الفرق بين الفقير والمسكين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 15906 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 216 - عددالزوار : 68294 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 12859 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          العقيدة اليهودية والسيطرة على العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حاجتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 26785 )           »          وهو يتولى الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 14276 )           »          عطاءات المتقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-01-2021, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,001
الدولة : Egypt
افتراضي الفرق بين الفقير والمسكين

الفرق بين الفقير والمسكين

محمد تبركان

هل بينهما فرقٌ، أم أنّهما لفظان لِمُسمًّى واحد؟
الجواب عن هذا السّؤال مِن شأنه أن يساعدَ على تجلية مراد اللّه تعالى، ومراد رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم لكثير من نصوص[1] الوحيين الشّريفين، كتابًا وسنّةً. وهو شيءٌ يلزم كلَّ مسلم إدراكُه؛ لِتَعلُّقِهِ بالتَّكليفِ المنوطِ به من قبل اللّه جلّ جلالُه.

قال ابن قتيبة[2]: (وممّا يضعُه النّاسُ في غير موضعِه: (الفقير والمسكين)، لا يكاد النّاسُ يَفرُقُون بينهما، وقد فَرَقَ اللّهُ تعالى بينهما في آية الصّدقات [ولم يجمعهما باسمٍ واحدٍ] فقال عزّ اسمُه: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ- 60 من سورة التّوبة) وجعل لكلّ صنفٍ [منهما] سَهْمًا ..).

وللعلماء في هذه المسألة ثلاثةُ مذاهب يأتي استعراضُها؛ وسببُ اختلافهم يعود إلى ما ذكره أبو هلال العسكريّ في كتابه الفروق[3]، قال - رحمه اللّه -: (الفرقُ بين الفقير والمسكين: لا خلافَ في اشتراكهما في وصفٍ عدميٍّ، هو عدمُ وفاءِ الكسبِ بالكُلِّيَّة، والمالِ لمؤنته، ومؤونةِ عِياله. وإنّما الخلافُ في أيِّهما أسوأُ حالاً. ومنشأُ هذا الخِلاف اختلافُ أهلِ اللُّغة في ذلك).

ولعلّ في هذا التّحرير ما يكشف عن الفارق بينهما من عدمه، وعن أيِّهما أصلح حالاً. فإلى بيان ذلك:
تعريف الفقير: الفَقْرُ، بالفتح ويُضَمُّ لغة[4]، ضِدُّ الغِنَى، وأَصلُ الفَقْرِ: الحاجةُ، والفقيرُ: المحتاجُ. قال ابنُ عرفة: (الفَقِيرُ عند العرب المحتاجُ؛ قال اللهُ تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ï´¾[5]؛ أَي المحتاجون إِليه).

أمّا عن حقيقته؛ فقد قيل فيه أقوال يُمكِنُ إجمالُها في قولين:
1- الفَقيرُ: هو مَنْ يَجِدُ القُوتَ، وله بُلْغَةٌ من العيشِ تُقيمُه وعِيالَه. كالسُّؤَّالِ، وأَهلِ الحِرْفةِ الضّعيفة الذين لَا يَقْدِرُون عَلَى كَسْبِ مَا يَقَعْ مَوْقِعًا مِنْ كِفَايَتِهِم.

2- الفقير: هو القاعدُ في بيتِهِ لا يسأَلُ، ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى؛ فلا شيءَ له البتَّةَ؛ لِزَمانة به، مع حاجةٍ شديدةٍ؛ تَمنَعُهُ الزَّمانةُ من التَّقَلُّبِ في الكسب على نفسِهِ وأهلِهِ أمثال: الزَّمْنَى وَالْمَكَافِيفِ (الْعُمْيَانُ) الضِّعاف.

تعريف المسكين: المِسْكينُ[6]، بكسر الميم، وأَصلُه في اللّغة: الخاضعُ الذّليلُ الْمَقْهُورُ، وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا، والمسكنَةُ هي الذُّلُّ والخضوعُ وتَواضُعُ الحالِ؛ قال اللّهُ تعالى: ï´؟ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ ï´¾[7] أي الذُّلُّ والهوانُ؛ فالمسكينُ بهذا الاعتبارِ قد يكونُ فقيرًا، وغنيًا. قيل: سُمِّيَ بذلك لِسُكُونِهِ إلَى النَّاسِ، أو لأنّه مِن قِلَّةِ المالِ سَكَنتْ حركاتُه؛ ولذا قال تعالى: ï´؟ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ï´¾ أي لاصِقٌ بالتّراب، وقد تَقعُ المَسْكَنة على الضَّعف؛ ومنه حديثُ قَيْلَة[8] قال لها صلّى اللّه عليه وسلّم: (صَدَقَتِ المِسْكِينةُ)؛ أَرادَ الضَّعفَ، ولم يُرِدِ الفقرَ. ويمكنُ أَن يكونَ مِن هذا قولُه سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ عليه السّلام: ï´؟ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِِ ï´¾[9]، فسمّاهُم مساكينَ لِخُضوعِهِم وذُلِّهِم مِن جَوْرِ الملِك الّذي يأْخذُ كلَّ سفينةٍ وجدَها في البحر غَصْباً؛ قال سيبويه: المِسْكينُ من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها، تَقولُ مررتُ به المِسْكينَ.

وعليه؛ فإِذا كانَ هذا المسكينُ إِنّما مَسْكَنَتُه من جهة الفَقْرِ؛ حَلَّتْ له الصّدقة، وإِذا كان مسكيناً قد أَذلَّهُ سوى الفَقْرِ؛ فالصّدقةُ لا تَحِلُّ له، إِذْ كان شائعاً في اللّغة أَن يُقالَ: ضُرِبَ فلانٌ المسكينُ، وظُلِمَ المسكينُ، وهو من أَهل الثَّرْوَةِ واليَسار، وإِنّما لَحِقَهُ اسمُ المسكينِ مِن جهةِ الذِّلَّةِ، فمَن لم تَكُنْ مَسكنتُه من جهةِ الفقر، أعني: عُدم المال؛ فالصّدقةُ عليه حرامٌ.

أمّا عن حقيقته فقد قيل فيه أقوال يُمكِنُ إجمالُها في قولين:
أ‌- الصّحيحُ المحتاجُ، مِمَّن له البُلْغَةُ من العيش؛ لا تَكفيهِ وعِيالَهُ. أمثال: السُّؤّال الطَوَّافين على الأَبواب، وكلُّ مَن له حِرفةٌ لا تَفي بمُؤنَتِهِ.

ب‌- الذَّليلُ، الضّعيفُ، الّذي أَسْكَنَهُ الفقرُ وأذلَّهُ؛ فقَلَّلَ حَركتَه؛ ولا شيءَ له، ولا يقدرُ على السّؤال.

الفرق بين المِسْكين والفقير: وممّا يدلُّ على افتراقِهما في الجملة ما رُويَ عنه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " اللّهمَّ أحيِني مِسكينًا، وأمِتني مسكينًا، واحشُرني في زمرة المساكين"[10] مع ما عُلِمَ مِن تَعَوُّذِهِ مِن الفَقْرِ.

1. من قال إنّ المسكينَ أحسنُ حالاً مِن الفقير، وأنّ الفقيرَ أسوأُ حالاً مِن المسكين: رُوِيَ ذلك عن الشَّافِعِيُّ، والأَصمعيّ، وابن السِّكِّيت، وعليُّ بن حمزة الأَصبهانيّ اللُّغويّ، وأَحمدُ بن عُبَيْد. قال في الفتح (4 / 107): " وهذا قول الشّافعيّ وجمهور أهل الحديث والفقه ". وقد استدلُّوا لمذهبهم بما يلي:
أ‌- قوله تعالى: ï´؟ وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ في البَحْرِ ï´¾[11]، فأَخبر أَنّهم مساكين، وأثبتَ لهم ملكيّة السّفينةً، حين نسبَها إليهم، وهي تُساوي مقدارا من المال. وأنّهم يعملون عليها في البحر؛ وكلام اللّهِ عزَّوجلَّ أولى ما يُحتجُّ به.

ب‌- وقال تعالى فِي حَقِّ الْفُقَرَاءِ: ï´؟ لِلْفُقَرَِاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ... ï´¾[12]. فهذه الحال الّتي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال الّتي أَخبر بها عن المساكين.

ت‌- رُوِيَ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه أنّه قرأ الآية: " أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَّاكِينَ"[13] بتشديد السّين، أي لِمَلاَّحِينَ. قال ابن خالويه: سمعت ابن مجاهد يقول ذلك ويزعمُ أنّ قطربًا قرأ بذلك؛ فأفادتْ أنّهم أصحابُ مَهْنَة.

ث‌- وبُديءَ في آية الصّدقات بِالْفُقَرَاءِ، وهي قولُه عزّ اسمُه: ï´؟ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ والمَسَاكِينِ... ï´¾[14]؛ وذلك للاهتمام بشأنهم؛ لشدّة حاجتهم وفاقَتِهم؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ أَهَمُّ، وَإِنَّمَا يُبْدَأُ بِالْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ. قال عليُّ بن حمزة[15]: (وأَنتَ إذا تأَمّلتَ قولَه تعالى: ï´؟ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمََسَاكِينِ ï´¾، وجدتَه سبحانه قد رتَّبَهُم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَوّل، والثالث أَصلح حالاً من الثاني، وكذلك الرّابع والخامس والسّادس والسّابع والثامن).

ج‌- وقال أيضًا[16]: (وممّا يدُلُّكَ على أَنّ المسكينَ أَصلحُ حالاً من الفقير أَنّ العربَ قد تسمَّتْ به، ولم تَتَسَمَّ بفقير؛ لِتناهي الفَقر في سُوء الحال، أَلا ترى أَنّهم قالوا: تَمَسْكَن الرّجلُ فَبَنَوْا منه فِعْلاً على معنى التّشبيه بالمسكين في زِيِّه، ولم يفعلوا ذلك في الفقير؛ إذ كانت حالُه لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ؟. قال: ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم: (الفقير). لتَناهِيهِ في سوء الحال، فآثرَ التَّسمية بالمَسْكَنة.

ح‌- وفي الحديث[17]: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ. قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟. قَالَ: الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا ".

وفي رواية[18]: " إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الْمُتَعَفِّفُ اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ï´؟ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ï´¾.

فالمسكينُ هو السّائل الطَّوَّافُ؛ لأنّه بمسألته تأتيهِ الكفاية، وتأتيه الزيادة عليها؛ فيزولُ عنه اسم المسكنة. والفقير لا يسأَلُ، ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى؛ لِلُزومه بيته، أَو لامتناع سؤاله، فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ، كالّذي يتقوَّتُ في يومه بالتَّمرة والتَّمرتين، ونحو ذلك، ولا يسأَل محافظةً على ماء وجهه من إراقتِه عند السُّؤال؛ فحالُه إذاً أَشدُّ من حال المسكين الّذي لا يَعْدِمُ من يُعطيه.

فإذا ثبتَ أََنّ الفقيرَ هو الّذي لا يسأَلُ، وأَنّ المسكينَ هو السّائلُ؛ فالمسكينُ إذاً أَصلحُ حالاً من الفقير، والفقيرُُ أَشدُّ منه فاقةً وضرّاً، إلاَّ أنّ الفقيرَ أَشرفُ نفساً من المسكين؛ لِعَدم الخُضوع الّذي في المسكين؛ لأَنّ المسكينَ قد جمع فقراً ومسكنة، فحالُه في هذا أَسوأُ حالاً من الفقير، ولهذا قال صلّى اللّه عليه وسلّم: " ليس المسكينُ " (الحديث)؛ فأَبانَ أَنّ لفظةَ المسكين في استعمال النّاس أَشدُّ قُبحاً من لفظة الفقير.

خ‌- وقد استعاذ رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم من الفقر، وسألَ المسكنة، حيث قال: " اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفقر " وقال: " اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ "[19]. وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ تَعَالَى شِدَّةَ الْحَاجَةِ، وَيَسْتَعِيذَ مِنْ حَالَةٍ هي أَصْلَح مِنْهَا!.

د‌- قال[20] الرّاجز:
هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ
تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ

عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُه
قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمِصْرٍ يَحْضُرُهْ


فأَثبتَ أَنّ له عشرَ شياهٍ، وأَراد بقوله عَسْكَرُه غَنَمُه، وأَنّها قليلة.

ذ‌- وَلِأَنَّ الْفَقْرَ مُشْتَقٌّ مِنْ فَقْرِ الظَّهْرِ، فَعِيلَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، أَيْ فقير بمعنى مَفْقُور، وَهُوَ الَّذِي نُزِعَتْ فِقْرَةُ ظَهْرِهِ، فَانْقَطَعَ صُلْبُهُ. قَالَ لَبيد[21]:
لَمَّا رَأَى لُبَدُ النُّسُورَ تَطَايَرَتْ
رَفَعَ الْقَوَادِمَ كَالْفَقِيرِ الْأَعْزَلِ


أَيْ لَمْ يُطِقْ الطَّيَرَانَ، كَاَلَّذِي انْقَطَعَ صُلْبُهُ. وَالْمِسْكِينُ مِفْعِيلٌ مِنْ السُّكُونِ، وَهُوَ الَّذِي أَسْكَنَتْهُ الْحَاجَةُ، وَمَنْ كُسِرَ صُلْبُهُ أَشَدُّ حَالًا مِنْ السَّاكِنِ.

2- مَنْ قالَ إنّ الفقيرَ أحسنُ حالاً مِن المسكين، وإنّ المسكينَ أسوأُ حالاً مِن الفَقير: قاله الْفَرَّاءُ، وَثَعْلَبٌ، وَابْنُ قُتَيْبَةَ، ورواه ابن الأَنباريّ عن يونس، وهو قول أَبي حنيفة. وقد استدلُّوا لمذهبهم بما يلي:
أ‌- عن يعقوب بن السِّكِّيت قال: قال يونس قلت لأعرابيّ: أفقيرٌ أنت أم مسكين؟. فقال: لا، بل مسكينٌ؛ فأَعلمَ أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير.

والجواب: هذا محتملٌ، ويُحتمل كذلك أنّه أراد: بل أنا أَحسن حالاً من الفقير، فكأنّه رَغِبَ عن اسم الفقير؛ لتَناهِيهِ في سوء الحال، فآثر التَّسمية بالمَسْكَنة.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.59%)]