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].


إنَّ الله يُبشِّرهم، كيف؟! ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 64]، ويفرحهم، كيف؟! ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].



فكونُوا من هؤلاء، تحلَّوا بصفاتهم، وتخلَّقوا بأخلاقهم، واحملوا هِمَّتَهم لتصلوا إلى ما يصل إليه السابقون، وتدركوا ما يتنافس فيه المتنافسون، وتكونوا ممَّن أحرز السعادة، وبُشِّر بالحُسْنى وزيادة: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].


المحرومون من نفحات رمضان:
أيها المسلمون، على النقيض من ذلك هناك أشرار يتشوَّقون إلى رمضان من أجل صرف الناس عن دينهم، وإبعادهم عن ربِّهم، يُمهِّدون لهم طريق المعاصي والذنوب، يخبرونهم باللهو والسهو، ويدعونهم إلى الوحلة والغفلة.


الله يريد لهم التوبة والأوبة، ويريد الذين يتَّبِعون الشهوات أن يأخذوهم في ذات الطريق، ينفقون الغالي والنفيس من أجل ذلك، كيف؟! ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].


يريد الله أن يُطهِّركم، ويُقرِّبكم، ويفرحكم، ويتوب عليكم، وهؤلاء يريدون لكم الانخراط في وحل المعصية، والدخول في كهف الذنوب، والولوج في نهر الآثام، بالمسلسلات الهابطة، والأفلام الخليعة، والفوازير اللاهية، والمقالب البالية، والبرامج العارية! يروِّجُون العري والانحلال، ذلك لا يليق أبدًا بالشهر الكريم، ولا بإرادة الرحمن الرحيم، ولا بمشاعر الصائمين القائمين.


إنهم يُغْرُون الشباب، وينشرون الهباب، ويبارزون ربَّ الأرباب، بالمعاصي والذنوب، بإسقاط القيم ومحو الآداب؛ لكنهم بذلك يحملون أوزارهم وأوزار غيرهم، كيف؟! ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].

وهناك آخرون ينتظرون شهر رمضان، إنهم تُجَّار الاحتكار، تُجَّار الشَّرِّ والأشرار، تُجَّار الجشع والطمع، همُّهُم الاستغلال والخداع، همُّهُم جَمْع الأموال ليملؤوا الجيوب، ويضاعفوا الأرصدة،، يرفعون أسعارهم، ويروِّجون بضائعهم ولو كانت فاسدة، يغشون ويخدعون، يطمعون ويجمعون، يمتصون دماء الصائمين، ويشوشون على القائمين القانتين، كل ذلك؛ استغلالًا لاندفاع الناس لشراء متطلبات رمضان، وهؤلاء أخطؤوا الطريق، وخسروا من حيث يظنون أنهم رابحون، فما أحقهم بأن يُقال عنهم: ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16].


ترَبَّوا على الخِداع، ونشأوا على النِّفاق، وعاشوا على الكذب، تملكهم المكر؛ لكنهم ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].


عباد الله، ثمة صِنْف آخر، وهو نوع من الشباب الساهي اللاهي يتسكَّع في الأسواق، ويتجرَّد من الأخلاق، ويطلق الضوضاء والأبواق، لا يُقدِّم إلا أذيَّة المؤمنين والمؤمنات، وفتنة الصائمين والصائمات، وقهره الآباء والأمهات، وعصيان ربِّ الأرض والسموات، فهؤلاء جُبِلُوا على أن يكونوا مُبْعَدِين عن الله، ومحرومين من رحمته، لا يزدادون في رمضان عن الله إلا بُعْدًا، وعن القرآن إلا خسارًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة: ((إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: مَنْ أدْرَكَ رمضانَ فلم يُغفَر له، فدخل النار، فأبْعَدَه الله، قل: آمين، فقلت: آمين))؛ رواه الطبراني وابن حِبَّان، وحسَّنَه الألباني.


وفي حديث أبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدَّث عن شهر رمضان، وعن ليلة القدر؛ حيث قال: ((وفيها ليلةٌ خيرٌ من ألْفِ شَهْر، مَن حُرِم خيرها، فقد حُرِم الخير كله))؛ رواه النسائي، وفي رواية: ((ولا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إلَّا مَحْرُومٌ))؛ رواه ابن ماجه.


هؤلاء يخسرون في مواسم الربح، ويُحرَمون في مواطن الفوز، ويبعدون في منازل القرب، فلا يُفلِحون في دين ولا دنيا، ولا يسعدون في حياة ولا ممات!


رمضان يُبشِّرنا:
عباد الله، رمضان يُبشِّرنا بالتطهير من الذنوب والمعاصي ((ورمضان إلى رمضان كَفَّارةٌ لما بينهما)) رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يُغفَر له ((أوْسَطُه مَغْفرةٌ))، ثم العفو ليلة القدر.

رمضان يُبشِّرنا بالجود والكرم؛ ومِنْ ثَمَّ الثواب الجزيل "كان صلى الله عليه وسلم جوادًا كريمًا، وكان أجود ما يكون في رمضان عندما كان يُدارِسُه جبريل القرآن"، وقد سن صدقة الفطر على الصغير والكبير، والغني والفقير.


رمضان يُبشِّرنا بعِتْق رِقابنا من النار ((أوَّلُه رحمةٌ، وأوْسَطُه مغفرةٌ، وآخرُه عتقٌ من النار)).

رمضان يُبشِّرنا بالعفو في ليلة العفو، ليلة القَدْر خيرٌ من ألْف شهرٍ، ومن أفضل الدعاء ليلة القدر ((اللهُمَّ أنَّك عفوٌ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عَنَّا))، رمضان يُبشِّرنا بالفرحة تِلْوَ الفرحة ((للصائم فرحتانِ: فرحةٌ عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه))؛ سُنَن ابن ماجه.


رمضان يُبشِّرنا بالغفران، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمُرَهم بعزيمةٍ، ثم يقول: ((مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ سنن أبي داود.


رمضان يُبشِّرنا بالشفاعة: "عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعَبْد، يقول الصيام: أي ربُّ، إني منعْتُه الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفِّعْني فيه فيشفعان))؛ صحيح، رواه البيهقي في شُعَب الإيمان.


المسلمون بقدوم رمضان يستبشرون، ويُعلِّقُون الزينات، ويُعِدُّون الأماكن للمُصلِّين والمُصلِّيات، يكرمون ضيافته، ويحسنون وفادته، ويُقدِّرُون منزلته، ويستشعرون مكانته، ويحصلون على أجره!


ليِّنون في طاعة الله، طائعون لأمر الله، مُحِبُّون لرسول الله، عاملون بمنهج الله، إذا قرئ عليهم القرآن سمعوا وأنصتوا، وإذا نودوا بالإيمان، آمَنُوا ولبُّوا ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ [آل عمران: 193]؛ لذلك يُبشِّرُهم ربُّهم برحمته ورضوانه ﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 21].



‏اللهُمَّ وفِّقْنا في رمضان للخير والهدى، واجعل لنا في أيامه تباشير فرج وفرح، واجعلنا نسعد ببلوغه وأحبَّتنا، ووفِّقْنا لاغتنام أيامه يا رب.

اللهُمَّ بَشِّرْنا ببُشْرى رمضان، وفرحنا بثواب رمضان، وأعتق رقابنا من النيران، وشفِّع فينا الصيام والقرآن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.99 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]