
25-01-2006, 01:02 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: الدنيا
الجنس :
المشاركات: 2,261
|
|
قبل أن تذبل الزهرة
ها أنت - أخي الشاب - تتدفق حيوية ونشاطاً ، وتملأ ما حولك قوة وفتوة ، ولكن ألم تبصر عيناك يوما من الأيام رجل طاعنا في السن أصبحت العصا له قدما ثلاثة ؟ قد احدودب ظهره ، ورق عظمه ، وتركت السنون الطويلة آثارها على وجهه ، فلم يعد قادرة على ما تقدر عليه ، أو مطيقا لما تطيق ، أتظن أن هذا الرجل قد ولد كذلك ؟ أما أنه كان في يوم من الأيام في سنك ، ويحمل طموحك وفتوتك ؟ إذاً فهو مصير أخي الكريم لا بد أن تصير اليه ، ولن يمنعك منه الى أن يتخطفك الموت ، وقد يكون الهرم أهون وأحب اليك منه ، فما دام هذا مصيرا محتوما ، ألم تفكر في تغيير المسار قبل أن تذبل الزهرة ويرق العظم ؟ حينها لا تطيق ما تطيق الآن ، وتندم ولات ساعة مندم ، وتتمنى الشباب وهيهات .
ألم يدر ببالك - أخي العزيز - أن ستستثمر هذه الطاقة ، وتستمتع بهذا الشباب في مرضاة الله عز وجل ؟ أنه لا ينقضي العجب من أولئك الذين يرون أن التوبة والعبادة أنما هي حين يودعون الشباب ، ويدخلون مرحلة العجز والشيخوخة ، وماذا عساه أن يفعل من احدودب ظهره وثقلت قدماه ؟
إذاً فاتخذ القرار من الآن والحق باركب ، فيوشك هذا الشباب أن يزول ويحل بك المشيب وتعض اصابع الندم على أن فرطت في هذه الفرصة الثمينة .
أخوكم في الله أنيس إدريس
|