|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الوضوح في المواقف من الأحداث أ. د. عبدالله بن محمد الطيار إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]. عباد الله: بعض الشباب لم يستوعبوا الدرس العملي مما جرته الأحداث الأخيرة، ووقفوا حائرين حول التحليلات والمناقشات حيال الموضوع. وهؤلاء الشباب أمانة في أعناقنا، والصراحة والصدق معهم واجب على كل من يريد وجه الله، ويحرص على قطع الطريق في وجه الذين يتربصون بأمتنا الدوائر، وبلاد الإسلام ومأرز الإيمان بلاد الحرمين يجب أن تبقى بعيدة عن المزايدات والممارسات الخاطئة، ولذا لنكون واضحين مع أحبابنا الشباب صرحاء معهم، وذلك ببيان المصالح والمفاسد، وتأصيل المنهج الإسلامي الدقيق؛ عملاً بنصرة الدين، وبيان أهدافه السامية وغايته النبيلة وصدق الله العظيم إذ يقول : ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام:108]. الحمد لله الذي فضل أصحاب العقول الراجحة على غيرهم، وأشهد ألا إله إلا الله رفع قدر العلماء وأعلى منزلتهم، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، إمام العلماء، وقدوة الصالحين - صلَّى الله عليه وسلَّم. أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله - وتأملوا معي مفهوم النصر والهزيمة، والربح والخسارة، وقد مرَّ المسلمون كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة في أول الإسلام بثلاث مراحل كانوا قبل بدر يسمعون الأذى الظاهر، ويُؤْمرون بالصبر عليه، وبعد بدر يُؤْذون في السرِّ من جهة المنافقين وغيرهم، فيُؤْمرون بالصبر عليه، وفي تبوك أُمِروا بالإغلاظ للكفار والمنافقين، فلم يتمكن بعد كافر ومنافق من أذاهم في مجلس خاص ولا عام. عباد الله: إن أمن بلاد الحرمين أمن لكل مسلم؛ من ساكن ومقيم، وحاج ومعتمر، وهو أمن للدعوة في كل مكان؛ فعلينا أن نتعاون جميعًا في الضرب بيد من حديد على من يريد مسخ عقيدتنا، أو المساس بأخلاقنا، أو النيل من مبادئنا أو الحرص على إفساد أخلاق شبابنا وفتياتنا، أو زعزعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهؤلاء هم بحق الذين يريدون خرق السفينة، وإغراق البلاد والعباد في أوحال الجريمة ومستنقع الآثام، هؤلاء هم الذين قال الله فيهم: ﴿هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4]، وقال الله فيهم لنبيه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ﴾ [التوبة: 73]. إخواني في الله: نحن مأمورون بمراجعة أحوالنا، وإعادة النظر في مواقفنا، فالمتأمل لحالنا مع الله، وحالنا مع الاعتصام بالكتاب والسنة، والتمسُّك بهدي سلف الأمة لا يعجب من وقوع البلاء وتكاثر المصائب، فكل ذلك من الله، ولحكمة يعلمها - سبحانه. لقد شغل بعضنا بمثالب بعض وتصيد الأخطاء والتجريح، دون وازع من إيمان أو رادع من حياء، إننا لم نحسن ترتيب العداوات، والبدء بالعدو الأخطر فالأخطر، وترك أحبابنا وإخواننا الذين يعملون معنا في خندق واحد يسلكون طريقهم الموصلة إلى الله؛ لنلتقي جميعًا في الدنيا على طاعة الله، وفي الآخرة في جناته بمشيئة الله. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |