حقيقة التوكل وثمرته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 581 - عددالزوار : 304631 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 37671 )           »          هل الخلافة وسيلة أم غاية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1515 )           »          من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 466 - عددالزوار : 141374 )           »          كثرة أسماء القرآن وأوصافه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-11-2020, 08:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,113
الدولة : Egypt
افتراضي حقيقة التوكل وثمرته

حقيقة التوكل وثمرته


أ. د. مصطفى مسلم








شارك في التأليف الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي

حقيقة التوكل:
صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار في أمور الدنيا والآخرة، واليقين بأنه لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع إلا الله.

يقول عز من قائل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، والتوكل ثمرة من ثمرات الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والعلم بأسمائه وصفاته من القدرة والمشيئة والكفاية والعلم.. (فكلما كان بالله وصفاته أعرف، كان توكله أصح وأقوى)[1]، وثمرة التوكل على الله هدوء البال وطمأنينة القلب وسكون الجوارح والرضا بقضاء الله وقدره، وترك الحرص الشديد على طلب الرزق وترك الشكوى من عدم التوفيق.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في دعائه بالتوكل فيقول: «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت» [2]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه حقيقة التوكل فيقول: «من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله»[3].

ولا يتنافى تحقيق التوكل مع الأخذ بالأسباب، فإن الله سبحانه وتعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل عليه بالقلب إيمان به، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾ [النساء: 71]، وقال أيضاً: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60]، وقال: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّه ﴾ [الجمعة: 10]، وهذا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته قولاً وفعلاً، فقد استأجر في هجرته دليلاً مشركاً على دين قومه يدله الطريق، وظاهر بين درعين يوم أحد، ولم يحضر الصف قط عرياناً، وكان يدخر لأهله قوت سنة، وهو سيد المتوكلين، وقد تداوى من المرض وهو يعمل الأفضل دائماً، علماً أنه قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون»[4].

إن حقيقة التوكل أن يعتمد المرء على الله جل جلاله في كل أموره، مع الأخذ بالأسباب المشروعة، والسعي وفق سنن الله والأسباب التي وضعها في كونه ومخلوقاته.

وثمرة التوكل هي الرضا بالقضاء والقدر، وكسب الإنسان القوة والجرأة والشجاعة ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12]، وعدم الندم على ما لم يحصله (... احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)[5].


[1] مدارج السالكين، ابن القيم، 2 /123.


[2] رواه الشيخان، البخاري، رقم 1120، ومسلم في صحيحه الحديث، رقم 2086.

[3] رواه الحاكم في المستدرك (7707)، 4 /301، وزوائد الهيثمي، (1070) ومسند عبد بن حميد (677) عن ابن عباس مرفوعاً، والزهد الكبير للبيهقي (986).

[4] رواه مسلم في صحيحه الحديث، رقم 218.

[5] رواه مسلم في صحيحه، الحديث رقم 2052، 2664.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]